يعد القارئ المصري محمد صديق المنشاوي واحد من بين أشهر المقرئين في مصر والعالم العربي والذي ذاع صيته بشكل كبير خلال القرن العشرين ولا يزال من أهم المقرئين حتى يومنا هذا، ولعل نشأته هي السبب الرئيسي وراء حبه الكبير لقراءة وتجويد القرآن الكريم، فهو نشأ وسط أسرة معظمها من حملة كتاب الله وقراءة القرآن الكريم، كما أن ختمة القرآن كاملة قد سجلها بصوته ولا تزال تذاع حتى يومنا هذا في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة.
نشأة القارئ محمد صديق المنشاوي
نشأ الشيخ محمد صديق المنشاوي في إحدى مدن الصعيد وهي مدينة قنا وقد ذاع صيته بشكل كبير خلال تلك الفترة من حياته في المدن المجاورة له، ولعل أغرب الأشياء التي قام بها الشيخ محمد صديق المنشاوي خلال فترة الشباب أنه قد كان رافضا إحياء ليالي من الذكر والقرآن الكريم خارج حدود المنطقة التي عاش بها في قنا وجرجا وعلى الرغم من العروض المغرية التي كانت تعرض عليه من أجل إحياء تلك الليالي أو التسجيل في الإذاعة.
إلا أنه قد رفض الأمر كثيرا وبدأ بعد مرور 40 عام من أحتراف تلاوة القرآن الكريم وقد ورث الشيخ محمد صديق المنشاوي حلاوة الصوت من والده والذي كان له صوت رائع في تلاوة القرآن الكريم، وكان لوالده ولدين فقط هما الشيخ محمد وهو الكبير والأخ الأصغر كان يحمل صوت بنفس حلاوة الشيخ محمد ولكنه توفى في مقتبل العمر في حادثة، وقد ظل الشيخ المنشاوي لا يقرأ خارج حدود المديرية الخاصة به كما كان لا يتفق على أجر أو يساوم عليه.
الشيخ محمد صديق المنشاوي وبدايته في الإذاعة
يذكر أن الشيخ محمد صديق المنشاوي كان من الذين وهبوا أنفسهم للخدمة في تلاوة القرآن الكريم، فقد كان بمثابة الدرة المتألقة التي لا يوجد له نظير وقد ظل تلميذ نجيب لأعظم أعلام القراء في مصر، وقد جاءت بداية الشيخ محمد صديق المنشاوي في الإذاعة متأخرة بشكل كبير وقد حدث الأمر عندما كانت الإذاعة تجوب الأقاليم من أجل تسجيل القرآن الكريم وكان يتلو القرآن بين مجموعة من قراء القرآن الكريم.
وخلال عام 1954 تم اعتماده في الإذاعة ومنذ ذلك اليوم فقد كان صوت الشيخ يجوب شرقا وغربا وقد أحتل مكانة كبيرة بين الكثير من القراء، وقد سجل الشيخ القرآن الكريم كاملا بصوته في إذاعة القرآن الكريم ولا يزال يذاع حتى يومنا هذا.
محاولة قتل الشيخ المنشاوي بالسم
يذكر أن الشيخ محمد صديق المنشاوي قد تعرض إلى محاولة قتل ذات مرة من خلال دس السم له في الطعام، فقد تمت دعوته إلى تناول العشاء بعد إحدى السهرات الخاصة بتلاوة القرآن الكريم وقد أمروا الطباخ بوضع السم له في الطبق الخاص به ولكن قد أستيقظ ضمير الطباخ قبل القيام بالأمر وقد ذهب إلى الشيخ في ذلك الوقت أخبره بالمكيدة التي تعد من خلفه ولكنه قد طلب منه عدم افشاء ذلك السر حتى لا يخسر قوت يومه من العمل.
وقد أخبره الطباخ بشكل ومواصفات الطبق المسمم وأن لا يتناول منه عندما يعه أمامه، وقد تناول الشيخ قطعه من الخبز صغيرة عندما حلف عليه أهل المنزل بتناول الطعام حتى لا يقع حلفهم ولكنه لم يقدم على تناول الطعام المسمم حتى لا يفشى سر الطباخ الأمين وحتى يمر الموقف بدون مشاكل تذكر.
وللشيخ محمد صديق المنشاوي موقف خاص به أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث ذهب له واحد من بين الوزراء التابعين لحكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد دعاه إلى حضور الحفل لتلاوة القرآن الكريم وأكد له أنه يشرفه حضور حفلة متواجد به الرئيس جمال عبد الناصر، ليرد عليه الشيخ ولما لا يكون شرف لعبد الناصر أن يحضر حفلة لتلاوة المنشاوي ولم يحضر الحفلة الخاصة بالرئيس مما أصاب الوزير بصدمة في تلك الفترة.
حياته الشخصية ووفاته
يذكر أن الشيخ محمد صديق المنشاوي قد تزوج مرتين الأولى أنجب منها أربع أولاد وبنتين وقد تزوج من الثانية وأنجب منها خمسة أولاد وأربع بنات ويذكر أن زوجته الثانية قد توفيت وهو تقوم بمراسم الحج قبل أن يتوفي الشيخ محمد المنشاوي بعام واحد، خلال عام 1966 تعرض الشيخ محمد إلى دوالي في المريء وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف يوما عن تلاوة القرآن الكريم، وقد ظل على هذا الوضع يقرأ القرآن الكريم حتى توفاه الله عز وجل يوم الجمعة الموافق 1969 من الميلاد بعد ثلاثة أعوام من المرض.