ارتبطنا بالأناشيد الدينية من أشهر المنشدين في العالم العربي، فقد ظهر على الساحة مجموعة من المنشدين الذين قد أسروا قلوبنا بعذوبة أصواتهم ومدي تأثيرهم في النفس، فقد استطاعوا أن يبعدونا عن معنى الغناء الذي كنا اعتدنا عليه والذي حدث الجدال عليه، ولكن مؤخرا بدأ معظم المنشدين الإسلاميين ينتقلون من الإنشاد الديني إلى الغناء وقد شهد الموسم الرابع من برنامج أراب أيدول برنامج المسابقات الغنائية الأشهر مشاركة عدد من الفنانين القادمين من مجال الإنشاد وهو ما أثار الجدل وجعل الكثير يتساءلون عن السبب في هذه الظاهرة، ويتساءلون عن شروط وضوابط الانشاد الديني المعروف، هذا ما سوف نورده في المقال أدناه
ماذا يعني الإنشاد الديني ؟
الإنشاد الديني هو ذلك الفن الغنائي الذي يتناول موضوعات معينة خاصة بالدين الإسلامي، فقد بدأ الإنشاد الديني في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وسمعنا الكثير من القصائد التي تمدح رسول الله عليه الصلاة والسلام، واستمر الإنشاد الديني إلى يومنا هذا، حيث يشمل الإنشاد الديني ذكر الله والتهليل والتسبيح، وتميز المنشد الديني بصوته العذب الجميل، وظهرت أجيال من المنشدين الدينيين وتغنوا بالأشعار الإسلامية ومدح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى مر العصور ارتبطت الأناشيد الدينية بالمناسبات الدينية والتي يصاحبها الموسيقى والألحان البسيطة والتي بدأت في العهد الأموي .
وقد بدأت الموسيقى في الإنشاد الديني باستخدام نقر المسبحة على كوب من الماء ليحدث رنينا جذابا، ثم تطور الأمر وبدأ يأخذ أشكالا عدة حيث اعتمد على الجمل اللحنية المبتكرة وكذلك استخدام اللزمات الموسيقية والإيقاعات، ومن ثم تكونت الفرق الموسيقية المصاحبة للمنشد والتي كانت تسمى آنذاك ب ” التخت” أو بالخماسي الموسيقي والذي يعتمد على خمس آلات هم العود والقانون والناي والكمان والإيقاع، وكان المنشد ينشد وحوله الفرقة الموسيقية، ثم انتقل الإنشاد الديني من الارتجال والتطريب إلى التعبير والتأثير من خلال الإيقاعات المتنوعة والجمل الحوارية .
ثم ظهر الدعاء الديني وهو وليد تجربة القصائد والأناشيد وكان يغنى بالفصحى أو بالعامية، ثم ظهر لون جديد هو الغناء الديني الشعبي وهو ذلك الفن الذي يعتمد على دراما القصة المقدمة بشكل غنائي يشبه الملحمة والذي يحكي فيه المنشد قصص أبطال عبر التاريخ أو يروي سيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن أبرز المنشدين الذين أدوا هذا اللون هو الشيخ محمد عبد الهادي والشيخ عبد الرحيم دويدار والشيخة هنيات شعبان .
الإنشاد الديني في أراب أيدول
ظهر عدد من الفنانين الموهوبين بالإنشاد الديني في الموسم الرابع من برنامج المسابقات الغنائية ” أراب أيدول” أمثال بندر مقري وعبد الله الخليفي وعمار محمد وفؤاد الهتار، وقد فاز منهم البعض للتأهل للعروض المباشرة والذي تم عرضها بالأمس، وقد كانت لمشاركتهم انقلابا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لأن ما قدموه في هذا البرنامج بعيدا عن ما تعودنا عليه منهم.
4 منشدين في أراب أيدول
من خلال مقتطفات التعريف الشخصي للمتسابقين بالصفحة الرسمية لبرنامج أراب أيدول تم التعرف ولو للمحات بسيطة عنهم والذي نقلته موقع العربية. نت وهو كالتالي
1- ” عماد محمد” : يقول عماد محمد والذي سبق أن فاز بلقب منشد الشارقة: “سأحارب لتحقيق حلم الشهرة والنجومية ومثلي الأعلى في الغناء هو محمد عبده”.
2- “عبدالله الخليفي”: فيوضح أن “أول المشجعين لي كانت عائلتي وأصدقائي الذين آمنوا بصوتي وموهبتي”.
3- ” بندر مقري”: كتب بندر مقري: “حبّي للموسيقى وإيماني بموهبتي جعلتني أترك دراسة الماجستير لألتحق بالبرنامج”
4- “فؤاد الهتار”: والذي خرج من التصفيات قبل النهائية، فذكر أن الاشتراك في برنامج “آراب آيدول” والوصول إلى مراحل متقدمة هدف يطمح إليه أي فنان، مشيرا في حديثه لـ”العربية.نت” إلى أن مشاركته قوبلت بانتقادات من جمهوره ومتابعيه، مبينا أن البعض لا يتفهم أن الفن هو قالب واحد والفرق يكمن في ما تقدمه من محتوى و مضمون.
وأضاف: “شاركت في البرنامج بهدف تطوير نفسي، والفنان الذي يحمل هدفا سوف يستطيع أن يحققه سواء عبر “آراب ايدول” أو غيره”، مؤكدا أن الفن ميدان رحب للتعبير الإنساني، والمقياس هو إشاعة الجمال والخير والقيم والمعاني الرفيعة”
تعليق ” هلال القرشي” المدير السابق لقناة شذا الإنشادية
كان للمدير السابق لقناة شذا الإنشادية هلال القرشي رأيا عن مشهد انتقال المنشدين من الإنشاد إلى الغناء وقد نقله موقع العربية.نت يقول فيه” إلى أن الأصوات الجميلة لم تجد حاضنا من الطرف الآخر بسبب توجه رؤوس أموال الإعلام المحافظ لأمور أخرى” وقد أضاف أيضا ” أن تحول هؤلاء المنشدين أمر طبيعي، وبالتالي قبل أن نلومهم لابد أن نلوم الطرف الآخر الذي لم يستثمر فيهم، ولم يوفر لهم البيئة الاحترافية لتطويرهم”
كما أشار أيضا إلى أن الجدل المتوقع من هذه الظاهرة هو استخدام هؤلاء المنشدين للموسيقى لأن الفن سواء الإنشاد أو الغناء هو في الشعر والمحتوى فيقول “نعم تبدلت الوسيلة، لكن الكلمة لازالت في نفس الدائرة ولم تغادرها، لا زالت نبيلة وجميلة وهادفة”.