مقطع فيديو تداوله ناشطون عبر موقع التغريدات المُصغرة “تويتر”، وأنتشر بشكل كبير حيث وصل عدد مشاهدة الفيديو في وقت قصير لنسبة مُرتفعة، وقد أثار ذلك المقطع غضبهم و استيائهم البالغ لما يحمله مِن قسوة ووحشية وعدم احترام لرجل كبير، ومسن مِن قبل سيكيورتي (حارس أمن) لأحد المباني عِندما قام بالإعتداء على المُسن بشكل عنيف.
محتوى مقطع الفيديو
يبدأ مقطع الفيديو هذا باحتدام النقاش بين رجل الأمن(السيكيورتي) وما بين رجل كبير في السن أمام مدخل أحد المباني، حيث يقوم الأول بضرب الثاني بشدة على صدره فتتسبب تِلك الضربة المُباغتة لدفعه نحو الخلف وسقوطه مِن على درجٍ عال، حيث تسقط أغراضه مِن جيوبه فينهض ويسرع في لملمتها ويمضي مُبتعداً دون أن يرد على الحارس، وكان ذلك وسط شهود عيان على تِلك الواقعة.
التفاعل على مواقع التواصل الإجتماعي مع المقطع
تفاعل الكثير مع مقطع الفيديو هذا على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة “تويتر” حيث دشن الناشطين وسم أطلقوا عليه (#اعتداء_سكيورتي_على_مواطن) واصبح مِن الوسوم الأكثر تداولاً في السعودية مساء يوم الثلاثاء الخامس مِن شهر يناير الجاري، حيث رجح المغردون أن تكون أحداث هذا المقطع قد وقعت أمام أحد البنوك في مدينة الدمام بالمملكة. وكان أكثر المغردين على هذا الوسم قد أبدوا غضبهم وامتعاضهم تجاه ما حدث في هذا المقطع وعرفوا تِلك الواقعة بأنها قلة رجولة وقلة إحترام أن يتم الاعتداء على رجل في مِثل هذا السن بكل تِلك القسوة حيث غرد أحدهم بقوله:”ليس مِن المروءة ولا مِن الشجاعة أن تفرد عضلاتك على رجل مسن، فكيف وأنت على رأس عملك كرجل أمن، لا أخلاق ولا مهنية”. وذكرت أخرى أن ذلك المشهد لا يمكن تصنيفه سوى بكونه جريمة بحق الأخلاق قبل كُل شيء! وأن ذلك الشخص المُعتدي لم يحترم تجاعيد تِلك السنين التي رسمتها الأيام على وجه هذا الكهل الكبير في السن. وآخر غرد قائلاً:”المُلاحظ أن بعض حراس الأمن تنقصهم ثقافة حسن التعامل والسبب عدم تأهيلهم للأدوار الأمنية المطلوبة مِنهم عملياً”.
وعلق أيضاً الكاتب والإعلامي السعودي أحمد صادق دياب على ذلك المقطع مُستنكراً ورافضاً ومتعجباً بقوله: “حاولت أن أجد أي مبرر لهذا العنف المبالغ فيه ولم أجد إلا حزناً يملأ صدري” وأنهى تِلك التغريدة بقوله: “لا حول ولا قوة إلا بالله”. كذلك طالب آخرون بمعاقبة ذلك الحارس على هذا السلوك المُشين الذي كاد أن يودي بحياة الرجل لولا ستر الله، ومهما كانت الأسباب التي دفعته لفعل ذلك فهي أسباب لا تُبرر أن تُعامل إنسان بكل تِلك القسوة، وطالب آخر بأخذ حق ذلك المسن، ومحاسبة ذلك المتغطرس بصحته وذيل تغريدته بقوله”ياخي(ليس مِنا من لم يوقر كبيرنا). كذلك وصفت إحدى المغردات المشهد بالقاسي واللاإنساني وتساءلت”إلى أي حد وصلنا؟ وسنصل؟!”
ومع ذلك التعاطف الكبير مع الرجل المسن تظهر بعض التغريدات التي تقول”بغض النظر عن عمر الشايب لا تأخذكم العاطفة يمكن الشايب غلطان واستفز الحارس والحارس عنده تعليمات والحقيقة راح تبين..” وأُخرى قامت بعمل نِداء”للمصورين الملاقيف” على حد قولها عِندما يقوما بتصوير شيء مرة أخرى أن يقوموا بتصوير الحدث مِن البِداية وليس مِن المُنتصف حتى لا نتعاطف (المشاهدين) ونتحسب، ونألف قصص.
رد فعل المسئولين
قام أمير المنطقة الشرقية “الأمير سعود بن نايف” بتوجيه للجهات المختصة بإحالة حارس الأمن، والذي أتضح أنه يعمل بأحد البنوك بالدمام فِعلاً، إلى فرع هيئة التحقيق والإدعاء العام.
كذلك ذكر الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي أنه تمت مُباشرة التحقيق في تِلك الواقعة مباشرةً، وتم إحالة أطرافها للجهات المُختصة، حتى تقوم باتخاذ الإجراء اللازم.
رد فعل البنك
البنك الأهلي مِن جانبه أيضاً أوضح في بيان أصدره يوم الثلاثاء أنه (البنك) تفاعل مع حادثة اعتداء حرس الأمن على الرجل المُسن حيث أتخذ قراره إنهاء خدماته، والقيام بإحالة الطرفين إلى الجهات الأمنية وجاء البيان نصاً:” بالإشارة إلى حادثة حارس الأمن بأحد فروع البنك الأهلي نفيدكم بأنه ما حدث من حارس الأمن الذي يعمل في شركة امنية متعاقد معها البنك هو تصرف فردي غير مسئول وأن البنك يرفض رفضاً تاماً مثل تلك التصرفات، مع العلم بأنه قد تم إحالة الطرفين إلى الجهات الأمنية المختصة للبت في هذه القضية”.
أسباب المشادة في مقطع الفيديو
كان سبب اعتداء حارس الأمن كما كشفته إحدى المواقع الإلكترونية الإخبارية يعود أن المواطن المُعتدى عليه كان قد حاول الدخول للبنك بعد أن تم إغلاق بوابته بسبب دخول وقت الأذان، فنتجت عن ذلك مشادات كلامية بين الطرفين وتطورت للاعتداء باليد، والذي أدى لسقوط الرجل وإصابته ببعض الرضوض.
ليست تِلك الحالة الأولى
حادثة اعتداء حارس أمن على مواطن لم تكن هي الأولى مِن نوعها، فقد سبق تِلك الحادثة اعتداء حارس بنك أيضاً على مقيم وتم منعه مِن دخول البنك لنفس السبب.
مقطع الفيديو الذي انتشر: https://youtu.be/4nz4XaSOZF4