برنامج رفق انشأ خصيصا لازالة حدة العنف بين الافراد ، و إن المشكلة الخاصة بالعنف هي واحدة من المشاكل الاجتماعية السلبية التي انتشرت في المجتمعات بالفترة الأخيرة، وكان هناك اهتمام كبير وواضح بها، وذلك من أجل أن يتم تطوير كل من الوعي النفسي و الوعي الاجتماعي في المجتمعات، بالإضافة إلى ضرورة تطوير المناخ المناسب للنمو السليم والعمل على توفيره من أجل أن ينمو المواطنين في حالة من التوافق النفسي والاجتماعي.

العنف المدرسي

إن العنف المدرسي هو واحد من أنواع العنف المنتشرة في المنظومات التربوية بالإضافة إلى جميع المجتمعات المجاورة لنا، كما أنها واحدة من المشاكل التي كان السبب بها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وظهور بعض من الافلام العنيفة في وسائل الإعلام، مما أدى إلى توسيع دوائر العنف في جميع المدارس، وكانت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد لكل من البنين والبنات، وذلك من أجل تحقيق الهدف الذي يتمثل في ناء شخصية متزنة سوية تقوم بخدمة الوطن والدين، وبالتالي فقد تم تخصيص برنامج رفق من أجل الحد والتقليل من مشاكل العنف الأسري في المدارس، مع العمل على توضيح الطرق العلاجية على مختلف المستويات الخاصة بالطلاب من أجل المساهمة في تحقيق بنية مدرسية آمنة.

إيجابيات برنامج رفق

يهدف برنامج رفق من الجانب النظري إلى أن يقوم بتعريف كل من الطلاب في المدارس وأولياء الأمور بمفهوم ظاهرة العنف واسبابه ومظاهره بالإضافة إلى الآثار السلبية التي يتركها في نفوس الطلاب. أما من الناحية التطبيقية فيهدف البرنامج إلى تنفيذ مختلف فعاليات البرنامج الوقائية والعلاجية من أجل خفض العنف في جميع المدارس وفي جميع المستويات.

سلبيات برنامج رفق

ربما النقطة الوحيدة التي يمكننا أن نذكرها في تلك القضية هو أن الأمر يحتاج إلى تعاون بين كل من الأسرة والمدرسة، وربما تنشغل بعض من الأسر بقضاء الأعمال اليومية المختلفة مما لا يتيح أي فرصة للتعاون مع المدرسة، وهذا الأمر بالفعل تسعى مختلف الأسر لوضع حل له من أجل تحقيق التعاون في تفعيل برنامج رفق.

أهداف برنامج رفق

هدف البرنامج إلى التأكيد على كل ما أخبرتنا به الشريعة الإسلامية حول الرفق، والتأكيد على ضرورة تحسين التعامل مع الأخرين، بالإضافة إلى التعامل بالحسنى والتسامح ونشر مفاهيم العفو عند المقدرة.

هدف البرنامج أيضا إلى تبصير كل من العاملين في المدارس والطلاب وأولياء الأمور بأسباب مشكلة العنف من أجل تخطى تلك الأسباب والبحث عن حلول لها.

العمل على تهيئة البيئات التربوية والأسرية بكل ما هو مناسب من الأساليب الوقائية والتربوية، والتي يكون لها دور كبير في انخفاض مستوى العنف.

العمل على تزويد جميع العاملين بعمليات التوجيه والإرشاد النفسي، وذلك من أجل أن تكون حالة من التدخل المبكر والعلاج الخاص بالتعامل مع حالات العنف بين الطلاب.

العمل على تزويد الطلاب بمختلف المهارات الاجتماعية والشخصية، والتي من خلالها يمكن أن يتم خفض جميع حالات العنف المدرسي.

الخدمات والفعاليات من أجل تحقيق أهداف برنامج رفق

يقدم برنامج رفق العديد من المساعدات التي تكون من خلال وضع خطط تفصيلية مع البداية في كل عام دراسي، وتقوم كل المدارس بالتوقيع على تلك الخطة، بالإضافة إلى عقد مختلف الاجتماعات في المدارس لوضع خطط داخلية تناسب المدرسة، كما يتم أيضا التنسيق مع مختلف الجهات المختصة والتي لها علاقات مثل اللجنة الوطنية للطفولة، مثل برنامج الأمان الأسري الوطني  في وزارة الشئون الاجتماعية من أجل توفير مختلف النشرات والمطبوعات التي يتم تزويد المدارس بها.

كما يتم إقامة ملتقى عام على مستوي إدارة التعليم بالمملكة حول قضية العنف من أجل تعزيز السلوك الإيجابي الذي يكون مرتبط بخفض العنف المدرسي، ويكون هذا الأمر من خلال طرح بعض الموضوعات التي تقوم بعلاج العنف بشكل غير مباشر، مثل التعاون والتسامح والعفو والرحمة، وكان هذا الامر من خلال مشاركة جادة بين الطلاب ومن خلال التنسيق مع بعض القطاعات التي لها علاقة بتلك القضية، كما تم أيضا إقامة معرض رفق وهو المعرض الذي اشتمل على العديد من الأعمال الخاصة بالطلاب الفائزين على مستويات المدارس بالمملكة ، وقد تم اختيار بعض من تلك الأعمال من خلال لجنة مختصة في إدارة التعلم، بالإضافة إلى أنه قد تم تكريم الطلبة الفائزين على مستوى إدارة التعليم.

بالإضافة إلى أنه يتم تخصيص ملف على مستوى جميع مكاتب التعليم وتكون لدى أحد من المشرفين أو المشرفات في التوجيه والإرشاد من أجل أن يتم حصر حالات العنف على مستوى المكتب، بالإضافة إلى حصر جميع حالات المدارس المجاورة ووضع الخطط العامة والتفصيلية التي من خلالها يمكن أن ينم إحصاء الأعداد المنتشرة في العنف المدرسي مع وضع حلول للتعامل معهم بجميع النماذج والحالات، كما أكدت اللجنة المنظمة لبرنامج رفق على ضرورة تعاون جميع العاملين بداخل المنظمات وجميع العاملين في المدارس بالإضافة إلى أولياء الأمور من أجل وضع حلول لتلك المشكلة.