رجل أجمع الكثير على حُبه قبل، وبعد وفاته، إعلامي، وصحفي عشق مكة، والمدينة، بتاريخهما، وأثارهما فكتب عنهم، وتخصص في البحث في ذلك المجال الذي يُقربه أكثر، وأكثر لهما، شهد له الكثير بالنقاء، والمهنية، والاحترافية، توفي فجأة فنعاه الكثير، وأفتقده الكثير، وصُدم لرحيله أيضاً الكثير، والكثير.
من هو عمر المضواحي ؟
إعلامي وكاتب صحفي، وباحث سعودي شهير، تميز بكتاباته عن الأماكن المقدسة وخصوصاً مكة، والمدينة المنورة، حيث اشتهر بالدعوة إلى حفظ الآثار النبوية وحمايتها لإعتباره ذلك نوعاً مِن أنواع الأدلة على محبتنا للرسول عليه الصلاة والسلام. يصفه محمود صباغ(صانع أفلام سعودي)بقوله: “كان يكتب ذلك بلغة شاعرية، وإيقاع روحاني، كانت حياته الصحفية ملؤها الدراما، ومعارضة السائد، لديه حس المشاكسة، والمناكفة، والإثارة. كان متطرفاً بشغفه، كان يمسرحها بشططه، بالتطرف في شغفه، بحس نكتته الحاضر، بضحكته المجلجلة، كل ماعنده ممسرح، لايعرف الرتابة، ولا يخضع للتوقع.كان فارسا من زمان آخر. كان شريفا في مهنته ومقاصده ودوافعه. عاش غني النفس، غير ضجِر. نافح عن شرف مهنته، وعن شموخها، وكان أبياً يرفض الابتذال والتملق. وقد توحد بشخصه وحياته في مهنته وفي تحقيقاته وقضاياه التي يكتبها ويتبناها .. حتى تكاد تشعر انه يكتبها بمداد روحه التي غمرتنا سنوات، حتى فاضت عنا أخيرا الى بارئها. هكذا رحل المضواحي مخلصاً لشغفه حتى الرحيل”.
هو أحد أبرز كتاب الفيتشر الصحفي(القصة الإنسانية)، والتحقيقات الاستقصائية في المملكة. تنقل في عمله بين أكثر من منصب، في أكثر مِن صحيفة وجملة، حيث عمل في مجلتي (اقرأ، والمجلة)، ومراسلاً صحفياً لصحيفة”المسلمون”، ثم عمل مديراً لمكتب صحيفة “الشرق الأوسط” في مدينة جدة، ثم وشغل منصب مساعد رئيس تحرير صحيفة الوطن، وأخيراً كان قد تفرغ للعمل في صحيفة “مكة” ككاتب للقصة الصحفية حتى وافته المنية. كان المضواحي قد درس في ثانوية العزيزية بمكة المكرمة، وتخرج مِن كلية الإعلام جامعة الملك عبد العزيز.إن الموت في مكة حياة
جُملة قالها المضواحي ذات يوم “إن الموت في مكة حياة”، لعشقه لمكة، وتاريخها، وكُل ما يتعلق بِها، وها هو يُفارق الحياة فجأة، ويُدفن بين أحضان محبوبته، توفي المضواحي في وقت متأخر مِن مساء يوم السبت الموافق التاسع عشر مِن ديسمبر الجاري، وصُلي عليه بعد صلاة عصر يوم الأحد في المسجد الحرام، وقد أدت الصلاة عليه جموعاً غفيرة، وتم دفنه في مقبرة المعلاة. وقد أعلن خبر وفاته أبنه عبدالمحسن عبر حساب والده الرسمي على موقع تويتر حيث كتب:”إنا لله وإنا إليه راجعون انتقل والدي إلى رحمة الله والدفن سيكون بمقبرة المعلاة بعد صلاة الظهر في الحرم الشريف..دعواتكم له بالرحمة والمغفرة. ثم أضاف بتغريدة أخرى عن مكان استقبال العزاء في والده المرحوم والواقع في جدة حي الحمراء شارع بحر العرب خلف مطعم بلديزلار وبجوار مسجد العامودي.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
فور إعلان خبر وفاة عمر المضواحي وانهال المغردون عبر موقع تويتر في نعيه، و طلب المغفرة له، والترحم عليه، ورثاءه، وذكر أفضاله، ومحاسنه متأثرين بفقده، ومتفاجئين.
نبدأها بتساؤل غرد بِه الكاتب والإعلامي أحمد صادق دياب عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر حيث تساءل قائلاً:”لماذا لا يظهر اهتمامننا بالمبدعين إلا بعد وفاتهم؟”، وكان قد كتب قبلها غفر الله لعمر المضواحي الذي عشق مكة المكرمة وتاريخها”
أما رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي فكتب ناعياُ له عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر:”تلقيت بكل الحزن والأسى نبأ وفاة الفقيد الصديق الصحافي الماهر عمر المضواحي، رحمه الله رحمة واسعة، واسكنه فسيح جنانه، وألهمنا الصبر والسلوان”.
