الإعاقة الحقيقة التي من الممكن أن يعاني منها الإنسان هو عدم قدرته على التقدم والبقاء في مكانه، والعجز الحقيقي هو عدم قدرته على تحقيق أي من الأهداف، وقضاء الإنسان حياته بلا إنجازات، وخصوصاً مع وجود أصحاب الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقومون بالعديد من الإنجازات بالرغم من المصاعب التي يعانون منها بسبب إعاقتهم سواء الجسدية أو العقلية وعلى الرغم من هذا لا يعقيهم عجزهم عن تحقيق الإنجازات.

تعريف أصحاب الهمم

لقد تم إطلاق العديد من المصطلحات على أصحاب الإعاقات الذين يعانون من بعض الإعاقات سواء الجسدية أو العقلية، وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة باستبدال مصطلح ذوي الإعاقة ليصبح ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها عادت واستخدمت مصطلح جديد هو أصحاب الهمم في سنة 2017 ميلادية، حيث جاء هذا المصطلح الجديد ليجلب معه العديد من التغييرات التي تجعل هذه الفئة من المجتمع تشعر بسعادة وراحة أكثر، مثلها مثل الفئات الأخرى في المجتمع.

حيث قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإطلاق مسمى أصحاب الهمم على كل الأشخاص الذين يعانون من قصور في قدراتهم العقلية أو التعليمية أو الحسية أو النفسية في مهارات الاتصال أو التواصل سواء بشكل كلي أو جزئي، وسواء بشكل دائم أو مؤقت، وهذا يرجع إلى الجهد الكبير الذي تبذله كل شخصية من هذه الفئات حتى يتغلبوا على التحديات التي تواجههم بشكل يومي ليحققوا إنجازاتهم المختلفة.

تسمية جديدة وسياسة تمكينية لذوي الهمم

كان شهر أبريل من سنة 2017 في دولة الإمارات قفزة نوعية لكل ذوي الإعاقة، حيث أمر نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن يتم تغيير مسمى ذوي الإعاقة أو مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة واستبداله بشكل رسمي بمصطلح ذوي الهمم، مع إطلاق السياسة الوطنية لحملة لتمكين هذه الفئة من المجتمع.

من منطلق رؤية دولة الإمارات في ضمان حياة كريمة لكل مواطنيها وخصوصاً مواطنيها من ذوي الهمم وأسرهم، فقد كانت البداية من تبديل مصطلح ذوي الإعاقة إلى مصطلح ذوي الهمم، وبالتالي تم تعيين (مسؤول خدمات أصحاب الهمم) في كل الجهات الخدمية ومؤسسات الدولة.

تم تأسيس (المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم) وهذا الأمر بهدف تطوير الخدمات المقدمة لهم وتطويرها وإيجاد الحلول المناسبة لكل التحديات المختلفة التي تواجههم حتى تسهل عليهم الاندماج في المجتمع، حيث تشمل هذه السياسة 6 محاور، وهي:

-محور الصحة وإعادة التأهيل.
-محور التعليم.
-محور التأهيل المهني والتشغيل.
-محور إمكانية الوصول.
-محور التمكين الأسري والحماية الاجتماعية.
-محور الحياة العامة والرياضة والثقافة.

فرص العمل لذوي الهمم

يحظى أصحاب الهمم بنفس فرص العمل التي يحظى بها الأشخاص الطبيعيين الآخرين، وهذه التغيرات الكبيرة جاءت من وراء إقرار حكومة الإمارات مرسوم خاص بأصحاب الهمم وذلك في سنة 2006، حتى يحمي حقوقهم ويعمل على المساواة بينهم وبين أقرانهم فيما يتعلق بفرص العمل.

هذا بالإضافة إلى التوقيع الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة على المعاهدات الخاصة بحقوق أصحاب الهمم القادمة من الأمم المتحدة في التاسع عشر من مارس سنة 2010 بغرض حماية حقوق أصحاب الهمم في العالم كله.

رعاية المجتمع

لم تتوقف التسهيلات والخدمات اليومية التي تقدمها الدولة حتى تجعل حياة أصحاب الهمم في الدولة أكثر سهولة وسلاسة، ولكن الدولة في الإمارات تسعي إلى تأهيل هذه الفئة حتى تندمج في المجتمع وهذا هو السبب وراء وجود العديد من المؤسسات المجتمعية الخاصة بأصحاب الهمم، والعديد من المراكز الخاصة والجهات الحكومية التي تدعم ذلك.

من أهم المؤسسات الخاصة بذوي الهمم، مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والتي تضمن تحت ظلها كل المؤسسات والمراكز ودور الرعاية والخدمات الاجتماعية الموجودة في إمارة أبو ظبي، بالإضافة إلى مجموعة من المراكز الخاصة بالتأهيل والدعم في إمارة في دبي.

الوسوم
ذوي الاحتياجات الخاصة