يقول البعض إنهم ماتوا من الغباء العام ، بينما يقول آخرون إنهم غرقوا في روثهم، لكن السبب الحقيقي وراء انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة ، تم تحديده الآن وهو تصادم مع كويكب ضخم أعاق أشعة الشمس وتسبب في شتاء عالمي مطول. إن الحجج المتعلقة بالزوال المفاجئ للديناصورات، وهي أكبر المخلوقات البرية على الإطلاق، قد احتدمت لعقود من الزمن دون التوصل إلى استنتاج، والآن توصل تحقيق واسع أجراه 41 خبيرا بارزا من جميع أنحاء العالم إلى أن تفسير الكويكب هو الوحيد الذي يقف أمام التدقيق العلمي الصارم.
أهم النظريات التي وضحت لماذا وكيف انقرضت الديناصورات
و لمعرفة لماذا و كيف انقرضت الديناصورات هناك العديد من النظريات التي تناولت ذلك ومن أهمها ما يلي.
نظرية اصطدام كويكب عملاق بالأرض
هذه النظرية هي الأقرب من الحقيقة والذي تبناها العديد من العلماء، حيث يقول جو مورغان ، العالم في كلية امبريال كوليدج لندن وهو أحد الخبراء الذين أجروا الدراسة المنشورة في دورية ساينس ” إذا جمعت كل الأدلة معا فإنها قوية لصالح اصطدام كويكب عملاق بالأرض، ولدينا الآن ثقة كبيرة بأن الكويكب كان السبب في الانقراض، إذ أدى ذلك إلى نشوب حرائق واسعة النطاق ، وزلازل بلغت قوته أكثر من 10 درجات على مقياس ريختر ، وانهيارات أرضية قارية أوجدت أمواج تسونامي “.
وأضاف مورغان” المسمار الأخير في تابوت الديناصورات حدث عندما طُردت المادة المدمرة بسرعة عالية في الغلاف الجوي. وهو ما أحاط الكوكب بالظلام وتسبب في شتاء عالمي، وقتل العديد من الأنواع التي لا يمكن أن تتكيف مع هذا الجحيم، إضافة لتوقف عملية التمثيل الضوئي في الأجواء المتربة ، وحينها كانت الديناصورات تتضور جوعًا.
ترجع النظرية إلى أن الديناصورات ماتت بسبب اصطدام كويكب، وقد اكتشف الجيولوجيين والتر ولويس ألفاريز، طبقة من الإيريديوم، وهو معدن نادر، في طبقة رسوبية مكونة 65 منذ مليون سنة، وتم العثور على نفس طبقة الإريديوم في أكثر من 100 موقع في جميع أنحاء العالم ، ولأن الكويكبات غنية بالإيريديوم ، فإن هذا يشير إلى وجود تصادم كان قد نشر الحطام في جميع أنحاء العالم، وعلاوة على ذلك تشير الحفريات إلى انقراض جماعي.
تأثير اصطدام الكويكب العملاق على الأرض
اكتشف الجيولوجيون بعد سنوات قليلة، في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك فوهة ضخمة ومغمورة على الساحل المكسيكي تم ملؤها بالرواسب، ويبلغ قطر هذه الحفرة العملاقة 200 كم، وأنها نتجت عن التأثير مع اصطدام كويكب يقدر حجمه بـ 15 كم بالأرض.
ووجد العلماء أيضا عقيدات من الصخور الشبيهة بالزجاج في الحفرة التي يمكن أن تكون قد تشكلت فقط من درجات الحرارة والضغوط الهائلة الناتجة عن صدمة التأثير من الكويكب، الذي يقدر أنه أطلق قوة تعادل بليون قنبلة هيروشيما وأخرج بضعة آلاف من الكيلومترات المليئة من الحطام إلى الغلاف الجوي حيث شكل بطانية سميكة منعت أشعة الشمس لأشهر، كما أدي انفجار الصخور الساخنة إلى استنشاق الغاز الذي لم يكن بمقدور أي كائن حي لم يكن بوسعه العثور على مأوى بديل، تجنب استنشاقه.
نظرية انفجارات البراكين العظيمة
ترى نظرية انفجارات البراكين العظيمة أن انفجارات البراكين العظيمة القديمة التي يطلق عليها ” ديكان كابس ” في ما يعرف الآن بالهند ، أنتجت حمماً بركانية كافية لملء البحر الأسود مرتين ، وأدت الغازات السامة لقتل الديناصورات وغيرها من الكائنات البحرية، وخلص العلماء إلى أن كافة الأنواع الأرضية انقرضت بسبب تلك الغازات.
الانقراض العظيم ( نظريات متنافسة )
هناك ربما العديد من النظريات حول انقراض الديناصورات حيث يوجد علماء يعملون على المشكلة، وبعد استعراض الأدلة طوال أكثر من 20 عاما من الأدلة، وجدوا أن المنافس الجاد الوحيد لنظرية الكويكبات، هو حدوث سلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة، حدثت خلال فترة 1.5 مليون سنة ، نتج عنها غازات الكبريت التي خنقت الغلاف الجوي.
وقد اقترح بعض الخبراء أن هذا قد يكون بسبب ارتفاع في الأمراض المعدية التي تنقلها الحشرات الماصة للدماء ، أو انخفاض في النشاط الجنسي ، واقترح خبراء آخرون حدوث مجاعة جماعية أو تسمم غذائيات أدي لانقراض الديناصور.