المرأة هي نصف المجتمع بل إنها كل المجتمع فهي الأم والزوجة والابنة والأخت، وهي الطبيبة والمعلمة والخبيرة، فهي المربية والتي تتحمل كل الظروف في سبيل أداء مهمتها على أكمل وجه، والمرأة السعودية هي خير مثال لذلك، ومن النماذج المشرفة هي الطبيبة مها المنيف فهي الأم التي ترى أنها قد خطت الخطوات الصحيحة تجاه تربية أولادها فلا ترى فيها عيبا أن تغير من طريقتها التي تربت عليها لأنها تؤمن بأن الزمن تغير ولمنها فضلت أن تبقي نفس القيم والمبادئ ، فقد نالت الشهرة الواسعة والتقدير الكبير من الجميع حتى أنها حصلت على جائزة أشجع امرأة والتي قدمها لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مما زادها تحديا وإصرارا للدفاع عن قضيتها وهي قضية العنف الأسري.

من هي الطبيبة مها المنيف ؟
مها المنيف هي طبيبة سعودية قد حصلت على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود عام 1986م ، وهي خريجة جامعة بيبل الأمريكية تخصص طب الأطفال والأمراض المعدية وحماية الطفل ، وحصلت أيضا على البورد الأميركي في الأمراض المعدية والوبائية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم الصحية، وقد عملت مستشارة في طب الأطفال والأمراض المعدية هناك وهي المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف وقد عملت مسبقا في مجلس الشورى واستمرت لمدة خمس سنوات، وقد تقلدت عدة مناصب دولية وإقليمية فقد عملت كمستشارة في منظمة الصحة العالمية في قسم الوقاية من العنف والإصابات، كما تم انتخابها كرئيسة للجمعية العربية لحماية الطفل من العنف والإيذاء كما حصلت على العديد من الجوائز لما قدمته في مجال مكافحة العنف وحماية الطفل كان آخرها فوزها بجائزة أشجع امرأة في العالم عام 2014 والتي كرمها الرئيس الأمريكي بارات أوباما أثناء زيارته للرياض.

الدكتورة مها المنيف هي ابنة شقيق الأديب والروائي الكبير عبد الرحمن منيف فعلى عكس المتوقع كانت ميولها علمية وليست أدبية، وبسبب حياة العم خارج الوطن جعل هناك صعوبة في التواصل لأنه يعيش في كلا من مدينتي باريس ودمشق، وتفخر به جدا لأنه دائما ينتمي إلى مسقط رأسه في قصيباء شمال القصيم وقد قام بتأليف كتب ركزت في الأساس على هذه الحياة.

لقب أشجع امرأة بالعالم بالنسبة لمها المنيف
عندما سئلت الطبيبة مها المنيف عن لقب أشجع امرأة في العالم بالنسبة لها قالت أنه يزيدها إصرارا على نجاح قضايا مكافحة العنف الأسري والتي ترى أنها من أهم القضايا المجتمعية الحالية وقد عبرت عن ذلك وقالت في حديثها لإحدى الصحف ” أطمح للاستمرار في خدمة هذه القضية والعمل على حل تعقيداتها في مجال عملي كطبيبة استشارية بطب الأطفال والأمراض المعدية، وكذلك في مجال عملي الاجتماعي كناشطة في مجال حماية الطفل والأسرة من العنف والمساهمة في التشريعات والقوانين والأنظمة التي من شأنها حماية ورعاية وتأهيل الضحايا وسن عقوبات رادعة لمرتكبي مثل هذه الجرائم”

قضية عنف الأطفال بالنسبة لمها المنيف
رأت الدكتورة مها المنيف أن ظاهرة العنف ضد الأطفال هي من الظواهر المجتمعية المعروفة منذ زمن طويل والتي تحتاج إلى علاج أهمها الوقاية من العنف الأسري والاستعانة بأخصائيين لمكافحة العنف فقالت ” في برنامج الأمان الأسري الوطني نعمل على بناء قدرات العاملين مع أفراد الأسرة من أطباء أو أخصائيين وغيرهم ممن يعملون في الجهات الأمنية والقضائية عن طريق تقديم الدورات للمهنيين المتعاملين مع حالات العنف والإيذاء. كما نعمل الآن على إطلاق دبلوم متخصص في العنف الأسري للأخصائيين الاجتماعيين”.

الفرق بين العنف والتربية من وجهة نظر الدكتورة مها المنيف
رأت المنيف أن من أكثر ما يدمر شخصية الطفل هو الضرب وهو الأسلوب الذي يلجأ إليه الآباء والأمهات والمعلمين اعتقادا منهم أنه الأسلوب الأمثل لتهذيب الأطفال ولكن في الحقيقة هو أسلوب يؤثر جدا على الطفل ويجعله يشعر بالقهر والخوف وقد قالت في ذلك أن نُشعر الطفل بالاضطهاد بفعل استخدام أسلوب العنف معه هو شكل من أشكال الظلم الذي يفترض بالأولياء تجنبه والاستغناء عن مثل هذه السلوكيات باستخدام طرق أكثر نجاحاً في إيصال أي فكرة إلى عقل الطفل أو إيصال أي شعور إلى قلبه وذلك بمراعاة ما يمكن أن تتحمله شخصية الطفل من دروس أو ضغوط، ذلك أن الخط التربوي العام الذي يفترض أن تتبناه يقوم على رحمة الطفل باعتبار أن الرحمة خط عام يحكم علاقة الله بالإنسان وعلاقة الإنسان بالإنسان الآخر.

الوسوم
شخصيات