تُعرف الطاقة النظيفة بأنها الطاقة التي لا تلوث الغلاف الجوي كالكهرباء والطاقة النووية، باختلاف الفحم والنفط فهما من أنواع الطاقة التي تلوق الغلاف الجوي، وتكون الطاقة النظيفة نوعًا من الطاقة المتجددة والانبعاثات الصفرية، وهي الطاقة التي يتم توفيرها من خلال مقاييس كفاءة استخدام الطاقة، وتعتبر مستمدة من عمليات طبيعية متجددة، وتكون خلال فترة زمنية قصيرة ولا يمكن استنفادها ومن أهم مصادرها الكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
الطاقة المتجددة في المملكة
رأت المملكة بعد المشكلات التي طرأت على النفط أن تهتم على خط متوازٍ بقطاع الطاقة المتجددة بجميع أنواعها واكتشاف أسراره، وضخّ المزيد من الاستثمارات فيه، إيمانًا من قادة المملكة بأن النفط مادة قابلة للنفاذ مهما طال بها الزمن، ولابد من إيجاد البديل في أسرع وقت، حيث ترغب المملكة في أن تشارك دول العالم الأول تجاربها وأبحاثها في قطاع الطاقة المتجددة، وتحقيق جانب الريادة فيه مثلما تحقق لها هذا الأمر في قطاع النفط.
برغم ارتفاع أسعار النفط في أسواق الطاقة العالمية وتجاوزه حاجز ال 60 دولار، وهو مؤشر جيد لاقتصاد المملكة، إلا أن هذا لم يجعل المملكة تبتعد عن الاستمرار في توجهاتها بتنشيط مشاريع الطاقة المتجددة، وتشجيع قطاع الأعمال والأفراد على المشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة، وخلال السنوات القليلة الماضية شهدت المملكة تحرك رسمي غير محدود في الدفع بمشاريع الطاقة البديلة، وذلك وفق خطط مدروسة تساهم في نهاية المطاف في تأمين 50 % من احتياجات المملكة من الطاقة من مصادرها البديلة بينها إنتاج 1950 ميجا واط في الطاقة الشمسية وحدها.
رؤية المملكة 2030
أعلنت رؤية المملكة 2030 أن أهدافها الرئيسية يتركز على طي صفحة الاعتماد على دخل النفط واعتبارها شيء من الماضي، وبدء عصر ما بعد النفط، وخاصة بعد تقلبات أسعار البترول في السنوات الأربع الماضية وتراجعه إلى أكثر من 55 % مسببًا المزيد من الاضطرابات والارتباك في ميزانيات الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها دول الخليج العربي.
ويهتم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بصفته رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى اهتمامًا كبيرًا بكل ما يعزز الاقتصاد السعودي وفي مقدمة ذلك مشاريع الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية والطاقة النووية، حيث يؤمن سموه بأن المملكة لديها إمكانيات كبيرة كامنة وظاهرة تنتظر من يكتشفها ويستطيع التعامل معها بشكل جيد، كما شددّ على أهمية الابتكار والتحديث في قطاع الطاقة والوصول إلى اختراعات تقلل من استخدام الطاقة وترشدها بشكل يقلل من حجم الاستهلاك المحلي الذي ينمو بمعدل 5 % سنويًا.
تحمل رؤية المملكة الكثير من المفاجآت في مشاريع الطاقة المتجددة وسيساهم مشروع نيوم الذي أعلن عنه سمو ولي العهد بمشاريع عملاقة في الطاقة والتقنية، وهذا ما يقلل من درجة الاعتماد على النفط ويعلي من شأن مصادر الطاقة النظيفة في المملكة.
مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة
تسعى المملكة من خلال مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة إلى تفعيل وتطوير منظومة اقتصادية مستدامة للطاقة البديلة، من خلال إضافة مصادر الطاقة الذرية والمتجددة إلى مصادر الطاقة النفطية، وهي الطاقة التي يتم استهلاكها في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه المالحة، حيث أعلنت المدينة سابقًا مقترحاتها حول مصادر الطاقة المستدامة والسعة المستهدفة لكل منها، والتي سيتم إحلالها تدريجيًا حتى الوصول إلى 50 % من احتياجات المملكة للطاقة بحلول عام 2030.
الطاقة البديلة بالمملكة
تقود المملكة في الفترة الحالية العديد من المشاريع للطاقة البديلة، حيث أعلنت عن حزمة من المشاريع في إطار اهتمامها بقطاع الطاقة المتجددة، ومنها المشروع الوطني لقياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة ” الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة تحويل النفايات، طاقة باطن الأرض”، وأيضًا جميع القراءات الأرضية من مواقع مختلفة بالمملكة، وذلك من أجل بناء قاعدة بيانات يستفاد منها في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، والاستفادة منها في النواحي البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء المملكة ومناخها المختلف في مناطقها المختلفة.
أهمية الطاقة المتجددة
تكمن أهمية الطاقة المتجددة فيما يلي :
ـ تعتبر تقنيات الطاقة المتجددة مصدر نظيف للطاقة بالتالي فهي لها تأثير أقل على البيئة من مصادر الطاقة التقليدية.
ـ تعتبر مصادر الطاقة المتجددة من المصادر المستدامة أي أنها لا تنفذ أبدًا.
ـ تؤثر مصادر الطاقة المتجددة على تطوير الوظائف والاقتصاد في الدولة.
ـ تقلل تقنيات الطاقة المتجددة من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
ـ تستقر أسعار الطاقة عند استخدام وسائل الطاقة المتجددة.
ـ تتميز مصادر الطاقة النظيفة بالموثوقية والمرونة في الاستخدام.