هو زيد بن عمر بن نفيل أحد الغرباء الذين سعوا إلى الوحدانية والإيمان والبحث عن الدين الحق قبل نزول الإسلام وكان لا يأكل مما ذبح للأصنام وينكر عادات الجاهلية والمشركين وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد مات زيد قبل أن تتنزل الرسالة المحمدية ولكنه قابل الرسول ورآه وقال رسول الله صل الله عليه وسلم فيه: «أنه يبحث يوم القيامة وحده» فقد مات على الحنفية دين إبراهيم عليه السلام.
لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه:
يقول البخاري: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صل الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صل الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمر كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك وإعظامًا له.
ينكر عادات الجاهلية والمشركين:
قال البخاري: عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائمًا مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحي الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها.
بحثه عن الدين الحق:
قال البخاري: عن ابن عمر: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقى عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلي أن أدين دينكم فأخرني فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدا وإني أستطيعه فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله، فخرج زيد فلقى عالمًا من النصارى فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، قال: ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدا واني أستطيع فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم.