” العفو من شيم الكرام ” ، عبارة نعرفها كلنا ونعلمها لأبناءنا ، لكن هل من السهل أن يقوم شخص بتنفيذ هذه الحكمة بشكل حقيقي في حياته ، صحيح ان العفو من اعظم الصفات ، لكن قليلون الذين يقومون بهذا الأمر ويطبقونه في حياتهم ، والعفو درجات عديدة ، فهل يمكن أن تتخيل أن أحدآ يعفو عمن أخطأ بحقه وتسبب له في خسائر كبير ؟ ، وماذا إن كانت هذه الخسائر هي قتل الأبناء ؟ ، هل تتخيل أحد أحدآ يسامح شخصآ يتسبب في قتل أبناءه حتى لو كان هذا القتل خطأ ؟

مقتل شابين سعوديين في حادث مروري : سمعنا مؤخرآ في مختلف وسائل الإعلام بالمملكة العربية السعودية عن وفاة شابين سعوديين بمدينة الزرقاء الأردنية في حادث مروري بشع ، ففي أثناء سير الشابين هما ” سالم حضيري العنزي ” و ” مراد حداد العنزي ” في إحدى شوراع مدينة الزرقاء الأردنية فقد تعرضت المركبة الخاصة بهما للإنقلاب على طريق الأزرق ، مما أسفر عن وفاتهما ، وكانت هذه الحادثة منذ شهرين ، لكنها أثارت جدلآ كبيرآ لدى الكثيرين حيث أن هذه الحادثة هي أحد أصعب الحوادث التي يتعرض لها مواطنون سعوديون ، فقد نتج عن الحادثة أيضآ إصابة 6 أشخاص آخرين كان 3 منهم في حالة خطيرة وحرجة وقد تم نقل الجميع إلى إحدى المستشفيات بالزرقاء ، وهناك تم إكتشاف وفاة الشابين السعوديين .

وقد ذكر مصدر أمني في مديرية الأمن الأردنية ، إن السعوديين المتوفَّيْن كانا في مركبة واحدة اصطدمت بمركبة أخرى يقودها الأردني على طريق الأزرق بمحافظة الزرقاء ، وقد تابعت فرقة من الدفاع المدني الحادث .

سجن مواطن أردني بعد مقتل الشابين السعوديين :

وقد تم إلقاء القبص على شخص أردني وهو المتسبب في الحادث بالأساس ، حيث وجهت إليه تهمة القتل الخطأ ، وقد تم سجنه في الأردن حتى تتم محاكمته و تنتهي التحقيقات الخاصة بالحادث .

مساعي للصلح بين المتهم وأسرة الشابين السعوديين :

وقد بدأت مساعي للتصالح بين المتهم الأردني وأسرتي الشابين السعوديين ، حيث تدخل كل من وفد من مجلس قبيلة عنزة في الأردن ممثلا في رئيس ديوان عنزة فرحان بن راضي العنزي ، ومختار قبيلة عنزة في الأردن حمد معيوف العنزي ، والأردني عبدالله بن حسن العنزي ، حيث تم عمل اللقاء مع الأسرتين السعوديتين أهل الشابين المتوفيين ، وكان ذلك بحضور عضو لجنة إصلاح ذات البين جلوي بن فهران العنزي ، وزيد بن خلف القمقوم  ، وعضو المجلس البلدي عامر بن سودي القمقوم ، حيث تم التحدث حول العفو عن المتهم والتصالح ، خاصة وأن المتهم لم يكن يقصد التسبب في قتل الشابين على الإطلاق ، وقد تم التواصل عدة مرات مع الأسرتين للتوصل إلى التصالح وإنتهاء المشكلة .

أسرتي الشابين السعوديين تعفو عن المتهم الأردني :

وبالفعل فقد نجحت المساعي في نهاية الأمر بحدوث العفو من قبل الأسرتين ، حيث عفت الأسرتين عن الشاب الأردني المتهم ، لإنهاء هذه المشكلة وإغلاق هذا الملف إلى الأبد ، وقد أكدت الأسرتين أن هذا العفو هو لوجه الله تعالي متمنيين أن يرحم الله ذويهم وأن يربط على قلوبهم ، فهذا العفو فقط إبتغاء وجه الله تعالى .

ردود أفعال على العفو : وقد أعرب الوفد الأردني عن سعادته البالغة بعد قرار الأسرتين السعوديتين بالعفو عن المتهم ، كما أكد الوفد أن هذا الخلق الرفيع ينبغي أن يتحلى به الجميع ، فالعفو هو أعظم الصفات ، كما وجه الوفد شكره وتقديره للأسرتين على موقفهم الحكيم ، وأيضآ لكل من سعى لإتمام التصالح بالعفو .

ويذهب الوكيل الشرعي للمتوفيين إلى الأردن في الفترة القربية القادمة حتى يتمم إجراءات الإفراج عن السجين الأردني في أقرب وقت ممكن ، تنفيذآ لرغبة أسرة الشابين السعوديين .