قال تعالى في سورة النمل : (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَأباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ، فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ )، ذكر الله سبحانه وتعالى الهدد في القرآن الكريم في قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ الشهيرة بلقيس، وقد تم استخدام الهدهد في توصيل رسائل سيدنا سليمان لشعب سبأ، ولم يتم استخدام الحمام الزاجل مثلا، وهذا لأن الهدهد يتميز بالقوة أكثر من الحمام على الطيران لمسافات طويلة، كما أنه يستطيع الطيران وحده والدفاع عن نفسه، وتحمل الجوع والعطش، هذا بجانب ذكاؤه الشديد ومكره .

الهدهد
الهدهد نوع من أنواع الطيور الغير جارحة، يتميز بالذكاء والسرعة والمراوغة، له القدرة على معرفة وتمييز الاتجاهات، ويتميز بطريقته المميزة في الطيران، وعرفه البني ذو النقاط السوداء، يتدرج لون ريشه بين البني عند منطقة الرقبة والصدر، والأبيض ذو الخطوط البنية والسوداء في باقي الجسم، له منقار طويل ومعقوف يتميز بالقوة والصلابة، ويتميز بوجود ذيل مربع، وأرجل قصيرة، وعندما تتم استثارته تتحول رأسه إلى شكل مروحية من الريش بسبب عرفه .

ويعتبر الهدهد مثل أبو قردان صديق الفلاح، فهو لا يتغذى على المزروعات، بل إنه يحميها، ويتغذى على الحشرات واليرقات والآفات، ويتراوح طول الهدهد من 25 إلى 30 سنتيمتر، ويصل وزنه إلى 57 جرام، وهو من الطيور التي لا يؤكل لحمها بسبب ما يتغذى عليه من ديدان، كما أنه ممنوع صيده تماما، وهناك أنواع معينة من الهدهد وهو الهدهد الإفريقي، تستطيع أن تتغذى على الزواحف مثل السحالي والثعابين الصغيرة والضفادع، كما أنها تستطيع أن تتغذى على بعض أنواع البذور والتوت .

أنواع الهدهد
لم يتفق العلماء على تحديد أنواع فصائل الهدهد، إلا أن هناك بعض العلماء الذين قد قسموا الهدهد إلى ثلاثة فصائل أو أصناف هما : الأوراسي، وهذا النوع يعيش ويتنقل بين آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، ويطلق عليه علميا اسم باليو إي بوب، ويعتبر الهدهد الأوراسي أقل تنوعا في الألوان من باقي الأنواع، النوع الثاني هو الهدهد الإفريقي والذي يتواجد في صحراء أفريقيا، كذلك هناك النوع المدغشقري، والذي يتميز بصوته العالي وتنوع ألوانه، ويوجد في مدغشقر .

دورة حياته
يعيش طائر الهدهد في الجحور سواء الجحور الصخرية أو جحور الأشجار، والمباني الضيقة القديمة، ويتزوج مرة واحدة فقط ولا يستمر الزواج أكثر من عام، وتتميز أنثاه بأنها تبيض، وتجلس على بيضها فترة تتراوح من 12 يوم إلى أسبوعين حتى يفقس البيض، ويبلغ عدد البيض في المرة الواحدة من 7 إلى 12 بيضة، أما دور الذكر فهو إطعام الأنثى في فترة الحضانة، وإطعام الأطفال الصغار أيضا، ويغادر الصغار العش بعد مرور فترة تتراوح من 26 إلى 32 يوم .

يستطيع الهدهد أن يحيا بإمان فهو له القدرة على إبعاد أي طائر أو حيوان شرس عنه وعن عشه وأطفاله، كما له قدرة مذهلة في الكشف عن أماكن الماء تحت الأرض، ويتميز بقدرته على الطيران بسرعة عالية، وهو يحارب أعدائه عن طريق رذاذ يرشه عليهم، له ملمس زيتي ولون أسود، وذو رائحة كريهة، والذي تفرزه غدة موجود في آخر ذيله، مما تعمل على إبعاد أعداءه عنه فورا، حتى الأطفال الصغار يستطيعون الدفاع عن نفسهم بتلك الطريقة إذا ما أحسوا بالخطر .

البيئة التي يعيش فيها الهدهد
يتميز الهدهد بأنه يستطيع التكيف مع كل البيئات، ومختلف المناخ ودرجات الحرارة، ولكنه يفضل التواجد في المناطق الخضراء المعتدلة، وهو ينتشر في جميع أنحاء العالم، ولكن أكثر الأماكن التي ينتشر بها هي الغابات والأدغال الأفريقية حيث المساحات الشاسعة الخضراء، ويتواجد بصورة كبيرة في المغرب والسنغال، ولا يستطيع طائر الهدهد التواجد في مكان واحد على الدوام، ولكنه يتميز بكثرة هجرته كل فترة لكي يبحث عن مكان أكثر تناسبا وأوفر في الطعام .

الخطر الذي يتعرض له طائر الهدهد
يستطيع الهدهد الحياة مدة تصل إلى عشر سنوات، ولكن أعداد طيور الهدهد في أوروبا تقل بصورة مستمرة، وهذا بسبب المزارعين الذين يقومون برش المواد الكيميائية على الأراضي الزراعية، والتي تؤدي إلى تسمم الأرض، فعندما يأتي الهدهد للحفر في الأرض للبحث عن الطعام من ديدان وآفات بمنقاره يتعرض إلى التسمم هو وصغاره .


65 مشاهدة