القنفذ هو حيوان معروف عند العرب، كنيته ” أبو شوك” و ” أبو سفيان” أما الأنثى فتكنى ” أم دلدل” ويسمونه أيضا ” العساعس” لأنه لا يخرج إلا في الليل، فهو من فصيلة القنفذيات ويعتبر من الثديات، حجمه صغير وفمه على شكل مستطيل، جلده مغطى بالأشواك الإبرية والتي تسمى الحسك، حيث يستخدمها القنفذ للدفاع عن نفسه بأن يتكور على شكل كرة، وتتغذى القنافذ على الحشائش وبعض النباتات كالتوت والفطر وأيضا الحشرات الزاحفة، ويوجد منه أنواع كثيرة، وفي الأيام الماضية انتشرت وجبة القنافذ وهو ما أثار الجدل حول تناول لحم القنافذ من عدمه، ولكن ما هو الحكم الشرعي لتناول لحم القنافذ؟ وما هي فوائده؟ هذا ما سوف نورده في المقال أدناه.

وجبة القنافذ تثير الجدل بالمملكة
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أثار الجدل، حيث يعرض هذا الفيديو لشباب اصطادوا مجموعة من القنافذ واستعرضوها بعد ذبحها وطهيها وتناول لحمها، وقد أثار هذا المقطع استياء واستنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة، وقد وصفوا تصرفات الشباب بالمقززة والمثيرة للاشمئزاز كما استغربوا من تناولها خاصة وأنها تتغذى على القوارض الضارة والعقارب السامة، وهو ما يتسبب بأمراض خطيرة.

حكم أكل لحم القنفذ عند العلماء
اختلف العلماء حول تحريم وإباحة تناول لحم القنفذ، فمنهم من أيده وأحله ومنهم من حرمه، إلا أن أغلب العلماء اتفقوا أن القنفذ من الحشرات التي فيها دماء سائلة ولم يتم ذكره من المحرمات لذلك أباحوا أكله بعد تذكيته، وطعمه مستساع، فمذهب الإمام الشافعي يقر بأنه حلال، على خلاف مذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل وقد حرما القنفذ واستندوا على أسانيد ضعيفة، فقد أستندوا إلى أبو داوود في سننه بإسناده إلى ابن عمر عند سؤاله عن القنفذ فرد ابن عمر بقوله {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير…} الآية، فقال له شيخ عنده: سمعت أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن القنفذ: “خبيث من الخبائث”، فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله هذا فهو كما قال، وهذا الحديث ضعيف، وقد قال الإمام البيهقي وهو شافعي رحمه الله: لم يروا إلا من وجه واحد وهو حديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به فلم يثبت شئ في تحريمه.

المغامسي يحسم الأمر
أوضح الشيخ “صالح بن عواد المغامسي” وهو إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة الجدل حول جواز أكل لحم القنفذ من تحريمه فقال أن بعض العلماء يحرمون أكل القنفذ، وقد بيت بعض أهل التحقيق أنه لا يوجد دليل صريح على تحريمه سواء تشتهيه النفس أم لا تشتهيه، والصواب من أهل العلم ويجوز أكل لحم القنفذ وهو ما أفتاه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وقد لفت المغامسي أن ورود مثل هذه المسألة فيه فائدة وهو ما يقودنا إلى التدبر ويعين على فهم الدين والقرآن ويزيد التعلق بالله عز وجل، وهناك من يرى أن هذه الأمور شئ يسير ولكن من خلالها نتعلم لمعرفة أسرار الكون.

وأضاف الشيخ المغامسي أن فتوى تحريم أكل القنفذ جاءت عن بعض العلماء من الاستناد إلى حديث ضعيف بقولهم إن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما سُئل عن أكل القنفذ، فتلا إلى قول الله عز وجل: “قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. 145″، ويقولون: إن السائل قال له: إن أبا هُريرة رضي الله عنه يقول: إن النبي صلّى الله عليه وسلم حرم أكل لحم القنفذ، فقال ابن عمر: إن النبي قد قالها فهو كما قال. والحديث في سنده ضعف، ولا يكاد يقبله أحد من أهل التحقيق والعلماء، فيبقى القنفذ على وضعه في أصله حلالًا.

وتابع أيضا في هذه القضية ويقول يبقى الإشكال قضية كيف يذكى بما أنه حلال وذو روح ولا بد أن ذكي، وهنا يقول بعض أهل العلم بأن القنفذ يؤتى به في إناء فيه ماء ويسخن قليلا فإذا شعر بالحرارة أخرج رأسه ومن هنا يذكى تذكية شرعية ثم يؤكل بالطريقة المناسبة.

فوائد لحم القنفذ
مع هذا الجدل المثار حول تناول لحم القنافذ إلا أن ابن سينا قد ذكر فوائده في كتاب ” الأدوية المفردة من كتاب قانون الألواح والقواعد” والتي منها :
1- يفيد في علاج البثور وبعض الأمراض الجلدية كالثعلبة والجرب.
2- يفيد في التئام الجروح ويخفف من حدة التقرحات الجلدية.
3- يساعد على التخفيف من ألم الأعصاب والمفاصل.
4- يقوم بتليين الجهاز الهضمي، كما يستخدم كمدر للبول.
5- يعالج الكثير من الأمراض كمرض السل، وأمراض الكلي، وسلس البول، وأوجاع الرأس.
6- كذلك يستخدم لعلاج لدغات الحشرات وقروح الرأس المختلفة.
7- يستخدم أيضا في علاج بياض العين والجذام والاستسقاء .