يمثل العمل التطوعي في الإمارت أحد أبرز أوجه التكافل والتلاحم المجتمعي الذي يتواجد بين أبناء الدولة، حيث يعكس مدى تمسكهم بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية، ونظرًا لأهمية العمل التطوعي والاهتمام به بداخلها، بلغ عدد المسجيلن في المنصة الوطنية للتطوع 309 آلاف و579 متطوعا ومتطوعة، وعدد الفرص التطوعية التي توفرها المنصة 5341 فرصة في 326 مؤسسة على مستوى الدولة.
أهمية العمل التطوعي
يكتسب العمل التطوعي في الإمارات أهمية كبرى وتتزايد في كل وقت بفضل التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، فيشكل المتطوعون موردًا حيويًا للدولة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وتتم الاستفادة من إمكانياتهم ومؤهلاتهم في العديد من المشاريع والمبادرات المجتمعية وحتى الإقليمية والدولية.
فالعمل التطوعي بداخل الإمارات هو جزء من النسيج الثقافي والاجتماعي الذي قامت عليه الدولة، وهو عمل شائع للغاية بداخل المجتمع الإماراتي من قبل تأسيس الدولة، ولكنه ازدهر وتطور مع تأسيسها، وحظى باهتمام كبير على مستوى القيادة ومختلف المستويات الحكومية والأهلية.
مهام المجلس الوطني الاتحادي
كان المجلس الوطني الاتحادي قد وافق خلال جلسته التي عقدها في 18 إبريل على مشروع قانون إتحادي يهدف إلى تشجيع ثقافة العمل التطوعي وتنظيمه واعتماد مرجعية موحدة له في الدولة، وحدد المشروع شروط معينة وجب توافرها في المتطوع وأهمها :
ـ أن يكون المتطوع من مواطني الدولة أو المقيمين بها.
ـ ألا يقل عمره عن ثماني عشرة سنة، ومن هو أقل من ذلك لابد من موافقة ولي أمره.
ـ أن يكون المتطوع حسن السيرة والسلوك.
ـ أن يكون لائقًا طبيًا.
ـ أن يكون حاصلًا على ترخيص الدولة لمزاولة المهنة في حالة كان تطوعه في مجال مهنته.
وتمتلئ التجربة الإماراتية في العمل التطوعي بالكثير من الإنجازات والنجاحات التي حققتها مجموعة المؤسسات والهيئات التطوعية في جميع أنحاء الدولة.
المنصة الوطنية للتطوع
تلعب المنصة الوطنية للتطوع ” متطوعن الإمارات ” التي تم تطويرها من قبل مؤسسة الإمارات بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع دورًا بارزًا في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية وإيجاد منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة، فهي تقوم بدور الوسيط بين الراغبين بالتطوع من المواطنين والمقيمين المسجلين في الموقع والفرص التطوعية المعروضة من قبل كافة المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وجمعيات النفع العام.
مهام برنامج تكاتف
تُعد تكاتف من أهم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في جميع أنحاء دولة الإمارات، حيث تقدم ثقافة العمل التطوعي لكافة الشباب فرصة حقيقية هادفة للتطوع في قضايا اجتماعية هامة وتشجعهم على الخدمة المجتمعية العامة، كما يساعد على تعزيز قيم الإلتزام بالمسؤولية الاجتماعية والخدمة العامة والتمسك بالنزاهة والأخلاق مع المشاركة المجتمعية، ويقوم بدوره بدعم حالات الطوارئ والأزمات والكوارث لتكوين قاعدة متميزة من المتطوعين وتأهيلهم وتدريبهم ليتم مساندة جهود الاستجابة الوطنية في حالات الطوارئ والازمات والكوارث للحفاظ على أرواح ومكتسبات الدولة.
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي
تعتبر هيئة الهلال الأحمر واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية في مجال جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، سواء بصورة فردية أو من خلال الجماعات التابعة للهلال، وذلك من أجل توزيع الأدوار التطوعية، فهي تهدف إلى عمل بعض البرامج التطوعية مع المهنيين وطلاب الجامعات والمدارس، وتنقسم إلى ثلاث فئات وهم :
ـ الهلال الطلابي ويشمل طلاب المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية.
ـ الهلال الجامعي ويتضمن طلاب الجامعات.
ـ برنامج العمل التطوعي العام المفتوح لجميع الأفراد من سن 18 سنة فما فوق الذي يشمل جميع أفراد المجتمع.