جميعنا نتذكر كارثة جازان التي وقعت في مستشفى جازان العام وتحديدا بقسم النساء والولادة وقسم العناية المركزة ، الذي تسبب في وفاة وإصابة 148 مريض ، هذه الكارثة التي ظلت محفورة في قلوب وأذهان جميع المواطنين وبالأخص من هم عاشوا تلك اللحظات الأليمة سواء كانوا من الناجين أو من أهالي المصابين والوفيات ، فهذا اليوم الأسود إن صح التعبير اهتز له العالم بأكمله ، وأثار جدلا واسعا عن الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة الحقيقية ، ومن المسئول عن وقوعها .
وبعد طول انتظار وترقب للإعلان عن نتائج التحقيقات لمعرفة ماهي الأسباب الحقيقية وراء احتراق مبنى مستشفى جازان ، أعلنت وزارة الصحة اليوم الأربعاء الموافق 13/1/2016 في مؤتمر صحفي لها عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث .. وفي ما يلي التفاصيل الكاملة عما دار في المؤتمر الصحفي .
نتائج تحقيقات كارثة جازان :
عقد مؤتمر صحفي لوزارة الصحة متمثلة في وزيرها ” خالد الفالح ” و أمير منطقة جازان ” الأمير محمد بن نصار بن عبدالعزيز ” ، للكشف عن أسباب احتراق مستشفى جازان ، وأظهرت التحقيقات أن الاحتراق كان عرضيا ولا يوجد أي شبهة جنائية وراء اندلاع الحريق ، حيث أن الحريق كان بفعل التماس كهربائي في محيط قسم الحاضنات بالدور الأول في المبنى ، وأضاف الفالح بأنه في حال كانت المستشفى مصممة وفقا لمعايير السلامة اللازمة لما وقع الحادث .
من المسئول ؟
وقد أعلن الوزير بأن وزارة الصحة تتحمل المسئولية الكاملة حول الحريق وذلك لموافقتها على استلام منشأة غير مكتمل بها معايير السلامة ، كما أضاف أن فشل عملية إخلاء المرضى والتأخير في إبلاغ الدفاع المدني ، أدى إلى زيادة عدد الضحايا من الوفيات والمصابين .
كما تبين من التحقيقات بأن أبواب الطوارئ لم تكن مقفلة ولم يكن عليها أية سلاسل و لا يوجد ما يعيق الوصول إليها .
قرارات :
شدد وزير الصحة خالد الفالح على أن الوزارة بصدد عمل إصلاحات جذرية نتيجة للأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق ، وتعهد بتقديم خارطة عمل لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة في المستشفيات والمرافق الصحية ، وستبدأ الوزارة بمسح المنشآت الطبية بالكامل عبر مشروع متكامل سيستغرق إنجازه ثلاثة أشهر ، على أن يتم البدء من منطقة جازان .
هذا وقد صرح الفالح بأنه تم إصدار قرار بإعفاء مدير عام الشئون الصحية في منطقة جازان الدكتور ” أحمد سهلي ” ، كما تم تعيين مدير عام للأمن والسلامة في وزارة الصحة .
ومن جهة أخرى أعلن أمير منطقة جازان ” الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز ” بأن الدولة سوف تقوم بصرف تعويضات لأهالي الضحايا ، وسيتم تكريم المتطوعين والمسعفين الذين كان لهم دورا بارزا في إنقاذ وأخلاء المرضى والمصابين .
ردود الأفعال :
لم تحظى نتائج التحقيقات والمؤتمر الصحفي الذي تم عقده قبول لدى معظم المواطنين ، فهناك العديد من التساؤلات تدور في أذهانهم ، حيث كان من المتوقع أن يتم الإعلان عن المتسببين في الحريق وتوجيه اتهامات لهم وتقديمهم للعدالة ، واستغرب بعض المواطنين عن أن الجهات المرتبطة بالحريق بشكل مباشر كيف لهم أن يحققوا مع أنفسهم ؟ ولماذا تم استثناء منظمة حقوق الإنسان من التحقيقات ؟ ، ولماذا هذا الحجب الكبير عن الحقيقة الكاملة ؟ والعديد من علامات الاستفهام التي بقيت طي الغموض ولم يتم الإجابة عنها خلال المؤتمر .
مواقع التواصل :
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد عقد المؤتمر الصحفي ، وأطلق هاشتاق ” #حريق_مستشفي_جازان ” ، وانهالت التغريدات التي يتساءل أصحابها حول معاقبة المقصرين ، معبرين أن التعويضات والتكريمات لا تكفي ، ويجب محاسبة المتسببين في هذه الكارثة الكبيرة التي حفرت في قلوب المواطنين .