تعتبر قلعة تاروت واحدة من أهم القلاع الساحلية لمدينة القطيف قديما، كما أنها من أكثر القلاع غموضا وقد أنشأت لضمان آمن واستقرار واحة القطيف قديما وقد كان لها دورا بارزا جدا في فترة الصراع السعودي الخالدي ما بين الفترة من 1200هـ إلى عام 1250هـ، وهي أحد المواقع التراثية المهملة والتي تحتاج إلى البحث وراء تاريخها لمعرفة أصلها ، خاصة وأنها قد تعرضت إلى الدمار الذي ضيع الكثير من معالمها المعمارية وأخبارها التاريخية، ومن خلال البحث عن جزيرة تاروت فقد نسبة تارة إلى البرتغاليين وتارة إلى العثمانيين وتارة إلى السعوديين .
موقع قلعة تاروت
تقع قلعة تاروت على تل مرتفع في وسط جزيرة تاروت وتحديدا في الطرف الجنوبي الغربي من حي الديرة ، والقلعة محاطة بسور عريض مشيد بالطين والجص وحجارة الفروش ، وقد صمم السور على شكل السرطان ويتراوح سمكه ما بين مترين ونصف إلى متر ونصف، ويصل ارتفاعه إلى تسعة أمطار، وبجانبه مجموعة من الأبراج التي يصل عددها إلى أحد عشرا برجا يتصلوا بجسور ممتدة فيما بينهم وهذه الجسور هي الممرات السرية التي كانوا يستخدمونها في الحروب وللأسف لم يتبق منها إلا ثلاثة أبراج .
تاريخ بناء قلعة تاروت
يرجح البعض أن تاريخ بناء قلعة تاروت يرجع إلى زمن البرتغاليين وذلك أثناء تواجدهم في منطقة الخليج حوالي 150 عاما، ويرجح بناءها في القرن السادس عشر الميلادي بين 1515 إلى 1521 م، ويرجع السبب في بنائها للسيطرة على المنافذ التجارية خاصة على مضيق هرمز وذلك لمنع التجارة بين العرب وبين البلدان الأخرى خاصة الهند، وفي البداية تم تشييد قلعة تاروت للسيطرة على الخليج العربي ومساندة قلعة هرمز، وفي الوقت ذاته تم بناء عدة قلاع في عمان وخورفكان وجلفار، وعندما هاجمت القوات التركية قلعة القطيف استطاعوا أن يطردوا البرتغاليين وقد دمروا قلعة مسقط واستطاعوما أن يحاصروا البحرين لعدة أشهر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليها .
وقد نجح الشاه عباس في طرد البرتغاليين في البحرين وانحسر المد البرتغالي على الخليج بعد معاهدة ايران والانجليز في عام 1635 وبعد وفاة القائد البرتغالي، أما أهالي منطقة القطيف فإنهم يرجحون بأن الأهالي هم من قاموا ببناء قلعة تاروت حتى تحميهم من غزوات البرتغاليين .
تصميم القلعة
قلعة تاروت عبارة عن قلعة صغيرة شبه نربعة ذات أربعة أبراج ولا تزيد مساحتها الإجمالية عن 600 متر مربع، القلعة لا تحتوي على أي مصدر للماء ولا أي غرف لسكن الجنود أن تخزين المؤن والذخيرة، ومصدر الماء موجود بعين العودة والتي تقع خارج الأسوار أسفل التل، وللقلعة أربعة أبراج رئيسية ترجع أهميتها إلى كشف جميع التحركات سواء في أراضي الجزيرة أو السواحل الأخرى القريبة ، وللأمراء والجنود المساكن الخاصة بهم وهي جزء من النسيج العمراني الموجود داخل أسوار القرية المحصنة ، وقد استخدمت مساكن القرية كأماكن لتخزين المؤون والعتاد في حالة الحرب .
أما عن المسقط الأفقي لهذه القلعة فقد بني بشكل غير منضبط الشكل وله أربعة أبراج تم تصميمها بشكل يحاكي التضاريس الطبيعية المبني عليها القلعة، ويرجح البعض أن بناء القلعة بهذا الشكل تم بأسلوب البناع البرتغالي وهو نفسه الأسلوب المتبع في القلاع العمانية الغير منضبطة الشكل .
أبراج القلعة
تتكون قلعة تاروت من أربعة أبراج مخروطية الشكل منهم برجان في الجهة الشمالية الغربية والجهة الجنوبية الغربية، وهما من أشهر أبراج قلعة تاروت حتى أن معظم الصور الفوتوغرافية المأخوذة عن هذه القلعة يظهر فيها البرجان، وقد تعرض هذان البرجان إلى التدمير وقد انهاروا على المسكن القريبة من القلعة ولكن سرعان ما أعيد ترميمهم، أما البرجان الآخران الواقعان في الجهة الشرقية فلا وجود لهما الآن، وعن أسماء هذه الأبراج فهي برج بيت قيس، برج ابن ادبيس، وبرج بيت عبد الواحد، وبرج الدفعة وكلها أبراج غير منفصلة عن مباني القرية .
اكتشاف قبو القلعة الملحق بها
تم العثور على قبو يتوسط فناء القلعة في أثناء عمليات الترميم التي شهدتها القلعة في عام 1405 هـ، وهذا القبو عميق جدا وقد أسماه المقيمين بالقلعة الجب وكان يستخدم في حفظ الماء في حالة الحصار ، وهذا القبو يتكون من مجموعة من الغرف كانت تستخدم في تخزين الأسلحة، وكان يستخدم أيضا من البرتغاليين والأتراك كسجن لمن يعصي أوامر الجنود، ولهذا القبو ممرا سريا يؤدي إلى خارج القصر إلى منطقة الرميلي .