غزال درقي والمعروف ايضاً بأسم غزال أسود الذيل هو نوع من الغزلان وجدت في شمال أذربيجان ، وهي جزء من إيران ، وأجزاء من العراق وجنوب غرب باكستان ، جنوب شرق تركيا ، و صحراء غوبي ، وهو يسكن الرمال والسهول الحصوية والهضاب ، وقد تمت تسميته بهذا الاسم بسبب تضخم الغدة الدرقية وتكون أكبر وأكثر تميزا في الذكور ، وخصوصا خلال موسم التكاثر ،
سلالات الغزال الدرقي
هناك أربعة سلالات لهذا النوع من الغزلان:
- سلالة هيلير أو السلالة المنغوليّة ، تتواجد في القسم المنغولي من صحراء غوبي.
- سلالة يركند أو سلالة إكسيجنغ ، تعيش في إقليم إكسيجنغ الغربي في الصين.
- السلالة الفارسية ، تعيش في آسيا الوسطى: تركمنستان، كازاخستان، أوزباكستان، طاجيكستان، إيران، العراق، وأفغانستان.
- السلالة العربية ، تعرف باسم غزال الرمال العربي أو الريم وتقطن شبه الجزيرة العربية، وهي السلالة التي تغنى بها الشعراء العرب في شعرهم منذ الق
مواصفات الغزال الدرقي
يشتق هذا الغزال اسمه من الانتفاخ على عنقه الشبيه بالورم الدرقي، والذي هو في الواقع أسطوانة غضروفيّة كبيرة بارزة عند الذكور بشكل أوضح من الإناث، وخصوصا خلال موسم التزاوج عندما تسمح لها هذه الإسطوانة بإصدار نفخات عميقة عالية الصوت لمغازلة الإناث. وتكون إناث هذا النوع، على عكس باقي إناث معظم أنواع الغزلان، جمّاء أي عديمة القرون، بينما تمتلك الذكور قرونا سوداء طويلة مقوّسة نحو الوراء، إلا أن النمط العديم القرون للإناث يختلف باختلاف الموطن التي تقطنه، فهي تكون جمّاء تماما تقريبا في منغوليا والصين بينما تمتلك قرونا كاملة في شبه الجزيرة العربية.
تختلف ألوان هذه الغزلان باختلاف الجمهرات، حيث يتراوح لونها من الأبيض تقريبا إلى البني مع درجات مختلفة من الأحمر، الرمادي، والأصفر، ويكون لون ظهرها في العادة بنيا باهتا ومن ثم يقتم تدريجيّا على الجانبين، بينما يكون القسم السفلي من جسدها أبيض كما المؤخرة، أما الذيل فأسود اللون على ثلثيه. تمتلك الغزلان الدرقية القاطنة لآسيا الوسطى والشرق الأوسط خطوط ورقط مميزة على وجهها الأبيض، وتختفي هذه الغلامات مع تقدّم الحيوان في السن، إلا أنه في السعودية تولد بعض الأخشاف بدون علامات على وجهها أيضا. وعيون هذه الغزلان كبيرة وسوداء كما أن أذنيها طويلة بالإضافة لقوائمها وعنقها، بينما ذيلها قصير، وتكون الذكور أكبر حجما وأثقل وزنا من الإناث.
حجم الغزال الدرقي
– طول الرأس والجسم : 90 – 126 سم
– ارتفاع الكتف : 56 – 80 سم
– طول الذيل : 10 – 23 سم
– وزن الذكور : 22 – 40 كجم
– وزن الإناث : 18 – 33 كجم
نشاط الغزال الدرقي
تنشط الغزلان الدرقية في أوائل الصباح وأواخر فترة بعد الظهر خلال أشهر الصيف حيث ترعى الأعشاب، أوراق الأشجار، والبراعم، إلا أنها أصبحت ليليّة بشكل جزئي في المناطق التي تعرّضت فيه للقنص المكثّف. تقوم هذه الحيوانات بالاختباء في الظل خلال النهار الحار، وتقوم بتبريد انفسها عن طريق حفر بعض الحفر البسيطة التي تستلقي فيها حيث يكون الرمل أبرد، وتستغني الغزلان عن عادتها هذه أو تقلل منها خلال أشهر الشتاء الأكثر برودة.
سلوك الغزال الدرقي
تعيش الغزلان الدرقية في مجموعات عائليّة صغيرة خلال الصيف يبلغ عدد أفرادها حوالي العشرة، بينما تحتشد خلال الشتاء في قطعان كبيرة يصل عدد أفرادها إلى العشرات أو المئات بل حتى الآلاف في بعض أجزاء موطنها الآسيوي، ويحصل هذا التصرّف في الوقت الذي يمتد خلاله موسم التزاوج أي في الفترة الممتدة من شهر سبتمبر إلى يناير، وخلال هذه الفترة تصبح الذكور مناطقيّة حيث يقوم كل ذكر بالغ بالسيطرة على حوز خاص به يقوم بتعليم حدوده بالبول والبراز. كما وتقوم الذكور باستخدام حلقها المنتفخ لإصدار نفخات عميقة لجذب الإناث بالإضافة لرشّ النباتات المحيطة بها بإفرازات من غدّتها الشرجيّة والغدّة الكائنة قرب أعينها. تتجمع الذكور شبه البالغة خلال هذه الفترة في قطعان صغيرة يصل عدد أفرادها إلى 5 رؤوس، وعلى النقيض من ذلك فإن الإناث والصغار تتجمع في قطعات تتألّف من 10 إلى 30 غزالا.
