كاترين دي ميديشي هي زوجة الملك هنري الثاني ملك فرنسا الذى حكم في الفترة من عام 1547حتى عام 1559 ، و قد اشتهرت كاترين بشخصيتها القوية المتفتحة على العالم ، و حكمتها و حسن اختيارها ، و يُقال أنها هي العقل المدبر للمك هنري الثاني نفسه.
نبذة عن كاترين دي ميديشي:
ولدت كاترين عام 1519م ، في فلورنسا بإيطاليا ، و هى ابنة الاميرة مادلين دى بوربون لا تور دى أوفيرنى ، و بعد وفاة والدها انتقلت كاترين للعيش في أحد الأديرة في فلورنسا و تعلمت على أيدي الراهبات هناك ، و عندما بلغت الرابعة عشر من عمرها تزوجت من هنري الثاني عام 1533م ، لم يكن ملك فرنسا آنذاك ، و في عام 1547م توفى الملك فراسوا الأول ، والد هنري الثاني ، أنجبت كاترين من الملك هنري الثاني عشرة أطفال ، و لكن لم يبقى منهم سوى أربع أولاد و ثلاث بنات.
و قد عُرفت كاترين بقدرتها على إدارة شؤون البلاد أثناء غياب زوجها ، ففي هذا الوقت خاضت فرنسا العديد من الحروب من أجل التوسعة ، و من بينها حصار ميتز في عام 1552م ، و فى عام 1557م ، على الرغم من إهمال الملك هنري الرابع لزوجته و قربه من امرأة أخرى ، إلا أن كاترين لم تتنازل عن مكانتها في القصر ، و عكفت على تربيت أبناءها ليخلفوا والدهم في الحكم ، و في عام 1559م توفى الملك هنري الثاني و بذلك أصبحت كاترين هي الملكة الأم.
الحياة السياسية لكاترين دي ميديشي:
بعد وفاة الملك هنري الثاني ؛ أصبحت كاترين هي الوصية على ابنها الملك فرانسوا الثاني ، و بالتالي أصبحت هي الملكة الأم ، و كان ابنها في الخامسة عشر من عمره آنذاك ، و لكنه لم يكمل عام في منصبه و توفى ، و قد وقفت كاترين في هذا الوقت في وجه الباباوات الذين أرادوا الاستيلاء على العرش ، و بعد ذلك اعتلى ابنها الثاني على عرش فرنسا ، و هو تشارلز التاسع ، و قد امتدت فترة حكمه إلى نحو عشر سنوات ، و في تلك الفترة اشتعلت العديد من الحروب الأهلية ، بعضها طالب بإنهاء التبعية للباباوية ، و البعض الآخرى رغم في استمرارها ، و أصبحت البلاد في فوضى عارمة ، بدأت كاترين بوضع حدود و إيجاد طرق من أجل الوصول لحل بين الجماعات الدينية ، و لكن ازداد الأمر سوءًا بعد حدوث مذبحة عيد القداس بارثولوميو ، و هي مذبحة وقعت في سانت بارثولوميو في باريس ، و راح ضحيتها مئات الأرواح.
بعد مذبحة عيد القديس باثوموليو كاثرين ، اندلعت الحرب الأهلية الرابعة ، و من أجل إخماد تلك الحرب تولى هنري الثالث حكم البلاد ، و ذلك عام 1574م ، عقب وفاة تشارلز التاسع ، و لكن هنري الثالث كان ضعيفا و دائم الأخذ بمشورة والدته ، و كانت كاترين في هذا الوقت هي الحاكمة و لكن بصورة غير مباشرة ، و في عام 1589م توفيت كاترين بعد صراع مع المرض ، و قد انتهز الأعداء هذه الفرصة و قاموا بقتل الملك هنري الثالث بسبب شخصيته الضعيفة ، و من بعده تولى الملك هنري السابع مقاليد الحكم ، و هو أحد أحفاد كاترين ، و قد نجح في إعادة بناء فرنسا من جديد.