يعد الإحرام هو من أوائل الأعمال التي يقوم بها كل ما تقدم لأداج الحج أو العمرة، والإحرام هو القيام بعقد النية القلبية على الدخول في المناسك سواء كنت حاجا أو معتمرا، ولا يمكن أن يكون الإحرام إلا في عدد من الأماكن التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تم إطلاق عليها اسم ميقات.
وعدد المواقيت خمسة، لا يجوز أن يتجاوزها أي حاج أو معتمر دون أن يحرم، ومن قام بتجاوزها دون إحرام بشكل متعمد يجب عليه أن يعود إليها وأن يحرم منها، وإلا وجب عليه أن يقوم بذبح شاه في كة وأن يوزعها على الفقراء، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجد من قرن. قال عبدالله -يعني ابن عمر- وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويهل أهل اليمن من يلملم).
وبالنظر إلى تعريفات الفقهاء للإحرام في المذاهب الأربعة نجد أن النية شرط لانعقاد الإحرام عندهم جميعاً، إلا أن بعض الفقهاء اقتصر على النية كالشافعية والحنابلة، والبعض الآخر أقرن مع النية شيء آخر كالتلبية أو سوق الهدي وهو مذهب الحنفية والمالكية وهذا ما اختاره ابن تيمية من الحنابلة حيث يقول: “ولا يكون الرجل محرماً بمجرد ما في قلبه من قصد الحج ونيته، فإن القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، بل لا بد من قول أو عمل يصير به محرماً”.
تعريف الإحرام في المذاهب الأربعة
– تعريف الإحرام عند الحنفية: هو النية بالحج أو العمرة مع اقتران هذه النية بقول وفعل هو من خصائص الإحرام أو دلائله.
– تعريف الإحرام عند المالكية: هو الدخول بالنية في أحد النسكين مع قول متعلق به كالتلبية، أو فعل كالتوجه.
– تعريف الإحرام عند الشافعية: هو الدخول في حج أو عمرة أو فيهما بنية.
– تعريف الإحرام عند الحنابلة: هو نية النسك أي نية الدخول فيه.
أماكن الإحرام
– ذو الحليفة: وهو الميقات الخاص بأهالي المدينة المنورة وكل من جاء عن طريقها، والذي يطلق عليه أبيار علي، ويبعد ذلك الميقات عن مدينة مكة المكرمة مسافة تقدر بأربعمائة وخمسين كيلو متر من جهتها الشمالية الغربية.
– الجُحفة: وهو الميقات الخاص بأهالي مصر والمغربي العربي وبلاد الشام، وكل ن جاء من خلالها، ويقع هذا الميقات بالقرب من مدينة رابغ في الملكة، كما أنه يبعد عن مدينة مكة المكرمة مسافة تقدر بمائة وثلاثة وثمانين كيلو متر من جهتها الغربية، وفي ذلك الوقت يقوم الناس بالإحرام من رابغ بدلا عن الجحفة.
– قرن المنازل: وهو الميقات الخاص بأهالي نجد كل من جاء من خلالها، ويطلق عليه اسم السيل الكبير، ويبهد هذا الميقات عن مدينة مكة المكرمة بسافة تقدر بخمسة وسبعين كيلو متر من الجهة الشمالية الشرقية.
– يَلملم: وهو الميقات الخاص بأهالي اليمن وكل من جاء من خلالهم من جهة الجنوب، ويبعد ذلك الميقات عن مكة المكرمة بمسافة تقدر باثنين وتسعين كيلو متر، ويقوم الناس في الوقت الحالي بالإحرام من السعدية.
– ذات عِرق: وهو ذلك الميقات الخاص بأهالي العراق والذي يبعد عن مدينة مكة المكرمة بمسافة تقدر بأربعة وتسعين كيلو متر من جهة الشمال.
– أهل مكّة: أهالي مكة وكل من يقيم بها من غير أهلها يقومون بالإحرام منها للحج، أما في حالة أداء العمرة؛ فإنهم يقومون بالإحرام من الحل الواقعة خارج الحرم على سبيل المثال منطقة التنعيم.
إحرام أهل جدَّة
جدة هي مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، وتبعد عن مدينة مكة المكرمة مسافة قدرها 70 كيلو متر، مما يعني أنها تقع دون المواقيت، لذلك فإن كل ما كان مقيم في مكان دون الميقات، يقوم بالإحرام من منزله أو من الممكن من أي مكان حتى يؤدي فريضة الحج أو مناسك العمرة، ومن المناطق التي يقوم أهالي جدة الإحرام منها: بدر، مستورة، أم السلم، بحرة، الشرائع، وغيرها.
مُباحات الإحرام
– يجوز أن يقوم المحرم بارتداء ما يلي: سماعة الأذن، الساعة، الشمسية، النظارة الطبية، النعلين، الخاتم، وارتداء الكمر والحزام، فتعتبر تلك الأشياء من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها.
– الاستظلال من شدة الحرارة من خلال استعمال الشمسية أو الوقوف تحت ظلال الأشجار وغيرها.
– في حالة التعرض للإصابة من الممكن لف الجروح بعد تضميدها، بالإضافة إلى تغطيتها والتغيير عليها بما يضمن المحافظة على سلامة المحرم.
– يجوز للمحرم أن يقوم بتغيير الملابس الخاصة بالإحرام بملابس نظيفة أخرى، مع مراعاة الحفاظ على النمط نفسه الخاص بملابس الإحرام للرجل، وهو الإزاز والرداء، كما أنه يجوز للمحرم الاغتسال والاستحمام بدون تطيب، حتى وإن سقط منه الشعر بغير قصد فلا إثم عليه.