تكاثر الغزال الدرقي
تعتبر ذكور هذه الحيوانات متعددة التزاوج أي أن الذكر لا يكتفي بأنثى واحدة بل يتزاوج مع عدّة إناث من التي تتواجد داخل حدود حوزه فقط، ويحرص الذكر على أن لا تغادر أي من الإناث أرضه وتدخل أرض ذكر أخر حيث يقوم بتجميعها ومطاردتها على الدوام، ويقوم بطرد جميع الذكور الأخرى بما فيها الذكور الدخيلة والذكور اليافعة التي بلغت من العمر سنة واحدة فقط. تتزاوج معظم الذكور مع أنثيان إلى 12 أنثى عادة، إلا أنه يمكن للذكر أن يتزاوج مع أكثر من هذا العدد في حالات استثنائية (30 أنثى في بعض الحالات)، أما بعض الذكور فقد لا يتزاوج مع أي أنثى أبدا. تتجمع الغزلان الدرقيّة في قطعان كبيرة مختلطة بعد نهاية موسم التزاوج يصل عدد أفرادها إلى قرابة الخمسين، إلا أنه عند حلول الربيع تفترق الذكور عن الإناث ليعيش كل منها في قطعان منفصلة وحدها.
تترك الإناث الحوامل قطيعها وتصبح انعزالية شيئا فشيئا عندما يقترب موعد الولادة، وتستمر فترة الحمل لما بين 148 و159 يوما وتحصل معظم الولادات ما بين شهريّ مارس ويوليو على أنه معظم الإناث تلد خلال شهر مايو (إبريل في السعودية ويونيو في منغوليا). تنجب الإناث الصغيرة في السن كما الكبيرة خشفا واحدا في العادة، إلا أنه معظم الإناث البالغة تنجب توائم (حوالي 75% منها) وهذا يعدّ أمرا نادرا بين أنواع الغزلان جميعها. تقوم الأنثى بتخبئة وليدها ريثما ترعى على بعد يتراوح ما بين 50 و500 متر عنها، وتقوم أيضا بنقله إلى مكان جديد للاختباء بعد كل مرة ترضعه فيها، أما الإناث التي تلد توائم فتقوم بتخبئتها على بعد 50 إلى 1000 متر عن بعضها خلال أيامها الأربعة أو الستة الأولى. تبدأ الصغار باللحاق بوالدتها عندما تبلغ من العمر قرابة الشهرين أو شهرين ونصف ومن ثم تفطم بعد حوالي 4 أو 5 أشهر. تبدأ دورة الأنثى النزويّة عندما تبلغ ستة أشهر إلا أنها لا تبدأ بالتزاوج إلا عندما تبلغ من العمر 18 شهرا،
أما الذكور فإنها تصبح قادرة على التزاوج في عمر 10 إلى 11 شهرا إلا أنها لا تتزاوج إلا عندما تبلغ 2.5 أو 3 سنوات، وهي تبقى قادرة على التناسل حتى تبلغ 10 أو 11 سنة على الرغم من أنها لا تعيش غالبا أكثر من خمس إلى ست سنوات في البريّة، أما الإناث فتبقى قادرة على الحمل حتى تبلغ عمر 13 أو 14 سنة على الرغم من أنها عادة ما تعيش لما بين 8 و12 عاما في البريّة.
الغزال الدرقي وخطر الانقراض
إن أبرز المخاطر التي تتعرّض لها هذه الحيوانات عبر موطنها بكامله هي القنص اللاشرعي وفقدان المسكن، وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات لا تزال تعتبر واسعة الانتشار إلا أن أعدادها تتناقص محليّا في بعض الدول كما أن توزعها الجغرافي غير متوازي، فبعض الجمهرات كتلك الموجودة في كازاخستان ومنغوليا لا تزال وافرة العدد أما في بعض الدول الأخرى مثل تركمنستان فإنها شارفت على الانقراض تقريبا. وتعتبر معظم الجمهرات اليوم صغيرة الحجم ومعزولة عن بعضها البعض مما يعرّضها أكثر إلى خطر الإبادة والضعف الجيني، وقد أصطيدت هذه الغزلان في السابق للحصول على لحمها أو للاحتفاظ بها كتذكار للصيد في أحيان أخرى قليلة، وقد عانت السلالة العربية في السابق، ولا تزال في بعض المناطق، من الإمساك بها من قبل هواة تربية الحيوانات للاحتفاظ بها في الحدائق الخاصّة.
تعرّضت العديد من سلالات هذا النوع إلى فقدان مسكنها واحتتاته بسبب الأنشطة البشرية المختلفة بما فيها التطوّر الاقتصادي الذي أدّى إلى تنمية العديد من المناطق التي كانت هذه الغزلان تقطنها، وتحويل الأراضي إلى أراض زراعيّة، والرعي الجائر للماشية المستأنسة، وقد عانت السلالة العربيّة على وجه التحديد من الإفراض برعي الخراف والماعز في مسكنها.
تتعرّض الغزلان الدرقيّة في آسيا الوسطى إلى نوع أخر من المخاطر وهو الموسم الشديد البرودة الذي يقضي على أعداد كبيرة منها، ويبلغ العدد الإجمالي لهذه الحيوانات حاليّا ما بين 120,000 و140,000 رأس في البريّة بينما يوجد حوالي 529 فردا منها في الأسر.