تُعرف دار الافتاء بالمملكة العربية السعودية بمسمى آخر وهو الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء التابعة لهيئة كبار العلماء بالمملكة، ومهتمها الإشراف على الأبحاث المعدة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وبناء عليها يتم إصدار القرارات المناسبة في نهاية كل بحث، وتقوم اللجنة بتهيئتها من أجل عرضها على هيئة كبار العلماء لإعطاء الموافقة أو الرفض عليها.
نشأة هيئة كبار العلماء
أنشأت هيئة كبار العلماء بالمملكة بناء على مرسوم ملكي في 1971م ينص على تأليف هيئة كبار العلماء وتضمن عدد من المختصين في الشريعة الإسلامية من السعوديين، ويتم اختيارهم بأمر ملكي، ويجوز عند الاقتضاء بأمر ملكي إلحاق أعضاء بالهيئة من غير السعوديين ولكن بشرط أن تتوافر فيهم صفات العلماء السلفيين، حيث تتولى الهيئة إبداء الرأي في كافة الأمور التي يتم إحالتها إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، لكي يتم تكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية، وتقوم اللجنة بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة، ليسترشد بها ولي الأمر، ويتم هذا كله بناء على بحوث يُجرى تهيئتها وإعدادها طبقًا لما نص عليها الأمر المشار إليه.
هيئة كبار العلماء في السعودية
هي هيئة سعودية دينية إسلامية حكومية تتواجد بداخل المملكة، تم تأسيسها عام 1971، وهي تضم لجنة محدودة من الشخصيات الدينية في البلاد، جميعهم من الفقهاء المجتهدون من مدارس فقهية متعددة، ورئيس تلك الهيئة هو مفتي الديار السعودية، وتهتم تلك الهيئة بإصدار الفتاوي وإبداء الآراء في العديد من الأمور المختلفة، ويرأس الهيئة حاليا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
يتفرع عن هيئة كبار العلماء لجنة دائمة متفرغة، تلك اللجنة تم تحديدها لتكون مهمتها الأساسية هي إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة، بالإضافة إلى إصدار الفتاوي في الشؤون الفردية، والإجابة على استفسارات المستفتين في شؤون العقائد والعبادات والمعاملات الشخصية، وتسمى تلك اللجنة ” اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى”.
تهدف دار الافتاء بالمملكة إلى تحقيق العديد من الأهداف والتي من بينها :
بيان أحكام الشريعة الإسلامية في كافة القضايا العامة والتوجيه للعمل بها.
نشر وإعداد المادة العلمية السليمة التي من شأنه تبليغ رسالة الإسلام، وأيضًا تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الأمة الإسلامية.
توفير كافة مصادر المعرفة للعلماء والباحثين من أجل تيسير سبل الحصول على كافة المعلومات، والمساهمة في الإنتاج العلمي للأمة.
إصدار الفتوى في الشؤون الخاصة للجهات الحكومية أو الشخصية أو الأفراد.
كما أن لها العديد من المهام والتي من بينها :
القيام بإحالة كافة المواضيع العامة إلى هيئة كبار العلماء من أجل دراستها وإعطاء الرأس بها.
الإجابة على كافة التساؤلات الخاصة بالمستفتين في شؤون العقيدة .
الإجابة على كافة الأسئلة الخاصة في العبادة.
مساعدة الأفراد في كافة المعاملات الخاصة.
القيام بأي أعمال يتم تكليفها بها في مجال اختصاصها.
تنظيم هيئة كبار العلماء
تقوم هيئة كبار العلماء بعقد اجتماعاتها مرة واحدة كل ستة أشهر في مقر الرئاسة في الرياض، ولكن في الحالات الاستثنائية يمكن عقدها في أي مكان آخر، ويجوز أن يتم عقد أي عدد من الجلسات الاستثنائية ليتم بحث أمور ضرورية لا تقبل التأخير، وكان قد صدر مرسوم في عام 2001 يوضح أنه يجب ألا يقل عدد أعضاء الهيئة عن 11 عضو، وألا يزيد عن 21 عضو، وأيضًا ضرورة ألا تزيد فترة العضوية عن أربعة سنوات في حالة لم يتم صدور أمر ملكي بالتجديد للعضو.
فروع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء
يوجد للرئاسة العديد من الفروع وهي :
ـ فرع منطقة مكة المكرمة، ويوجد في منطقة بطحاء قريش، طريق جبل ثور.
ـ فرع منطقة المدينة المنورة، يوجد في دوار الملك عبدالعزيز بامتداد طريق الملك عبدالله الدائري الثاني.
ـ فرع منطقة الشرقية، يوجد في شارع الملك عبدالعزيز، حي الزهور.
ـ فرع منطقة القصيم، يوجد في طريق الملك فهد، غرب تعليم البنات.
ـ فرع منطقة عسير، يوجد في منطقة أبهاء حي الخالدية.
ـ فرع منطقة جازان، يوجد في حي السويس مقابل وزارة المياه والكهرباء.
ـ فرع منطقة الباحة، يوجد في حي الظفير مقابل وزارة التجارة.
ـ فرع منطقة الجوف، يوجد في مدينة سكاكا حي الربوة.
ـ فرع منطقة نجران، حي الفهد الشمالي طريق الملك خالد.
ـ فرع منطقة حائل، يوجد في حي شرق مجمع الدوائر الحكومية.
ـ فرع منطقة الحدود الشمالية.
ـ فرع منطقة تبوك.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
تُعد إحدى اللجان العلمية المعتبرة في العصر الحالي، والتي تسعى للتمسك بنهج النبي وتسير على نهج أهل الأثر، وهي تضم نخبة كبيرة من أهل العلم بداخل المملكة، كما أنها تتميز بالمصداقية العالية في الأوساط العلمية والإسلامية، حيث أثنى عليها العديد من العلماء وطلبة العلم من أهل السنة، نظرًا لجهودها الكبيرة في بيان الأحكام الشرعية للناس، وإصدار الفتاوي المتعلقة بكافة شؤون الحياة، وقام الشيخ أحمد بن عبدالرزاق الدويش بجمع الفتاوي الصادرة عن اللجنة في مجموعة أولى عبارة عن 26 مجلد، ومجموعة ثانية عبارة عن 10 مجلدات.