اليابان هذا العالم المتطور، الدولة التي تقع في شرق آسيا، والتي يعتبر فيها التصنيع ركيزة أساسية من ركائز القوة الاقتصادية، عندما نقول اسم هذا البلد يتبادر إلى أذهان الجميع المنتجات ذات الجودة العالية، وكثيراً مايعاني اليابان من كوارث طبيعية مدمرة، مثل الزلازل والأعصاير والانفجارات البركانية، وعلى الرغم من تلك الكوارث التي تحصل باستمرار، تقوم اليابان باستمرار  بإنتاج تقنيات عالية لتصميم مباني مقاونة للزلازل، والمتابعة الدولية لتوقعات حصول العواصف بشكل دقيق.

وغالباً مايتساءل العديد من الأشخاص، حول المدة الزمنية لتعلم اللغة اليابانية، باعتبارها من أصعب اللغات، وباعتبارها لغة تستخدم أحرف الكانجي، أي نظام كتابة مقطعية تعتمد على أحرف صينية مبسطة، وتستخدم أيضاً الأبجدية اللاتينية والأرقام العربية. وقد تمّ طرح السؤال على أحد الأشخاص المتخصصين بتعليم اللغة اليابانية، وكانت إجابته أنّها تحتاج إلى فترة من ثلاث إلى أربع سنوات لإتقانها، وبالتالي فهي مثلها مثل أي لغة في العالم، تحتاج في البداية إلى ستة أشهر لتعلم المبادئ الأساسية، وفهم اللغة بشكل عام وكسر الصعوبة أو الحاجز وراء تعلمها. ومن ثمّ نستطيع زيادة المعرفة بها، والقيام بمحادثات أكثر وأيضاً الاستعانة بأشخاص لتجريب اللغة.

اللهجات اليابانية المختلفة
اللغة اليابانية مثلها مثل أي لغة في العالم تحتوي على لهجات مختلفة بكل مقاطعة، وهي ما تسمى باللغة الدارجة العامية، مثل لهجة أوساكا، ولهجة شيزوكا، ولهجة هيروشيما، ولهجة أوكيناوا. وكما في اللغة العربية، لايستطيع أي شخص فهم جميع اللهجات باللغة العربية، أيضاً الشخص الياباني لا يستطيع فهم جميع اللهجات، ويكون متقناً للهجة المقاطعة التي يقطن فيها، فمثلاً لدينا لهجة هوكايدو Hokkaido وهي عبارة عن جزيرة تقع شمال اليابان، حيث أنّ سكانها يتحدثون بلهجة صعبة جداً وغير مفهومة بالنسبة للأشخاص الذين يقطنون في مدينة كاغوشيما Kagoshima والتي تقع في جنوب اليابان، وبالتالي نلاحظ أنّ لهجة المقاطعة يتم استخدامها في نفس المقاطعة، وليس شرطاً أن تكون مفهومة من قبل باقي المقاطعات.

والسبب الحقيقي وراء كثرة وتعقيد اللهجات اليابانية، هو أنّه منذ أزل التاريخ، كانت اليابان عبارة عن مجموعة من الدويلات، وكانت كل دويلة منعزلة عن الدويلة الأخرى، وهناك حالة خصام بينهم بشكل دائم، وقد ساعد على ذلك وجود الجبال كحواجز طبيعية بين كل دويلة والدويلة المجاورة لها، من هنا أصبحت كل دويلة لها عاداتها وتقاليدها الخاصة بها ونظامها الخاص. ومن ضمن اللهجات المختلفة تمّ اعتماد لهجة طوكيو العاصمة هي اللهجة اليابانية الرسمية إلى يومنا هذا.

كيفية التحفيز لتعلم اللغة اليابانية
أولاً: لدى كل شخص انطباع جيد عن اليابان، وخصوصاً في التطور، حيث هذه البلاد لديها هدف دائم ومستمر، يتمثل في تطوير الشعب، والتميز على باقي شعوب العالم بالصناعة، لذا عند التفكير بهذه المميزات نجد سهولة في تعلم اللغة، والتفكير بجدية في التغلب على كافة العقبات التي تقف عائقاً وراء التعلم.

ثانياً: يعتبر الدخول في الأجواء الاجتماعية لليابان، حافزاً على تعلم اللغة، فعند التعرف على شخصيات من المجتمع، متابعة الأخبار باللغة اليابانية، الاطلاع والقراءة المستمرة في أحداث معينة تحدث كل يوم، كل هذا يزيد التركيز على فهم المرادفات المختلفة والسعي قدماً تجاه تطوير اللغة.

ثالثاً: الإعجاب بالحضارة اليابانية، والرجوع للوثائق التاريخية المختلفة، والتي تتحدث عن تاريخ اليابان وخصوصاً ماحدث في الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد انهيار ألمانيا النازية ودخول أربع دول للاستيلاء عليها وتقسيمها، وهي: فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفييتي، وهنا لم يبقى سوى اليابان ليتم السيطرة عليه، لذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع ثقلها الحربي في اليابان، وحصلت مجازر كبيرة تسببت في مقتل مائة ألف ياباني، وتشريد مئات الآلاف من الآخرين، ثمّ تمّ استعمال قنبلة هيروشيما السلاح الذري والذي تسبب بمقتل مائة وعشرين ألف، وإصابة مئات الآلاف من الآخرين.

وقامت أمريكا في ذلك الوقت بفرض حصار بحري شامل على اليابان، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد الياباني. ولو عدنا للإحصائيات لوجدنا أنّه في عام 1950، كان متوسط دخل الأمريكي أربعة عشر ضعف دخل الياباني، ولكن بعد عشر سنوات وتحديداً سنة 1960، أصبح متوسط دخل المواطن الياباني ستة أضعاف متوسط دخل المواطن الأمريكي، وبعد عشر سنوات أخرى، أي بعد سنة 1970، حققت اليابان قدراً كبيراً مماتسعى إليه، حيث أنّها استطاعت تجاوز الأزمة، وانتقلت من كونها دولة مستوردة للتكنولوجيا لتصبح دولة مصنعة لها. وهذا يعتبر حافز كبير للاطلاع على تاريخ هذه الدولة العظيمة وتعلم لغتها.