الغالبية من الناس يعتقدون بأن عملية الاستيراد من الصين تكون عملية روتينية سهلة، عن طريق بعض الوقت و بعض المال ليتم انجاز المهمة، كما يعتقدون أن أصحاب المال فقط هم من يستطيعون استيراد المنتجات من أي مكان بكل سهولة، و من ثم بيعها الى الموزعين و يتم كسب الأموال من ذلك، و لكن هذا خطأ لأن عملية الاستيراد من الصين أو من أي مكان ليست بهذه السهولة، بل هي تعتبر من الأمور الصعبة و المعقدة بسبب وجود منافسين كبار مع خفض و رفع العملات و مخاطر عديدة، لذلك على أي شخص يريد السفر الى الصين من أجل استيراد أي شيء، لا بد أن يحدد المنتجات التي يستوردها و يعرف أحوال الأسواق المحلية و القوانين و كل شيء خاص بعملية الاستيراد.
التخطيط لعملية الاستيراد
في البداية يتم تحديد المنتج المطلوب و الذي يتم استيراده من الصين، و معرفة كل التفاصيل الخاصة به من جودة وتصنيع و تغليف و غيره، فمثلا إذا كان المنتج المراد استيراده عبارة عن أجهزة كهربائية فيكون له تفاصيل و مواصفات خاصة، غير أن كان المنتج عبارة عن لعب أطفال فيكون له مواصفات أخرى، و أيضا لا يجب الاهتمام بسعر المنتج فقط بل يفضل الاهتمام بالتسعير بشكل عام، لان المنتج يتكلف الكثير من أجل استيرادها مثل النقل و التخزين و الجمارك و غيرها، كما يجب الاهتمام بسعر المنتج في الصين مقارنة بسعره في السوق المحلى، حتى لا يتم المفاجأة بعد الذهاب الى الصين بأن سعر المنتج في الصين أرخص من السوق المحلى.
و يوجد بعض المستوردين يقومون بالتصنيع الخاص لحسابهم و ذلك في مصانع صينية، و لكن هذا لا يحدث الا بعد الحصول على خبرة كبيرة في فهم السوق و مجال الاستيراد من الخارج، كما يجب تعلم القوانين الخاصة بالجمارك و هي التي تطبق على المنتجات أثناء استيرادها، و لكل بلد القوانين الخاصة بها و يوجد بعض المستوردين لا يهتمون بهذه القوانين، و الذي يحدث أن يتم تغريمهم بمبالغ تفوق أضعاف أرباحهم في المنتجات، كما يجب الاهتمام بالمستندات والأوراق المطلوبة لكل الشحنات مثل شهادات المنشأ والفواتير و قوائم التغليف و غيرهم.
كما يفضل لمن يريد استيراد منتجات من الصين أن يمتلك رأس مال كافي، فمثلا يعتقد بعض الناس ان كان لديهم مبلغ معين و هذا المبلغ يكفي لاستيراد شحنة واحدة فقط، و هذا ليس بصحيح لأن عملية الاستيراد تحتاج أن تكون حلقة متواصلة فبعض التجار يأخذون المنتجات بالتقسيط و في هذه الحالة لا يتوافر رأس مال كافي لشحنة أخرى.
خطوات الاستيراد من الصين
لا بد من توافر قائمة تحتوي على المنتجات المطلوبة و تكون بأدق التفاصيل، و ذلك حتى يتم التوفير على الشخص و على المصنع الحيرة و الوقت و ضياع المال، و قبل أن تتم عملية الاستيراد من الصين لابد من عمل دراسة جدوى، و ذلك لكي يتم حساب المكاسب و المخاطرة و يتم حساب نسب الخسارة قبل المكسب حتى يتم المقارنة بين الأرباح و الخسائر، و بعد توافر قائمة المنتجات و دراسة الجدوى و اتمام نية عملية الاستيراد، يتم الاتصال بمكتب الوكيل الموجود في الصين لكي يقوم بتجهيز المنتجات و البحث عنها، و هذه تعتبر من أهم الخطوات المهمة في عملية الاستيراد، الصين دولة كبيرة ويصعب على الشخص الذهاب و البحث عن المنتجات المطلوبة، لكن عندما يتم الاتصال بالوكيل يقوم بالإرشاد عن المصانع المهمة في المنتجات، و يتابع معهم المنتجات و يقوم بفحصها جيدا الى ان تتم عملية الاستيراد.
و بعد اتمام كل الخطوات يتم إرسال قائمة بالمنتجات الى الوكيل و ذلك قبل السفر بمدة كافية، و ذلك من أجل تجهيزها و الترتيب مع المصانع حتى بعد الوصول يتم مراجعة المنتجات، و هذا يوفر كثير من الوقت و المال و بعد ذلك يمكن استخراج الأوراق اللازمة لعملية السفر الى الصين، و بعد السفر الى الصين يتم الذهاب الى المصانع و التعاقد معها و من ثم التعاقد مع التجار، و لابد من تعلم كل شيء عن عملية الاستيراد لأن القضاء الصيني لا يستطيع أن ينصف أي شخص على حساب شخص صيني مهما كان الذي حدث و حتى لو كانت العقود واضحة.