تنتمي الثّعالب لفصيلة الكلبيات، التي تندرج تحت رتبة اللواحم، وتحت طائفة الثّدييات التي تندرج بدورها تحت شعبة الحبليات، التي تنتمي إلى المملكة الحيوانية. من ناحية الشكل فتشبه الثّعالب الكلاب كثيفة الذّيل ذات الحجم الصغير إلى المتوسط، وتعد الثّعالب حيوانات قارتة أي أن نظامها الغذائي متنوع للغاية، كما أنّها اجتماعيّة ومرنة جداً لذلك فهي تتمكّن من العيش في مجموعة واسعة من الموائل في كل من أمريكا الشّماليّة، وأوروبا، وآسيا، وشمال أفريقيا.

الثعالب

الثعلب هو أي فصيلة من فصائل الكلبيّات القارتة (أكلة للحوم والنبات) الصغيرة الحجم، والبالغ عددها 27 نوعاً.يقصد العامّة من كلمة ثعلب في العادة الثعلب الأحمر، بما أنه أكثر الأنواع شيوعاً في النصف الغربيّ من العالم، بالرغم من أن فصائل الثعالب المختلفة تتواجد في كل القارّات تقريباً، وهذا ما أدّى إلى ظهورها في العديد من الثقافات والتراث الشعبي للعديد من الأمم والقبائل.يطلق على الثعلب الذكر في العربيّة اسم ثعلب والأنثى ثعلبة، والصغار ضغابيس أو جراء. ويسمى شعر الثعلب بالفرو.

مواصفات الثعالب

تعيش معظم الثعالب حوالي سنتين أو ثلاثة في البريّة، ولكنها قد تعمّر إلى 10 سنوات أو أكثر في الأسر.يبلغ حجم معظم الفصائل حجم القطط المستأنسة حيث تعتبر الثعالب أصغر أعضاء فصيلة الكلبيّات، ومن الصفات الخارجيّة المميزة الأخرى الخطم الدقيق والذيل الكثّ الكثيف، وتختلف بعض الصفات الأخرى طبقاً للمسكن أو البيئة التي تقطنها الفصيلة فمثلاً يمتلك ثعلب الفنك أذنين كبيرتين وفراءً قصيراً بينما يمتلك الثعلب القطبيّ أذنين قصيرتين وفراءً سميكاً عازلاً.الثعالب حيوانات متوحدة على عكس العديد من الكلبيّات الأخرى، وهي مفترسات منتهزة للفرص تقتات على مجموعة متنوّعة من الأغذية مثل القوارض بشكلٍ خاص بالإضافة للجنادب والفواكه والأعناب.تعتبر الثعالب حيوانات حذرة ولا تقرب البشر في العادة، كما لا يحتفظ بها كحيوانات أليفة بالرغم من أن الثعلب الفضّي دجّن بنجاح في روسيا بعد 45 سنة من التزاوج الانتقائي.تتواجد الثعالب الآن في بعض المناطق في المدن والحدائق المنزليّة.

انواع الثعالب

العديد من انواع الثعالب تتواجد في كوكبنا وتنتشر انتشارًا واسعًا في كثير من دول العالم، وتوجد العشرات من أنواع الثعالب التي سنتحدث عن أشهرها.

الثعلب الأحمر

يعد من أشهر أنواع الثّعالب، حيث يتميز هذا الثعلب بلون الفرو الأحمر الفاقع  ويعتبر ذات لون بني محمر، أو الأحمر البرتقالي، وتغطي منطقة بطنه فرو بلون أبيض، وتتميز بأرجل سوداء ونهاية طرف ذيلها الأبيض، أما مكان معيشته وموطنه هي مناطق آسيا وأوروبا وأيضًا أجزاء من شمال أمريكا الشمالية، أيضًا يتواجد في جنوب أستراليا وشمال إفريقيا، وتتغذى الثعالب الحمراء على لحوم الطيور، القوارض، الأرانب، الضفادع، الزواحف الصغيرة الأسماك، الرخويات، وهوائم الأرض، وقد يأكل بعضها الفواكه كالعنب، التفاح، والتوت.

من أشهر أنواع الثّعلب الأحمر هو ثعلب يرسم على ظهره رسمه حرف “زائد” الكبير في منتصف ذراعه حتى يمتد بمنتصف ظهره، والثّعالب الفضية ذات الفراء الأسود، وثعلب اسمه “التيبيت” في جبال الهملايا وكشمير، والأحمر في اليابان.

الثّعلب الرمادي

قد سمي بهذا الاسم نسبة إلى لون فرائه الرّمادي في منطقة الظّهر، واللون الصّدئي ناحية الرّقبة، الأقدام، الأذرع،  أسفل الذّيل، أما يتميز باللون الأبيض في منطقة البطن والأجزاء السفلية، أما اللون الأسود في طرفه فيتواجد في ذيله، ويعيش هذا الثّعلب في قارة أمريكا الشمالية خاصة في جنوب كندا وجنوب الولايات المتحدة، ودولة المكسيك، وأمريكا الوسطى، ويعرف هذا النوع باسم ثعلب الشجرة، لأنه يتسلق الأشجار على غير العادة على باقي أنواع الثعالب.

