من يعمل خيرآ فلابد وأن يجازى به ، فعمل الخير يبقى ويدوم دائمآ ، فالله يجازي على عمل الخير ، كما يلقى الإنسان جزاءه على ما فعله من خير في الدنيا أيضآ كالآخرة ، ويقدر الناس عمل الخير بشكل كبير ، فالشخص الذي يفضل مصلحة الآخرين على مصلحته الشخصية هو شخص عظيم ، يحترمه الجميع ، ويحبونه ، ويقدرونه أيضآ ، ودائمآ من يعمل خير يكرمه الجميع عرفانآ منهم بفضله ، خاصة وإن كان هذا الشخص يضحي بنفسه من أجل مصلحة غيره ، ويجعل الاولوية لحياة الآخرين دون حياته هو نفسه .
حريق أرامكو : وقد شهدت شركة أرامكو حريقآ مروعآ الأربعاء الماضي في مقرها بالرياض ، حيث اشتعلت النيران في الشركة بشكل مفاجيء وغير متوقع على الإطلاق ، وقد كان الحريق غاية في الخطورة لأنه نشب في المنطقة التي تعالج النفط الخام ، وقد أسفر هذا الحريق عن وفاة شخصين وإصابة حوالي 16 شخصآ بحسب ما أعلنت شركة أرامكو عبر بيان رسمي نشر من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ، وقد تمكنت فرق الإنقاذ والدفاع المدني من السيطرة على هذا الحريق المروع على الرغم من صعوبته ، ونقل المصابون للمشفى لتلقي العلاج ، وقد نعت الشركة ضحاياها وقدمت التعازي لذويهم .
شاب أنقذ زملائه من حريق أرامكو : صدقت الحكمة القديمة التي تقول ” يظهر الرجال في المحن ” ، ففي وسط هذا الحريق المروع ، ومع إنشغال الكثيرين من العاملين بالشركة بالهروب من موقع الحريق ومغادرة المكان في أسرع وقت ممكن ، فقد ظهر شابآ يختلف عن زملائه ، فكان لا يهتم بالهروب من المكان بقدر ما كان يهتم بإنقاذ زملائه ومساعدتهم حتى لا يتعرضون لأي ضرر أو أذى ، وبالفعل فقد انقذ هذا الشاب العديد من الأشخاص من هذا الحريق الخطير .
كيف أنقذ هذا الشاب زملائه : وقد ضحى هذا الشاب بحياته من أجل إنقاذ زملائه ، فتبدأ هذه الواقعة عند إندلاع الحريق في شركة أرامكو ، فقد شاهد الشاب ” سطام مرسال العنزي ” النيران وهي على وشك أن تلتهم زملائه ، فلم يتردد هذا الشاب الشجاع ، وأقبل بالفعل على إلقاء نفسه بإتجاه الحريق لإنقاذ أصدقائه ، وكانت النيران على وشك أن تقتل هؤلاء الأشخاص وعددهم 6 ، وبالفعل فقد نجح سطام مرسال العنزي في إنقاذ زملائه من الحريق ، لكن الضرر ناله هو بدلآ من زملائه ، وقد تحول لون جسده إلى الأسود من الحريق ، وعند إخراجه من وسط النيران ظل يردد ” الحمد لله الحمد لله ” ، فكان كل ما يشغل باله هو إنقاذ زملائه ولا ينتبه لما أصابه هو .
وقد نقل سطام إلى مستشفى الحرس الوطني ، وتوافد عليه الكثيرين من أهله وزملائه ، ليطمئنون على صحته ، ويشكرونه على شجاعته ، وقد صرح سطام أنه لم يستطع مشاهدة زملائه تلتهمهم النيران ، فقرر أن يفعل ما بوسعه لإنقاذهم ، حتى لو كان ذلك يعني أنه سينضم إلى قائمة المصابين أو حتى المتوفين .
هاشتاج يطالب بتكريم هذا الشاب : وقد أحدثت هذه الواقعة تفاعلآ معها من قبل عدد كبير جدآ من المواطنين السعوديين ، وخاصة في موقع التواصل الإجتماعي تويتر ، حيث تم إطلاق هاشتاج يسمى ” البطل سطام مرسال العنزي ” ، حيث طالب المشاركون في هذا الهاشتاج بتكريم هذا الشاب وشكره على شجاعته وبطولته .
وقد إقترح عدد من المشاركون أن يتم منح هذا الشاب وسام الملك ” عبد العزيز ” ، تقديرآ لما قام به من فداء لزملائه ، كما تداول بعض المشاركون على هذا الهاشتاج مقطع من الفيديو يظهر فيه الشاب سطام العنزي داخل المستشفى ، وتبدو عليه آثار الحريق ، وأكد المشاركون على إعجابهم بهذا الشاب وتقديرهم له ، وقد أيد البعض أهمية أن تقدم شركة أرامكو التكريم والمكفاءة اللائقين لهذا الشاب ، فهذه الشجاعة أصبح من النادر وجودها في هذا الزمان ، خاصة عندما يضحي شخص بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين .