كان قد تعرف الإنسان على الكتابة الأدبية منذ ألاف السنين ، و كان ذلك التعرف يتمثل في القصص الخاصة بالآلهة الوثنية قديماً ، و أبطالها الأسطوريين ، حيث قد تميزت الكتابة الأدبية قديماً بالطابع الأسطوري ، و ذلك بشكلاً عالياً ، و من ثم أخذت أشكال الكتابة الأدبية ، و الموضوعات الخاصة بها في التطور مع التطور الخاص بالبشرية ، و مجموعة تلك الخبرات الجديدة التي اكتسبها الإنسان مع مرور الزمن ، حيث ظهرت الكتابة المسرحية منها بشكلها الحديث بدايةً في أوروبا ، و خصوصاً في عصر النهضة ، و الذي يعتبر من أكثر العصور التي شهدت العديد من التحولات الكبرى في الفنون ، و الثقافة بشكل عام ، و الدليل على ذلك أن أبرز الكتابات الأدبية المسرحية ، و التي تعد من أمهات النصوص المسرحية هي تلك الكتابات التي كتبها كل من (شكسبير) في إنجلترا ، و (جوتة) في ألمانيا ، و لذلك فإن الكتابة المسرحية الحديثة هي أوروبية المنشأ بجدارة على الرغم من وجود العديد من الإسهامات المسرحية الكبيرة ، و التي كانت على يد المبدعين العرب إلا أن المشهور في العالم ، و حتى عصرنا الحالي هو تلك الكتابة الأدبية المسرحية الأوروبية بتلك القواعد الخاصة بها ، و التي قد وضعها النقاد الغربيون .
كيفية القيام بكتابة النص المسرحي :- يوجد للكتابة المسرحية الحديثة عدداً من العناصر الأساسية ، و الهامة ، و الواجب توافرها في الكاتب بشكل مبدئي ، و ذلك قبل قيامه بالشروع في كتابة النصر المسرحي ، و إخراجه في صورته النهائية ، و ذلك سواء للقراء أو حين وضعه في حيز التنفيذ ، و من تلك العناصر الأساسية الواجب توافرها في الكتابة المسرحية الحديثة هي :-
أولاً :- الموهبة الفنية :- وهي المقصود منها أن تتوافر في شخصية الكاتب بشكل أولي الفطرة الفنية ، و التي تتمثل في قدرته على رؤية الواقع ، و القيام بتحليله ، و بشكلاً متعمقاً مع إدراكه العالي للمشاكل التي سيكون ملقى على عاتقه طرحها للجمهور ، و كيفية مناقشتها من جانبه بذلك الأسلوب الواعي ، و الدارك إلى حداً عالياً لكي يتمكن من إيصاله لأكبر عدد من القراء أو من المشاهدين .
ثانياً :- حب الكاتب للمسرح :– و ذلك يرجع إلى أن الكتابة المسرحية في الأساس مختلفة بشكل كبير عن غيرها من الكتابات الأدبية الأخرى ، و ذلك من حيث معرفة دقائق ، و تفاصيل العروض المسرحية ، و ما الذي يمنحها الجودة الفنية من عدمها .
ثالثاً :- الخبرة العالية لغوياً :- حيث يجب على الكاتب أن يكون عارفاً جيداً لقواعد اللغة التي يقوم بالكتابة بها ،و إدراك دلالات الكلمات التي يكتبها علاوة على ضرورة أن يقوم بالكتابة بشكل مكثف من أجل العمل على تطوير مهارات اللغة لديه ، و القدرة على المزج بين اللغة العامية ، و اللغة الفصحى ، و ذلك في الجمل الحوارية التي تعتمد عليها الكتابة المسرحية .
عناصر العمل المسرحي :- يوجد للعمل المسرحي عدداً من العناصر الأساسية ، و هي :-
أولاً :- القصة المسرحية :- و ذلك يكون بمعنى أن تكون القصة الموجودة في هن الكاتب قابلة للتحويل إلى نص مسرحي ، و ذلك يكون من خلال الوعي الخاص بالكاتب بما يخص السير الدرامي ، و الحبكة في كل فصل من فصول المسرحية ، و ذلك مع مراعاة أن يكون متضمناً الحركة الخاصة بالممثلين منذ بداية ظهورهم على خشبة المسرح ، و حتى خروجهم منها ، و يوجد أكثر من نوع للحبكات الدرامية المسرحية ، و التي يمكن تعلمها بكل سهولة من خلال التعلم من كتب النقد .
ثانياً :- الحوار :- و هو من أهم العناصر التي تصل لمعظم المشاهدين للعمل المسرحي من الجمهور ، هذا بخلاف المتخصصين في الفن المسرحي ، و لذلك يجب أم يكون الحوار مناسباً للحالة ، و للشخصية المسرحية التي تتحدث ، و لذلك فإنه يجب على الكاتب المسرحي أن يتقمص الشخصية المسرحية من أجل توقع الحوار الذي من الممكن أن يدور على لسانها في أثناء العمل المسرحي .
ثالثاً :- الشخصيات :- يجب على الكاتب المسرحي أن يقوم بتحديد أبعاد كل شخصية من شخصيات المسرحية ، هذا علاوة على طريقة تعاملها ، و تعاطيها مع الأحداث ، و دورها في العمل المسرحي ، و ذلك من أجل أن يصل بكل الشخصيات التي يقدمها في العمل إلى الذروة ، ثم يصل إلى النهاية مع مراعاة الكاتب لعدم ترك أي شخصية على المسرح دون هدف أو دون حوار لها ، هذا بالإضافة إلى ضرورة مراعاة الكاتب المسرحي أن يقوم بذكر مكان خروج ، و دخول كل الشخصيات على خشبة المسرح في أثناء أداء المسرحية ، حيث سيسهل ذلك على المخرج ، و الممثلين الكثير مع قيامه بإيجاد عنصر الإثارة ، و التشويق في النص المسرحي ، حتى يستطيع شد انتباه المشاهد إلى متابعة العمل المسرحي .