هو الشيخ عبد الله بن محمد بن عقيل المشرفي الوهبي التميمي، وينسب للمشارفة من الوهبة من بني تميم، ولد بن عقيل عام 1295 هـ، بمنطقة القصيم، داخل قصر بن عقيل، وهو من مشاهير الجزيرة العربية، لديه من الأبناء 13 من بينهم ستة ذكور.
الشيخ عبد الله بن عقيل والدفاع عن الوطن
نشأ الشيخ عبد الله بن عقيل على تعلم كل ما يخص أصول الحرب والفروسية، وقد شارك الملك عبد العزيز رحمه الله بمعركة الشنانة وكان وقتها قد بلغ السابعة والعشرون من عمره عندما تحصن الملك وجنده داخل قصر والده، الشيخ محمد بن صالح عقيل، رحمه الله، قبل أن تبدأ المعركة، وقد قام عبد الله وقتها هو ومن معه من أهل البلدة بالمشاركة بتلك المعركة وبرعوا في الدفاع عن أرضهم، وكان هذا سبب في توثيق العلاقة بين الملك وبين عائلة عقيل.
هداج تيماء وأمير البيارق
اشتهر الشيخ عبد الله بن عقيل بشدة كرمه وحرصه الشديد على مساعدة المحتاجين ولذلك لقب بهداج تيماء، وكان لا يتردد في مد يد العون للضعفاء مهما كلفه الأمر، كما أشتهر أيضا بلقب أمير البيارق وهذا بسبب كثرة المعارك التي شارك فيها، وقد حرص والده على تحفيظه للقرآن الكريم، وقد أتم حفظه على يد شيخه عبد الرحمن بن بطي، كما تعلم بكتاب القرية القراءة والكتابة، وقد اشتهر بكتابته للشعر والقصائد، وله بعض القصائد الرائعة التي قام بتأليفها، من ضمنها قصائد الغزل، وقد قام بإلقاء قصائده تلك بالعديد من المناسبات المختلفة.
توليه للإمارة وخوضه للمعارك
كان الشيخ بن عقيل من الشخصيات الهامة في القرن العشرين، وقد قام بتحقيق الكثير من الانتصارات، داخل المملكة، كما كان ممن ساعدوا في الحفاظ على الأمن داخل أرض المملكة، واستقرارها، كما كان أحد الفرسان الذين حافظوا على الوحدة داخلها، ورفع رايتها عالية خفاقة، وقد اشتهر جيشه بأنه لا ينام ولا يقيل.
ويذكر أنه قد حضر مع الملك عبد العزيز المؤسس للمملكة الكثير من الحروب الهامة وكان الملك عبد العزيز رحمة الله عليه يثق به ثقة كبيرة، بعد موقفه في معركة الشنانة وما رآه منه من شجاعة كبيرة، ولذلك ولاه إمارة الجوف وجازان، كما قام الملك بتكليفه بإمارة قصر بن عقيل، بعد والده، وبعدها عمل عبد الله بن عقيل مستشار للأمير تركي بن عبد العزيز رحمة الله عليه، واستمر هذا العمل لمدة عامان، ووقتها كان يعمل بن عقيل داخل جبانة الضرائب.
ابن عقيل وحياة مليئة بالعطاء وحب الوطن
في عام 1326 هـ، قام الشيخ بن عقيل بمشاركة الملك عبد العزيز رحمة الله عليه، في فتح مدينة بريدة، وفي عام1340 هـ، شارك أيضًا في فتح مدينة حائل ثم عين من قبل الملك عبد العزيز في عام 1342 هـ، أمير على الجوف لمدة عام، وفي عام 1353 هـ، ولي على مدينة حازان، من قبل الملك عبد العزيز رحمه الله،
في عام 1354 هـ طلب منه الملك عبد العزيز أن يرأس الوفد السعودي الذي تم تكليفه بترسيم الحديد البرية للملكة، مع دولة اليمن، وقد تولى تلك الإمارة لمدة عامان أي حتى عام 1355 هـ، حيث قام الملك باستدعائه للحضور إلى مدينة الحجاز بسبب إنهاء بعض الأعمال بها.
وفاة بن عقيل
توفى الشيخ بن عقيل، بمدينة الرياض بالمملكة، بعد معاناة طويلة مع المرض، ولذلك قام بالسفر إلى النمسا للعلاج، وكان هذا في عام 1383 هـ، عاد بعدها إلى وطنه، حيث زاد عليه المرض ولم يكتب له الشفاء، لتفيض روحه رحمة الله عليه عام 1385 هـ، وتم دفنه بمقبرة العود، بمدينة الرياض، ولكنه ترك خلفه العديد من الانتصارات التي ساعدت في رفعة المملكة، وتاريخ لا يمكن نسيانه، رحمة الله عليه.