في مجتمعاتنا الشرقية والعربية الإسلامية بالأخص يعتبر من الأمور الحساسة في مجتمعاتنا، والأمر يعتبر أكثر حساسية فيما تعلق بالنساء، فمن المتداول بين مجتمعاتنا حول القضايا الجنسية وقضية غشاء البكارة بوجه الخصوص، هو أمر بسيط لما عليه من محظرات وقيود قد فرضها المجتمع، مما جعل عليها الكثير من الأمور الشائكة والأمور الخاطئة التي تروج حولنا، مما جعل هذا الأمر يسبب تعنيف وأحياناً قتل لبعض الفتيات وهذا الأمر بسبب ثقافات خاطئة قد توارثناها، حول غشاء البكارة بالأخص والذي هو موضوع مقالتنا اليوم.
غشاء البكارة
أولاً دعونا نعلم ما هو غشاء البكارة على حسب رأي الطب، غشاء البكارة هو طبقة رقيقة من الجلد المحيط بفتحة المهبل أو في بعض الأحيان يغطيها جزئياً، مكان تواجده في المهبل على عمق 2 سم أو 2.5 سم داخل قناة المهبل.
ويختلف غشاء البكارة من فتاة لأخرى مثله مثل باقي أعضاء الجسم فالعين عند الناس ليست نفس الشكل ولا أنوفهم ولا ألوان بشرتهم، فهنا أيضاً أنواع في غشاء البكارة يختلف من فتاة لأخرى فمنهم من لديهم غشاء بكارة رقيق ومطاطي ومنهم من يملك غشاء بكارة سميك وأقل مطاطية وبعض الفتيات التي تولد بلا غشاء بكارة علي الإطلاق، وهذه الأمور التي قد تدخل الفتيات في دوامات مجتمعية وهي ليست لها دخل فيها ففي هذه الحالة يعتبر هذا الأمر عيب خلقي، وقد تولد فتيات أيضاً بغشاء بكارة مصمت مما يجعل الأمر يحتاج إلي تدخل جراحي ليتم فتح جزء في هذا الغشاء والسبب في هذا هو ما سنعرفه في وظائف غشاء البكارة.
وظائف غشاء البكارة
ليس لغشاء البكارة أي فائدة فسيولوجية أو بيولوجية وهذا ما أجمع عليه الأطباء والخبراء، ولكن تأتي فائدته الوحيدة في أنه يقوم بحماية الجهاز التناسلي للفتيات من التلوث في مرحلة نموهم الأولى، فبعض إناث الحيوانات لديها أيضاً غشاء بكارة ويرجع فائدته أيضاً إلي حماية الجهاز التناسلي الداخلي لديها من التلوث.
هذا أكبر برهان على أن الفائدة الوحيدة غشاء البكارة هو حماية الأعضاء التناسلية من التلوث في بدايات مراحل النمو لدى الإناث عموماً، و ليس للاستدلال على طُهر الفتاة .
أشكال غشاء البكارة
غشاء البكارة عضو من أعضاء الجسم مثله مثل باقي الأعضاء التي تختلف من فتاة لأخرى كما قلنا سابقاً ولكن رغم هذا فإن هناك أنواع أكثر شيوعاً عن الأخرى، و تأتي أنواع غشاء البكارة بشكل محصور في الآتي:
الغشاء الدائري
يعتبر هذا النوع من غشاء البكارة الأكثر شيوعاً بين الأنواع الأخرى عند الإناث، و هو على شكل فتحة دائرية يمر منها دم الحيض عندما تصل الفتاة سن البلوغ.
الغشاء الغربالي
هذا الغشاء يشبه الغربال ولهذا أطلق عليه هذا الاسم حيث أنه عبارة عن فتحات متجاورة صغيرة ومتقاربة من بعضها البعض بدلاً من فتحه واحدة دائرية ، وهذه الفتحات هي التي تسمح بمرور دم الحيض من خلالها.
الغشاء مزدوج الفتحات
هذا الغشاء يتكون من فتحتين متجاورتين ويفصل بينهما غشاء البكارة وهو عبارة عن نسيج رقيق، ولا يشترط أن تكون هذه الفتحتين متساويين في الحجم فمن الممكن أن تكون إحداهما أصغر من الأخرى.
الغشاء المصمت
يكون هذا الغشاء محكم الإغلاق للمهبل مما لا يجعل هناك أي منفذ لخروج دم الحيض عند بلوغ الفتاة، ويعتبر هذا النوع من غشاء البكارة على أنه عيب خلقي ، يتم كشف هذه المشكلة عن بلوغ الفتاة و حدوث الطمث عندها ولكن لا يخرج أي دم وينحسر في التجويف الرحمي للفتاة مما يسبب لها الآلام شديدة في أسفل البطن عند منطقة الرحم، وعند الكشف والمعاينة من قبل الطبيب المختص يتم العلاج عن طريق عملية جراحية يقوم فيها بفتح فتحة صغيرة في هذا الغشاء مما يسمح بنفاذ دم الحيض إلي خارج الجسم.
علاقة غشاء البكارة و العذرية
وفي النهاية نريد أن نلقي الضوء علي الفكرة المتداولة لدينا في مجتمعاتنا العربية حول غشاء البكارة و عذرية الفتيات، حيث أن الفكرة السائدة تربط بين عذرية الفتاة وغشاء بكارتها وهذا غير صحيح فلا توجد مقارنة بين غشاء البكارة الذي من الممكن أن تولد الفتاه بدونه وبين عذرية الفتاة ، فهناك العديد من الحالات التي تفقد فيها الفتاة غشاء بكارتها رغم كونها مازالت عذراء، مثل ممارسة رياضة معينة أو التعرض لحادث تسبب لها فض بكارتها أو بسبب عنف تعرضت له أو إدخال أجسام صلبة وغيرها .