لمدة تزيد عن656 عام ظل الناس من كافة أنحاء العالم يأتون إلى ساحات القتال الرومانية من أجل رؤية المصارعين و هم يقتلون بعضهم البعض بكل برود من أجل تصفيق الجمهور.
أولًا: لم يكن المصارعين الرومان دائمًا من العبيد:
في بداية الأمر كان أغلب المصارعين من العبيد الذين تم أسرهم أثناء الحروب أو من ارتكبوا جرائم ، إلا أن بعض النقوش التي تم اكتشافها قبور هؤلاء المحاربين تشير إلى أن خلال القرن الأول الميلادي بدأ كثير من الرجال الأحرار بالدخول إلى مباريات المصارعة الرومانية طواعية من أجل الحصول على الأموال و الشهرة ، و كان معظم المصارعين جنودًا و لديهم مهارات قتالية ، و بعضهم كان من طبقة النبلاء و أرادوا إظهار مهاراتهم القتالية.
ثانيًا: في البداية كانت المصارعة جزء من من مراسم الدفن:
اشتهر الرومان بإقامة المصارعات كجزء من مراسم دفن النبلاء ، فعند موت أحد النبلاء تقوم أسرته بإقامة مباراة المصارعة بين المجرمين أو العبيد للتذكير بمزايا الشخص الميت التي أظهرها خلال فترة حياته و يرجع ذلك لإيمان الرومان بأن الدم يطهر روح الميت ، و خلال حكم يوليوس قيصر انتشرت ألعاب المصارعة بين مئات المصارعين على شرف عائلته و نهاية العام الميلادي شهد استضافت الطبقة الحاكمة ألعاب المصارعة كقطاع من قطاعات الإمبراطورية.
ثالثًا: بعض المصارعات لم تكن تستمر حتى موت أحد الطرفين:
غالبًا ما تصف البرامج و الأفلام المصارعات بأنها بلا قواعد و لا قيود و تبقى مستمرة حتى موت أحد الطرفين ، و لكن في الحقيقة فإن بعض المصارعات تم إجراءها بصورة عادلة و تحت قوانين محددة ، فقد كانت تُجرى بين شخصين من الوزن و الخبرة القتالية نفسها ، و كان يشرف حكم على القتال و يقوم بوقف القتال عند إصابة أحد الطرفين بجروح بالغة ، كما أن المباراة ممكن أن تتوقف في أي وقت إذا مل المشاهدين من طول المباراة ، و هناك حالات خاصة كان المقاتلين يقدمون عرضًا شيقًا ثم يغادران ساحة المصارعة بشرف ، و معظم المصارعين عاشوا حتى منتصف العشرينات فقط.
رابعًا: الإشارة بإبهام اليد نحو الأسفل لم تكن تعني المطالبة بالموت:
في حالة إصابة المقاتل بجروح بالغة أو في حالة إلقاء سلاحه مستسلمًا فإن مصيره يتعلق بآراء الجمهور ، أما المباريات التي كانت تتم في مبنى الكولوسيوم فإن مصير اللاعب بتحدد بإشارة من الإمبراطور و يعتقد البعض أن إشارة الشخص بإبهام اليد يعني المطالبة بموت اللاعب و لكن الحقيقة أن الإشارة بالإبهام نحو الأعلى هي إشارة القضاء على اللاعب المهزوم ، و بغض النظر عن الإشارة فإن الجمهور هو من كان يؤكد على موت اللاعب أو منحه فرصة أخرى.
خامسًا: كان يتم تنظيم المصارعين في فئات و أنواع مختلفة:
في عام 80 ميلاديًا كانت ألعاب المصارعة قد شهدت تطورًا كبيرًا من كونها معارك حرة إلى معارك منظمة ، فقد كان يتم تنظيم المحاربين في صفوف حسب مستواهم و مهاراتهم و خبراتهم وخاصة مع اختلاف أنواع القتال و الأسلحة المستخدمة فيه.
سادسًا: كان يتم إجراء قتال ضد الحيوانات:
كانت هناك مباريات مصارعة ضد الحيوانات و لكن كانت مرتبطة بفئة معينة من المصارعين و كان يتم مواجهة أنواع عديدة من الحيوانات مثل الغزال و النعام و الأسود و الفهود و الدببة و الفيلة ، و في تلك الألعاب تم القضاء على أنواع عديدة من الحيوانات من أجل التسلية.
سابعًا: كان هناك ألعاب قتالية للنساء:
تم أخذ الأسيرات من العبيد و جعلهم يشاركون في العديد من مباريات المصارعة ضد بعضهن و قد تمكن البعض منهن أن يثبتن كفائتهن و مهارتهن في هذا المجال ، كما أن بعض النساء قاتلت ضد الحيوانات أيضًا.
ثامنًا: قام بعض المصارعين بتنظيم أنفسهم ضمن مجموعات:
تعامل المصارعين مع بعضهم بنوع من الأخوة على الرغم من أنهم على وشك القضاء على بعضهم البعض في ساحة القتال و لكن شرع البعض منهم في تقسيم أنفسهم إلى مجموعات يترأسها زعيم منهم ، و كانت المجموعة تحرص على إقامة جنازة مناسبة لمن يسقط في أرض المعركة.
تاسعًا: كان هناك بعض الأباطرة ينظمون ألعاب المصارعة أو يشاركون فيها:
قام الأباطرة بالمشاركة في المصارعات و إقامتها من أجل التقرب من الشعب و كسب حبهم و ثقتهم ، و كانوا يتنافسون فيما بينهم لتطوير ساحات القتال من أجل إبهار الناس.
عاشرًا: أغلب المصارعين تحولوا لمشاهير:
على الرغم من أن البعض اعتبر المصارعين وحوشًا إلا أن المصارعين حصلوا على شهرة كبيرة بين الناس و اعتاد الأطفال على اللعب بألعاب مصنوعة من الطين تشبه المصارعين كثيرًا.