الثعلب القطبي

سُميّ بهذا الاسم لأنه يعيش في المناطق القطبية الجليدية في الجزر المنتشرة حول المحيط القطبي الشّمالي، أيضًا يتواجد في أقصى شمال بلاد قارة آسيا وفي أوروبا وأمريكا الشّمالية، ويفضل العيش في المناطق الخالية من الأشجار والتي يكثر فيها الثلج، وما يميز هذا الثّعلب أن حجمه صغير، حيث يبلغ طوله 70 سم تقريبًا وطول ذيله 40 سنتمترًا، كما أن لون الفرو الخاص به يتغير في الصّيف من اللون الرمادي أو البني إلى اللون الأبيض الناصع في الشتاء كوسيلة لصيد فرائسه بسهولة، ولتكيفه مع المعيشة في تلك الأجواء الثلجية، ويتكيف ويتعايش الثّعلب القطبي مع البرد القارس من خلال الفرو الطويل الكثيف الذي يغطي كامل جسمه، وكذلك آذانه القصيرة والدائرية والتي تحتفظ بالحرارة دائمًا حتى تقوم بتدفئته، وأيضًا من هذه الفصيلة الثعالب الرمادية الزرقاء نسبة إلى فرائها، أما غذائها فتتغذى الثعالب القطبية على الحيوانات الثديية الصغيرة والطيور وبيضها وبقايا فرائس الدببة وبقايا غذائهم.

الثّعلب خفاشي

يتميز الثعلب الخفاشي بأذن ضخمة تشبه أذن “الخفافيش” ولون ظهره البني الرمادي، ويتواجد في المناطق الجافة ويعيش في جنوب وشرق إفريقيا، ويتغذى على بعض أنواع الحشرات الصغيرة مثل حشرة “المنّ”، وعلى القوارض الصغيرة مثل الفئران حيث يتمكن من اصطيادها بسهولة بفضل سرعته الشديدة وتغيير مساره بشكل حاد أثناء الجري، وفي بعض الأحيان يتغذى على بعض أنواع من الفواكه.

ثعلب الفنك

هذا النوع يعتبر من أصغر انواع الثعالب، حيث يبلغ طوله 40 سنتمترًا فقط، ويتميز بآذانه الكبيرة ولون فرائه الرمادي الباهت ذات ملمس رملي، وكذلك ذيله القصير وفرائه الطويل الناعم، ويطلق عليه مسميات أخرى الثعلب الحصني أو الحصيني، وهو يعيش في بيئة صحراوية ويتواجد في شمال إفريقيا في المناطق الصحراوية، وشبه الجزيرة العربية، ويعيش هذا النوع في مجموعات تتألف من 10 إلى 15 ثعلبًا، كما يرغب في العيش داخل جحور متعددة المسارات يحفرها بسرعة كبيرة، يقضي فيها فترة أغلب النهار، أما في الليل فيخرج في نشاط لكي يبحث عن غذائه، وهو ملائم للعيش مع درجة حرارة الصحراء على عكس الثعلب القطبي.

اصوات الثعلب

تتميز الثعالب بأصواتها المميزة والتي تعد أسلوب للتواصل فيما بينها، إلا أن الثعالب معروف عنها بعدم التجمع إطلاقاً عند إصدار تلك الأصوات، وأصوتها:

النباح

يتم تواصل الثعالب مع بعضها البعض عن طريق إصدار صوت يسمى النباح، وهو الصوت المعتاد عادة عند الثعالب، ويتم إطلاقه على 5 مرات كأسلوب نداء إذا كانت بعيدة عن بعضها البعض، وكلما اقتربت المسافة بين الثعالب انخفضت حدة الصوت.

عويل الثعلبة

هو صوت من ضمن الأصوات الحادة التي تصدرها أنثى الثعلب في حال أرادت التزاوج لمناداة الذكر، ويكون عبارة عن مقطع واحد، وهو أسلوب دعوة لذكر الثعلب للتزاوج.

نباح الإنذار

وتطلق الثعالب هذا الصوت ليكون أسلوب للإنذار والتحذير عندما تكون بعيدة عنها وذلك على هيئة مقطع واحد فقط والذي توجهه الثعالب عادة للتحذير من الأعداء، وفي حال كانت قريبة منها فإنها تطلق صوت نباح للإنذار وهو صوت شبيه بصوت السعال المكتوم.

الخرخرة

أشارت بعض الأبحاث المتخصصة في عام 2006 إلى أن الثعالب تصدر صوت “الخرخرة” عندما تكون في حالة استئناس وانسجام.

الزمجرة

يرتبط هذا الصوت بموسم التزاوج لدى الثعالب والذي يكون في الأجواء الدافئة في الغالب، ويكون ذلك في فصل الربيع وبعد فصل الخريف.

ويعتبر الثعلب من الحيوانات الاجتماعية في بيئتها، حيث يعيش في مجموعات مكونة تقريبًا من 10 أو 15 ثعلب يقودهم ثعلب قويّ، وتشمل مجموعة الثعالب كلّاً من: الثعالب الأشقاء، والإناث، والثعالب الصغيرة التي هي تحت التربية والرعاية والاهتمام من الأبوين، والثعالب عادة تفضل النوم في النهار، وتخرج في وقت الليل للصيد والافتراس، وفي بعض الأوقات تخرج في النهار إذا كان المكان آمنًا.