كما نعاه أيضاً عبر تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر هشام الكعكي مؤسس بصحيفة مكة، ورئيس تحرير مجلة تجارة مكة حيث غرد قائلاً:”رحم الله الإعلامي العاشق لمكة المكرمة عضو مبادرة “معاد” المكية عمر المضواحي”.أما حليمة مظفر الكاتبة الصحفية، ومُقدمة بعض البرامج التلفزيونية، والمؤلفة التي لها مِن الكُتب سبعة فقد كتبت عِدة تغريدات متتالية عن المضواحي أولها هو عدم تصديقها لرحيله، واصفة إياه بالأخ العزيز، والصديق النبيل، طالبة مِن الله له المغفرة، والرحمة، ولأهله الصبر، والسلوان. وأضافت في تغريدة أخرى:” سنفتقدك كثيرا يا زميلي وأخي وصديقي النبيل الذي أحب الإنسان وأحب مكة والمدينة فكان أصدق وأعمق من كتب عنهما”. وأضافت في تغريده ثالثة لها: ” عمر المضواحي صحفي تحكمه مهنية عالية، وأخلاق نبيلة يصعب أن تجد مثيله اليوم”. كما بدا الأسى والحزن واضحين على مظفر برحيل المضواحي فغردت في تغريدة رابعة لها موضحة أنه الأخ الذي لم تلده أمها، وأشارت محبته لأبنائه الذين أتخذوه كأب وصديق، وطلبت مِن الله أن يرزقهم الصبر على فراقه لهم، وطلبت له الجنة. وفي تغريدة خامسة كتبت: “تعجز الكلمات أخي العزيز عمر أن تفي بحقك..ولا أقول سوى وداعا وداعا..وإلى جنات النعيم ورحمة الله الواسعة” وأضافت:”يبدو أنه زمن يرحل فيه النبلاء باكرا..من مكة يا سيد عمر التي قدسها قلبك وإلى رحم أرضها المباركة طيب الثرى”.كما غرد أيضاً عبدالله فدعق، مستشار ومحكّم شرعي لدى الأحوال الشخصية، وكاتب رأي مودعاً إياه، ومستودعه عِند خالقه حيث كتب: “أستودع الله تعالى الأخ السيد عمر المضواحي، صاحب المسيرة الصحفية الرصينة، والغيرة الملموسة، جبر الله أولاده ومحبيه”.
أما حسن السلمي تربوي وصحفي ومدير مركز جدة الإقليمي بـصحيفة مكة والذي بدى أنه أيضاً متأثراً كثيراً بوفاة المضواحي حيث غرد بأكثر مِن تغريدة، ناعياً ومودعاً فِيها الأخ والصديق كما وصفه، وكتب في إحداها:” رحلت يا عمر المضواحي..رحلت أبيض السريرة، رحلت شريفاً، رحلت بهدوء من الحياة إلى ثرى مكة الذي أحببت. اللهم اجعل حبه لمكة شفيعاً له”.
كما غرد المذيع بقناة الجزيرة عثمان آي فرح عبر حسابه الرسمي بالموقع خبر وفاته، داعياً له بالرحمة، ولأهله بالصبر مذيلاً تغريدته بقول:”إن لله وإنا إليه راجعون”.
أما عبدالله القبيع والذي كان مُديراً لتحرير صحيفة الشرق الأوسط فقد كتب “وفاة نبيل الصحافة السعودية عمر المضواحي.. المهني الأمين اللهم ارحمه”.مِن الأسماء التي نعته أيضاً فارس التركي كاتب اقتصادي، ورائد أعمال سعودي شاب صاحب مشروع فطور فارس والذي كتب مودعاً إياه في أكثر مِن تغريدة آخرها تقول:”كان نعم الصديق الصدوق مشجع وداعم لكل من حوله جميل المعشر والمجلس والله القلب يحترق لفراقك يا عمر”
أيضاً نعاه فؤاد الفرحان الشريك المؤسس في منصة رواق التعليمية حيث قال عنه:” رحم الله عمر المضواحي، إنسان مثقف، وصحافي صاحب رسالة وهَّم، هائم في حب مكة والمدينة وتراثهما كتب الله له الأجر.”
ونعاه الكثير والكثير عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر وسوم تم تدشينها بعد وفاته تحمل اسم (وفاة عمر المضحاوي) وآخر يحمل أسم (عمر المضحاوي) كلها تنعيه، وتطلب له المغفرة، والرحمة.كلمات لا تنسى للمضواحي
وقد تداول النشطاء على موقع تويتر تغريدات لعمر المضواحي كثيرة، ومقالات، وموضوعات كان قد دونها عبر مدونته الخاصة والتي أسماها”روبابيكيا صحافي!”، بالإضافة لقصص صحفية في الصحف التي كان يكتب بِها.
ومِن تِلك الكلمات التي تداولها المغردون، والتي كانت بالنسبة لهم مؤثرة:
أذكركم الله ورسوله، في أهل مكة
أذكركم الله ورسوله، في آثار مكة
أذكركم الله ورسوله، في جبال مكة
اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد!.
وكانت تِلك تغريدة قد غرد بِها المضواحي في السابع والعشرين مِن شهر فبراير مِن عام 2014م.
والأخرى التي تداولها المغردون بكثرة، والتي قد خطها بتاريخ 1أكتوبر مِن عام 2014م، وكانت عبارة عن جملة واحدة مِن كلمات قليلة ذات معانٍ كثيرة، وهي:“سامحونا… والى لقاء!.”
رحم الله عمر المضواحي، وأسكنه فسيح جناته.
مدونته الخاصة(روبابيكيا صحافي) لمن أحب الإطلاع عليها: http://almudhwahi.blogspot.com/