يوجد للكتابة العديد من الأساليب ، والتي يستخدمها الكاتب كأدوات ، حيث يقوم باختيار الأداة التي تتناسب مع ما يطمح ، ويريد إظهاره ، والأمثل لإظهار أفكاره ، و ما يدور في داخله من شعور ، ورؤية ، ومن ضمن تلك الأساليب هو أسلوب السرد ، والذي هو من أحد تلك الأساليب المتبعة في كتابة القصص ، والروايات ، والمسرحيات ، حيث أنه هو أسلوب منسجم إلى حد عالي مع الكثير من أدوات التعبير الإنساني ، حيث يقوم الكاتب بترجمة الأفعال والسلوكيات الإنسانية والأماكن إلى مجموعة من المعاني ، وذلك بأسلوب السرد ، وبذلك يكون الكاتب قد تمكن من تحويل المعلومة إلى كلام مع ترتيب الأحداث فليس المقصود من أسلوب السرد الكلام الغير منظم أو الذي لا يوجد فيه ترتيباً للأحداث أو حتى ذلك النوع من الكلام الذي ينعدم به الانسجام بين كلماته ، وجمله ، ومعانيه ، حيث أنه في أسلوب السرد تنعدم الحاجة إلى شرح الأفكار أو التلخيص الخاص بالمراد ، وذلك لأن أسلوب السرد هو ذلك الأسلوب الذي يقوم بإظهار كل ما هو مراد وحتى وإن حصل ذلك فهو زيادة لا فائدة منها بل أنها قد تتسبب في ضعف الأسلوب ، وبنية النص المكتوب ، وتركيبته ، ولأسلوب السرد العديد من الصيغ المتنوعة ، حيث أنه من الممكن أن يروى شفهياً أو من خلال الكتابة ، أو حتى عن طريق الصور ، والإيماءات ، والعديد من الصيغ الأخرى .
تعريف السرد :– هو ذلك النوع من المفهوم الأدبي الشديد الاتصال بالنشر ، والسرد هو تلك الثمرة التي أنتجت من خلال عناية الكاتب لفكرته ، وهذا الأسلوب هو أحد أساليب الرسالة الإنسانية الأبرز لدى الكتاب بل أنه هو الأكثر استمتاعاً لدى القراء ، ولهذا الأسلوب مكانة كبيرة ، وأهمية عالية في الأدب ، وبشكل عام على الرغم من كثرة تلك الأساليب المستخدمة في الأدب لكن المهم هو ذلك الكاتب المبدع الحقيقي الذي قام بإعطاء أسلوب الكتابة معنى ، وجمالاً ، وذلك من خلال ما يقوم بتقديمه من خلال الكتابة ، وإظهار ما يجوب ويدور في داخل نفسه بها .
أشكال السرد :-
أولاً :- السرد المفصل :- وهو يكون بوضع كل التفاصيل في السرد كما هي ، ودون اختصار لها .
ثانياً :- السرد المجمل :- والذي يكون فيه عملية اقتباس للأحداث ، حيث يكون التركيز الأول فيه من جانب الكاتب على الأحداث الأساسية والهادفة .
وهناك أشكال أخرى للسرد وهي :-
أولاً :- السرد المتسلسل :- وهو ذلك النوع من السرد الذي يقوم في الأساس على نظام خطي واضح وواقع ضمن تصور الزمن إذ يعتمد السارد فيه على التدرج في وقوع الأحداث فيقوم بسرد الحدث الأول ثم الحدث الثاني والثالث ، وهكذا حتى نهاية الأحداث .
ثانياً :- السرد التناوبي :- وهو ذلك النوع من السرد الذي يحكى بواسطته عدد من القصص المتناوبة فتبدأ قصة ، وتتلوها أخرى ، ثم تعود القصة الأولى ، ومن ثم العودة إلى القصة الثانية مرة أخرى ، وهكذا حيث يشترط في هذا الأسلوب السردي وجود قواسم مشتركة فيما بين الشخصيات ، والأحداث ، وهو ذلك النوع من السرد الذي غالباًَ ما يتم استخدامه في المسلسلات التليفزيونية .
ثالثاً :- السرد المتقطع :– وهو المقصود به ذلك النوع الذي يبنى في الأساس من جانب الكاتب على مخالفة التسلسل المنطقي ، والخاص بوقوع الأحداث في القصة إذ يبدأ السارد في تقديم الحكاية من أخر الأحداث بها ثم يكون من بعدها الانتقال إلى أول الأحداث معتمداً على تقنيات كتابية متعددة مثال الحذف ، و التلخيص ، و الاسترجاع ، و الوصف ، وغيرها .
أما بالنسبة لطرق السرد فهي السرد الذاتي ، و السرد المباشر ، و سرد الوثائق مثال المذكرات والاعترافات .
أنواع أسلوب السرد :- يتم تقسيم أسلوب السرد إلى ثلاثة أنواع وهي :-
أولاً :- السرد من زاوية المتكلم :- وهو المقصود به ناقل الخطاب اللغوي ، وهو ذلك النوع من الأسلوب السردي الكاشف عن أفكار صاحبه ، ونفسيته الخاصة به .
ثانياً :- السرد من زاوية المخاطب :- وهو المقصود به المتلقي للخطاب اللغوي ، وهو ذلك الأسلوب الخاص بالضغط الذي يتلقاه المخاطب أي أنه هو عبارة عن ذلك الأسلوب السردي المقصود منه إضافة جميع الملابسات الكفيلة بإحداث التأثير الذي يهدف الفكر أن يحدثه في المتلقي للخطاب اللغوي .
ثالثاً :- السرد من زاوية الخطاب :– وهو المقصود به الطاقة التعبيرية الناجمة عن الألفاظ اللغوي المختارة ، وهو يكون من شأنه إخراج العبارات من حالة الحياد اللغوي إلى خطاب متميز بنفسه ، ومعبر عنه ما يدور به