مِن الأمور التي قد تُبرد نار مشتعلة في صدور أهالي فقدوا أولادهم في حوادث إهمال، أو تخفف مِن حِدة الحزن الذي ملأ حياتهم بسبب فقدانهم عزيز هو أن يتم محاسبة الجاني، والقضاء تماماً على أي مسبب قد يكون سبب في تكرار تِلك الحوادث مرة أخرى. وهذا ما حدث في قضية الطفل عبد الملك الذي مات مختنقاً داخل باص المدرسة في شهر أكتوبر المنصرم مِن هذا العام (2015).
الإجراء
أصدر وزير التعليم عزام الدخيل يوم الأربعاء الموافق 2 مِن ديسمبر الجاري، قراراً بإغلاق مدرسة البحر الأحمر العالمية بمحافظة جدة نهائياً، وذلك على خلفية وفاة الطفل عبد الملك في إحدى الحافلات التابعة للمدرسة، شهر أكتوبر الماضي. جاء ذلك بعد تغريده لإدارة تعليم جدة عبر حسابها على موقع تويتر حيث كتبت: وزير التعليم يُصدر قراراً بالإغلاق النهائي لمدرسة البحر الأحمر العالمية بجدة، إثر حادثة وفاة الطفل”عبد الملك” في حافلة المدرسة”
العودة قليلاً للوراء
عبد الملك العوض كان تلميذاً في مرحلة الروضة، يبلغ مِن العمر 5 أعوام، نام في طريق الذهاب لمدرسته صباحاً في حافلة المدرسة، وبعد أن نزل جميع الطلاب، ذهب السائق لإيقاف الحافلة في الموقف، ولم يشعر بوجوده داخلها، حتى أخر اليوم الدراسي بمعنى مِن الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً، ولم تكتشف معلمته غيابه طوال اليوم الدراسي، إلا في نهايته عِندما فتح سائق الباص الباب فلاحظ وجود رائحة غريبة فوجد عبد الملك نائم لا يتحرك.
على الضفة الأخرى على قرابة الواحدة، أو الثانية ظهراً شعر والداه أنه تأخر، وحاولوا الاتصال بإدارة المدرسة، ولكن لم يستجب أحد، حتى اتصلت المدرسة في وقت لاحق بِهم، وأخبرتهم أن الطفل مريض ليذهبوا فيجدوه ميت.
متابعات سير القضية
حمل أهل الطفل المتوفي وقتها إدارة المدرسة كامل المسؤولية في وفاة ابنهم الوحيد. ومُنذ وقوع تِلك الحادثة والتحقيق كان مفتوحاً فيها. حيث أن الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي صرح وقتها أن مركز الشمالية بشرطة محافظة جدة باشرت إجراءات الضبط الجنائي في حادثة وفاة الطفل والذي يحمل جنسية عربية، وأكد أنه فور تلقي البلاغ أنتقل المختصون، والطبيب الشرعي للمكان، واتضح مِن خلال الكشف، والإجراءات الأولية أن الطفل قد فارق الحياة، وتم حفظ جثمانه بالمستشفى لاستكمال الإجراءات اللازمة، وضُبط السائق، وأرسل للجهة المختصة. ومن ثم تم إرسال القضية إلى هيئة التحقيق، والإدعاء العام دائرة النفس.
وكان أهل الطفل قد قدموا شكوى ضد السائق، وإدارة المدرسة بتهمة الإهمال، وعدم وجود مشرفة تتفقد الأطفال عند صعودهم أو نزولهم مِنه، وتتأكد مِن خلو المكان عند وصولهم الصباح أو مغادرتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي.
حالة أهل الطفل بعد تلك الحادثة مباشرة
كانت بطبيعة الحال حالة يُرثى لها، حيث أن والديه لم يكونا يُصدقان وفاته، فالأب مِن صدمته أصابته حالة تشنج، والأم أصيبت بحالة مِن الهستيرية، ورفضت أن يُعزيها أحد لعدم تصديقها أن قد رحل. رحمة الله عليه.