الجنابة او الجنب و قد سميت بذلك الاسم لانه يترتب عليها أن يجتنب صاحبها العبادات فلا يستطيع الصوم او الصلاة او تلاوة القرآن و يتم التخلص منها عن طريق الغسل او التيمم .
الجنابة تحدث لدى الرجل او المرأة في حال الإيلاج حتى و إن لم يحدث إنزال سواء من الرجل او المرأة و هى حالة ثابتة لا جدال فيها كذلك تحدث او تتحقق الجنابة في حال الوصول الى اللذة الجنسية و الإنزال سواء للرجل او المرأة و ذلك عند طريق نزول ماء الرجل و الذي يكون لزجًا ذو لون شبيه باللبن او مائل للاصفر و كذلك ماء المرأة و هو خفيف مائل للصفرة في اللون و تحدث تلك اللذة اما بالجماع او الإحتلام او الإستمناء و هنا يجب التفرقة بين المذي لدى الرجال او سوائل ترطيب المهبل لدى النساء ( الوذي ) فالرجل يصل اللذة و يكون السائل الذي ينزل منه منيًا عندما يسبقه رعشة و يخرج دفقًا و يعقبه فتور في الجسد و تكون رائحته قريبة من رائحة العجين المختمر و ماء المرأة يصاحب خروجه لذة و له رائحى تشبه مني الرجل و يعقبه ايضًا فتورًا في البدن هنا يجب على الرجل او المرأة الغسل من الجنابة نظرًا لأن ما خرج منهما يمثل نجسًا يجب التطهر منه سواء للبدن او الملابس التي طالتها اما المذي لدى الرجال فهو لا يمثل نجسًا و لا يوجب الغسل و إنما الوضوء فقط و كذلك الوذي لدى النساء و اللذي يمثل سوائل لترتطيب المهبل لتسهيل عملية الجماع و هو ايضًا لا يوجب الغسل و إنما الوضوء فقط فهو لا يعتبر نجسًا .
كيفية غسل الجنابة .
روي عَنْ السيدةعَائِشَةَ ام المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛انها قَالَتْ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ؛ غَسَلَ يَدَيْهِ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ؛ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ؛ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ،”ورد في الصحيحين [البخاريّ (272)، ومسلم (316/35)] .
لا تختلف طريقة الغسل من الجنابة بين الرجل او المرأة فالطريقة واحدة و تتم كالآتي : –
1- غسل اليدين ثلاث مرات و ذلك طبقًا لما روته السيدة عائشة ام المؤمنين ” إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ” و ما روته ميمونة بنت الحارث زوج الرسول صلى الله عليه و سلم ” فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا” .
2- يتم غسل الفرج و إزالة السوائل باليد اليسرى و ذلك وفقًا لما ذكرت زوج النبي صلي الله عليه و سلم ميمونة بنت الحارث ” ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ” .
3- غسل اليد اليسرى التي تم غسل الفرج بها بالصابون او التراب في حال التيمم و الدليل على تلك الخطوة ما روته ميمونة بنت الحارث ” ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ أَوْ الْحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا” .
4- الوضوء بشكل كامل كما لو كان الشخص يستعد للصلاة و الدليل على تلك الخطوة ما روته عائشة رضي الله عنها ” وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ” و ما روته ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ” ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْه” .
5- غسل الرأس حيث يتم سكب الماء على الرأس ثلاث مرات و جعل الماء يتخلل في الشعر حتى يصل الى منابت الشعر و يتم السكب على الناحية اليمنى من الرأس ثم الناحية اليسرى و في وجود اللحية يجب ان نجعل الماء يتخلل اللحية لتصل المياه الى الجلد مع النساء في غسل الجنابة فلا تحتاج لفك ضفائرها للغسل و ذلك وفقًا لما روته عائشة رضي الله عنها ” ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ” و ما حدثت به ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يفيض على رأسه الماء .
6- غسل الجسم حيث يتم سكب الماء على كل الجسم و البداية تكون بالجانب الأيمن من الجسم ثم الجانب الأيسر و ذلك وفقًا لما روته عائشة رضي الله عنها ” ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ” و ما روته ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ” ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ” .
7- آخر خطوات الغسل و هى غسل الرجلين وفقًا لما روته ميمونة بنت الحارث ” ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ” .
أذكار الغسل .
أذكار الإغتسال هى نفس أذكار الوضوء التسمية ” بسم الله الرحمن الرحيم ” ثم التشهد “أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدًا عبده و رسوله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين “
روي عَنْ السيدة مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ؛ زّوجِة النّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ انها قَالَتْ: “وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَ الِجَنَابَةٍ؛ فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ أَوْ الْحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ.”ورد ورد في الصحيحين [البخاريّ (274)، ومسلم (317/37)] .