منطقة هدية هي إحدى مناطق دولة الكويت، وهي منطقة تقع في محافظة الأحمدي جنوب العاصمة الكويتية، يجاور هذه المنطقة من ناحية الشمال ضاحية جابر العلي، ومن ناحية الشرق منطقة الرقة، ومن ناحية الجنوب مستشفى العدان، ويمر بجانب هذه المنطقة من ناحية الشرق شارع الغوص، ومن الغرب طريق الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وقد سميت منطقة هدية بهذا الاسم نسبة إلى معركة الهدية، التي وقعت بين الكويتيين وأنصار سعدون باشا الذي كان شيخ من شيوخ المنتفق، وذلك في السادس عشر من مارس عام 1910، وسبب هذه المعركة هو أن جماعة من أتباع سعدون قاموا بالاعتداء على قافلة لتاجر كويتي، مما أدى لغضب الشيخ مبارك الصباح .

منطقة غرب هدية النفطية
منطقة غرب هدية هي منطقة نفطية تابعة لشركة نفط الكويت، والتي تسعى إليها منذ أكثر من 10 سنوات المؤسسة العامة للرعاية السكنية، حيث أنها تريد إقامة وحدات سكنية بها، وطوال هذه المدة وشركة نفط الكويت ترفض طلب مؤسسة الرعاية السكنية وتتحفظ على طلبها، ويرجع رفض شركة نفط الكويت لهذا الطلب لسببين رئيسيين هما : أن أرض غرب هدية التي ترغب الرعاية السكنية إقامة الوحدات عليها تحفها الكثير من المخاطر، وذلك بسبب التمديدات وأماكن تجميع النفط الخام، حيث صرحت الشركة بأن هناك آبار للنفط في هذه المنطقة، والسبب الآخر هو حاجة الشركة نفسها لهذه المنطقة لإقامة وحدات ومرافق خاصة بالشركة للخدمات الإدارية والفنية الخاصة بموظفيها .

مشروع غرب هدية الإسكاني
كانت المؤسسة العامة للرعاية السكنية ترغب في إقامة أربعة آلاف وحدة سكنية في منطقة غرب هدية النفطية، وكان هدفها من إقامة مشروع سكني في هذه المنطقة هو أن بناء هذا المشروع في هذه المنطقة بالذات سيكون أسهل بكثير من بناء بعض المناطق السكنية الأخرى، وذلك بسبب وجود بنية تحتية وطرق سريعة بالقرب من مكان المشروع، ومن ثم سوف يكون من السهل ربطها بكلا من شبكات الصرف والماء والكهرباء والطرق، وبالتالي فهي ستوفر الكثير من الجهد والمال والوقت، وستخدم عدد كبير من المتقدمين للرعاية السكنية بصورة سريعة، حيث أن الهدف من هذا المشروع هو معالجة القضية السكانية التي تعتبر من أولويات المواطن، وكلا من السلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد .

تساؤلات برلمانية حول مشروع غرب هدية السكني
تسائل النائب الدكتور محمد الحويلة عن مصير مشروع غرب هدية الإسكاني، وذلك عبر توجيهه سؤالا برلمانيا إلى السيد ياسر أبل وزير الدولة لشئون الإسكان ووزير الدولة لشئون الخدمات في اجتماع المجلس في الأول من نوفمبر الجاري، حيث استفسر الحويلة عن قرار وزارة النفط حول التنازل عن الأرض لمؤسسة الرعاية السكنية، والذي عبر عنه بأنه مشروع ضخم سيعمل على إزالة وتخفيف المعاناة عن عدد كبير من المواطنين، والذي اصطدم برفض من شركة نفط الكويت أكثر من مرة .

وقد صرح الحويلة بأنه وإن كانت لشركة نفط الكويت اعتباراتها الاستراتيجية في الرفض، والمتعلقة بصناعة النفط التي تعد العصب الأول للاقتصاد في الكويت، إلا أنه وفي المقابل هناك عدد كبير من المواطنين الذي يعانون من مشاكل في الإسكان، والذي يجب أن تؤخذ مشاكلهم بعين الاعتبار، وعبر الحويلة عن أسفه إذا تم إلغاء هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يوفر أكثر من 4 آلاف وحدة سكنية للمواطنين، وبالتالي فإنه سيخفف المعاناة عن 4 آلاف أسرة كويتية ويحل مشاكل السكن الخاصة بهم .

وقد طالب الحويلة بتزويده بآخر التطورات بخصوص هذا المشروع ومصيره، وهل وزارة النفط قامت بالتنازل عن الأرض لمؤسسة الرعاية السكنية أم لا، كما طالب بمعرفة إذا ما كان هناك أي حلول أخرى جديدة اتخذتها المؤسسة تجاه هذا المشروع، وقد طالب أيضا بجميع المراسلات التي تمت بين كلا من وزارة النفط الممثلة في شركة نفط الكويت، وبين وزارة الدولة لشئون الإسكان الممثلة في المؤسسة العامة للرعاية السكنية .

القرار النهائي حول مشروع غرب هدية
قام الرأي الفني الخاص بمؤسسة البترول الكويتية بإنهاء الجدل المثار حول مشروع غرب هدية السكني، وحول رغبة مؤسسة الرعاية السكنية في ضم الموقع لإقامة المشروع عليه، وحسم الرأي بالرفض القاطع والتام لضم المنطقة لخارطة التوزيعات، والحفاظ عليها وإبقائها كمنطقة نفطية، حيث صرح الرأي الفني في المؤسسة اليوم بعدم إمكانية التنازل عن الأرض، كونها قريبة من خزانات النفط، وأيضا لمرور أنبوب رئيسي وعدة أنابيب أخرى تدخل ضمن العمليات الخاصة بنقل النفط إلى الأحمدي، ومن الصعوبة تجاوز هذه المشكلة، واستحالة نقل مواقع الخزانات، لذا فإن فكرة ضم هذه الأرض للرعاية السكنية أغلقت بصورة شبه نهائية عند هذا القرار .