كلنا يتذكر المبتعث السعودي في أمريكا “عبدالله القاضي” الذي لقي حتفه في عز شبابه من طرف أيدي من يملئ قلوبهم الحسد من كل مبتعث خليجي توجه لدولة اجنبية حتى يرسم طريق نجاحه او يخط مساره المهني بحرفية. و امام طمعهم و كرههم الدفين لا يقدرون أؤلئك المتربصين بالشباب السعودي إلا أن يظهروا أنيابهم الحاقدة و ينفذوا أفكارهم الخبيثة، تاركين بذلك ألما كبيرا في قلوب ذوي المبتعث و بلده و كل الشباب الذين يسلكون طريقه الآن أو مستقبلا.
العثور على الضحية
في نفس هذا الموسم من السنة الماضية و بالضبط في شهر أكتوبر راح “عبدالله القاضي” ضحية جريمة بشعة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تم الإعلان عن اختفائه لما يقارب الشهر . و قد تم العثور على جثة المرحوم في مدينة “بالم دزرت” التي تعتبر بعيدة عن مدينة نورثريدج بحوالي 3 ساعات من جهة الشرق، و كان ذلك قبل منتصف الليل بعشر دقائق، في حديقة بجوار منزله.
و قامت بعدها شرطة لوس أنجلوس بعقد مؤتمر صحفي لكشف ملابسات القضية. فيما نعت رئيسة الجامعة التي كان يدرس بها عبدالله “جامعة كاليفورنيا” الفقيد و تقدمت بالتعازي لأهله و أصدقائه و صرحت بأن عبدالله يعتبر شابا واعدا و وفاته خسارة كبيرة.
كشف القاتل
أعلنت حينها السلطات الأمنية في مدينة لوس أنجلوس بأن المشتبه فيه بقتل المبتعث السعودي عبدالله القاضي هو أمريكي مكسيكي الأصل ينحدر من مدينة لونغ بيتش في ولاية نيويورك و يدعى “أوغستين روسيندو فرنندس” و يبلغ من العمر 28 عاما. و قد تم توجيه تهمة القتل في ظروف خاصة للقاتل أوغستين بعد أن ذكر المدعي العام في مدينة لوس انجلوس أن القاتل كان يحمل سكينا لاستخدامه في سرقة سيارة عبدالله القاضي ثم قتله بعدها في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن اختفائه ، و اكد أن عقوبته ستكون الإعدام ما إن ثبتت إدانته بالجريمة بعد المحاكمة.
ملابسات الجريمة
بعد إلقاء القبض على الجاني تم التعرف على بعض خيوط هذه الجريمة النكراء حيث تم تأكيد أن عملية القتل كانت في مدينة بالم ديسيرت التي تبعد بنحو 200 كيلو متر عن لوس أنجلوس، و هي نفس المنطقة التي عثر فيها على الضحية. ثم تم في اليوم التالي اعتقال القتال “أغوستين” الذي كان محتجزا بشرط كفالة قدرت بحوالي مليون دولار للإخلاء سبيله إلى غاية المحاكمة رفقة شريكه في الجريمة الذي لم تعلن عن اسمه السلطات و لا عن أي معلومات حوله. و تم إخلاء سبيل شريك القاتل إلى غاية انتهاء التحقيق.
و قال القاتل في جلسات التحقيق بانه تعرف على عبدالله القاضي الذي يبلغ من العمر 23 سنة بعد أن قام المبتعث بنشر إعلان لبيع سيارته التي كان يملكها. لكن السلطات وقتها لم تؤكد ما إذا كان القاتل هو من اشترى السيارة أم شخص آخر و هي سيارة من نوع ‘أودي إس 5’ باعها الضحية بمبلغ 35 ألف دولار. و ذكر بعدها المدعي العام بأن جثة الضحية كانت على حالها رغم مرور شهر على الإختفاء، كما ذكر بأن سعر السيارة هو ما زاد طمع القاتل و رغبته في قتل القاضي بعد ان زاره في بيته للتواصل بشأن بيع السيارة.
و بعد اعترافه مباشرة دل القاتل المحققين على المكان الذي كان يدفن فيه عبدالله طيلة هذا الشهر في منطقة منعزلة. كما صرح أنه لم يستخدم السيارة التي وجد فيها آثار دماء الضحية بعد قتل صاحبها.
عقوبة الإعدام
من المنتظر أن يواجه “أغوستين” قاتل المبتعث السعودي تهمة الإعدام بعد أن تحسم محكمة “سان فيرناندوي” في الحكم في 18 ديسمبر الجاري و لكي توجه بشكل رسمي تهمة القتل المتعمد للجاني. و سيطلب حينها النائب العام لمكتب مقاطعة لوس أنجليس عقوبة الإعدام لقاتل المبتعث السعودي الذي ما زال محتجزا منذ سنة في سجن المقاطعة دون كفالة.