الصداقة تعتبر واحدة من أرقى العلاقات البشرية ، والتي لها العديد من المعاني العظيمة ، ولها دور هام للغاية في حياة الإنسان ، كما إنها تضيف في حياة الإنسان الطاقة الإيجابية بدرجة كبيرة ، فكل إنسان منا بحاجة إلى صديق ، من أجل أن يشاركه الكثير من الأمور في الحياة ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان اجتماعيًا بطبعه ، وهو بذلك لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن من حوله ، بل هو في حاجة إلى أصدقاء في حياته ، وكثيرًا ما يُطلب في الاختبارات موضوع تعبير عن الصداقة .

أهمية وقيمة الصداقة في حياة الإنسان

للصداقة أهمية كبيرة في حياة الإنسان ، لأنه من خلال أصدقائك ستجد العون والمساندة في الحياة ، لأن الصديق الحقيقي هو الذي يقف بجانب صديقه طوال الوقت ، ولا سيما في الأوقات الصعبة وأوقات الضيق ، التي من شأنها أن تظهر المعدن الحقيقي للأشخاص ، بالإضافة إلى أن الصديق الصالح سوف يرشدك دومًا إلى طريق الصواب والحق ، ويسير معك درب النجاح .

وللأهمية الكبيرة للصداقة كتب الكثير من الشعراء عنها ، وأظهروا مدى جمال وعظمة الصداقة ، ومن أشهر أبيات الشعر التي صفها الشعراء عن الصداقة ، هو ما قاله الإمام الشافعي عن الصداقة والصديق :

إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً

فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرَ علَيْـهِ التَّأَسُّفَـا

فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ

وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ

وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا

إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً

فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا

وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ

وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بالجفاء

وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ

وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا

سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا

صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا

وتساعد الصداقة على الحد من الشعور بالوحدة ، وذلك لأنه واحد من أصعب المشاعر التي من الممكن أن تصيب الإنسان ، ومن شأن الصداقة أن تجعلك تحتك بشكل أكبر بالعالم من حولك ، وبالكثير من وجهات النظر والمعتقدات والآراء المختلفة عنك ، وذلك بالتأكيد سوف يمنحك خبرة مضاعفة عن الحياة ، من خلال تجارب الآخرين ، لأن ذلك التفاعل مع الآخرين من حولك من شأنه يغير من حياتك وشخصيتك إلى الأفضل .

كيفية اختبار الصديق الحقيقي

قديمًا قالوا (اختار الرفيق قبل الصديق) ، وذلك للدلالة على أهمية الصداقة ، وضرورة اختيار الصديق الصالح في الحياة ، لتأثيره الكبير في حياتنا ، ولأن الصديق السيء يؤدي إلى فساد حياتك ، ويغير حياتك وشخصيتك للأسوأ بكل تأكيد ، إنما الصديق الصالح يساندك في جميع أحوالك ، ولا ينتظر مقابل لمساعدته لك .

فلا بد عند اختيار أصدقائك أن تحسن في تلك الخطوة ، وتختار الأصدقاء الذين ستكون فخور بهم أمام جميع الناس ، وحتى أمام نفسك ، والذين تستطيع أن تأتمنهم على حياتك ، وجميع أسرارك ، ويمكن أن تثق بهم إلى أكثر درجة ثقة ممكنة في الحياة .

فالصديق الصالح سيأخذ بيدك إلى طريق الهداية ، ومن ثم طريق الجنة ، وسيشاركك في كل لحظات حياتك ، ولن تشعر أبدًا بأنك وحيد في الحياة ، وعلاقة الصداقة لا بد أن تثمر بالحب والمودة بين الطرفين ، والاهتمام بشئون الآخر ، لأننا يمكن أن نعتبر أن الصداقة الحقيقية كنز كبير ، لا بد ألا نتهاون في الحفاظ عليه من أن يضيع من أيدينا .