تعرف اللغة العربية بمدى عمقها ودقة المعاني والأساليب المستخدمة فيها ، وخير دليل على ذلك القرآن الكريم ، وأحيانا يساء استخدام بعض هذه الكلمات في الحياة اليومية أو عبر برامج التلفاز وغيرها ، ومن أمثلة ذلك استخدام نعم ، أجل وبلى ، للتاكيد على الإتفاق مع الكلام الذي يقال ، وياتي الإختلاف طبقا للسؤال سواء كانت منفيا أم مثبتا .
لذلك ينبغي توضيع الفرق بين هذه الكلمات ، والاستخدام الصحيح لها ، حفاظا على رونق ودقة اللغة العربية وقواعد النحو وتمجيدا لعظمة معاني القرآن الكريم .
الفرق بين نعم ، أجل وبلى
أولا : استخدام أجل
أجل : هو حرف جواب ، ويستخدم لتصديق خبر يخبرك به صاحبك ، فيقول على سبيل المثال “فعل ذلك ” ، فتقوم بتصديقه وتقول له “أجل” .
ثانيا : استخدام نعم
نعم : هو حرف جواب المستفهم بكلام لا حد فيه ، مثل أن تقول “هل صليت ؟ ” ، فيرد متلقي السؤال بكلمة “نعم ”
وأيضًا في قاموس الكفاف :
نَعَمْ :حرف جواب، يفيد الإثبات في الجواب عن السؤال المثبَت، والنفيَ في الجواب عن السؤال المنفي.
ففي جواب”الإثبات” : [أسافر خالد؟]، إن قيل: [نعم]، فالمعنى: نعم سافر.
وفي جواب “النفي” : [أما سافر خالد؟]، إنْ قيل: [نعم]، فالمعنى: نعم ما سافر.
ثالثا استخدام بلى
لا يوجد كتاب في النحو يخلو – عند البحث في [بلى] و [نعم] من إيراد المسألة التالية :
قال تعالى: [ألست بربكم قالوا بَلَى[ (الأعراف 7/172). فقال ابن عباس معلّقًا، لو قالوا: [نَعَم] لكفروا.
.ووجه ذلك أنّ [نَعَم] – كما ذكرنا آنفًا – لا تُغَيِّر من النفي والإثبات شيئًا؛ فلو أجابوا قائلين: [نَعَم]، لكان تأويل ذلك: [نعم لست ربّنا]، ولكان ذلك كفراً.
بَلَى
حرفٌ يُجاب به عن سؤال منفيٍّ فيُبْطِل نَفْيَه.
نحو أنْ تُسأَل وقد نجحتَ: [أما نجحتَ؟]
فتجيب: [بلى]، والمعنى: بلى نجحتُ.
ولو قلتَ: [نعم]، لكان المعنى: نعم ما نجحتُ !!
وذلك أنّ [نعم] لا تُبطِل النفي، بل تُثبِته فيظلّ المنفي منفيّاً(1)
–نماذج من استعمال [بلى] :
·أليست كل نفس ذائقة الموت؟ بلى. [أي: بلى كل نفس ذائقة].
ولو قيل: [نعم] لكان المعنى: نعم، كل نفسٍ ليست تذوقه !!
·ألم يَنْقَضِ عامُ الفيل؟ بلى. [أي: بلى انقضى].
ولو قيل: [نعم] لكان المعنى: نعم، لم ينقضِ عامُ الفيل !!
·]ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير[ (الملك 67/8-9)
ولو قالوا: [نعم]، لكان المعنى: نعم،لم يأتنا نذير!!
·]زعم الذّين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثنّ[ (التغابن 64/7)
ولو قال لهم: [نعم]، لكان المعنى: نعم، وربّي لن يُبعثوا !!
·]ألستُ بربّكم قالوا بلى[ (الأعراف 7/172)
(أي: بلى أنتَ ربّنا).
ولو قالوا: [نعم]، لكفروا؛ إذ يكون المعنى: نعم، لستَ ربّنا !!
ومن اللطائف أن العامّة تستعمل [بلى] استعمالاً صحيحاً على السليقة، غير أنها تُدخِلُ عليها ميماً ساكنة فتقول: [مْ بَلى] !!