نسمع عن الكثير من القصص البطولية التي تشهدها المملكة لأبطال من الرجال والنساء على حد سواء ، أبطال هذه القصص يظهرون مدى ما تمتلكه المملكة من أبناء محبة لهذا الوطن ، ومحبة لأهله ، فهذه هي أخلاق المواطن السعودي ، التي تنم عن حب التعاون والتضحية فيما بينهم ، فيوميا نسمع عن مواطن أو مواطنة سعودية يقوم بعمليات بطولية لا يتوقعها أحد من أجل إنقاذ أحدهم دون أن يعلم ما هي هويته ، فالتضحية والشجاعة والأخلاق الكريمة هي سمة من سمات أبناء هذا الوطن ، لا يأبهون بالمخاطر ويتكلون على الله عز وجل ويعملون بما يملي عليهم ضميرهم ، فلا نستغرب إذا سمعنا مثل هذه القصص كثيرا ، فهؤلاء الأبطال ، هم أبناء سلمان الحزم ، يعيشون تحت قيادته ويتأثرون بشجاعته وبطولاته وقرارته الحازمة ، التي تنم على الأصالة وأخلاق ابن السعودية العربية التي تعتمد على تعاليم كتاب الله تعالى وقدوة رسوله عليه الصلاة والسلام .
قصتنا لليوم ، تشبه تماما قصة المعلم الذي أنقذ خمس معلمات في حادث مروري مؤسف تعرضن له أدى إلى احتراق المركبة التي كنّ يستقلونها المعلمات ، وفي لحظة بطولية قام المعلم عبدالعزيز سالم الحريبي بإنقاذهن من نيران احتراق المركبة ، إلا أن قصة اليوم تقلب الأدوار ، فبطلتها هي امرأة تعمل ممرضة ، أنقذت أربع شبان تعرضوا لحادث مروري ، فلنتعرف على تفاصيل هذه القصة البطولية .
ممرضة تنقذ 4 شبان في حائل :
تعرض أربعة شبان لحادث مروري مؤسف يوم الجمعة الموافق 4/12/2015 في الساعة الثالثة عصرا ، حيث انقلبت بهم السيارة أثناء سيرهم على طريق المختلف في جنوب حائل ، واثناء وقوع الحادث ، فسارعت ممرضة تدعى ” أفراح الشمري ” وتعمل في مستشفى موقق ، كانت متواجدة في نفس مكان الحادث لإنقاذ الشبان الأربعة وتقديم المساعدة لهم ، حيث كانت هي وأسرتها في طريقهم إلى رحلة برية .
إسعاف الشبان :
بفضل الله تعالى وشجاعة هذه الممرضة استطاعت إنقاذ ثلاثة شبان منهم ، حيث قامت بإجراء الإسعافات الأولية لهم وفقا لما تمتلكه من خبرة في هذا المجال ، فقامت بعمل إنعاش قلبي ورئوي لمدة عشرين دقيقة لأحد المصابين ولكنه توفي بعد توقف نبضه لشدة خطورة إصابته ، أما المصاب الثاني فقد تعرض إلى كسر باليد وجروح في الرأس ، قامت الممرضة باستخدام شماغ المصاب لتثبيت يده ، وكان هناك أيضا طفل مصاب يبلغ من العمر التسع سنوات ، تعرض لكسور متعددة في جسمه باليد والفخذ والساق ، وقد تم نقله بإحدى السيارات التي كانت متواجدة في مكان الحادث ، وباقي الإصابات كانت مستقرة إلى درجة كبيرة .
وقد قامت الممرضة بإعطاء سيارة والدها لأحد المتواجدين في مكان الحادث لنقل المصابين إلى مستشفى موقق العام ، وقد صرحت الممرضة الشمري بأن مكان الحادث لم يكن هناك أي تغطية لشبكات الاتصالات وهذا ما جعلها لن تتمكن من الاتصال بالهلال الأحمر أو بأي جهة أمنية لتباشر الحادثة ، مما اضطرها إلى التدخل بنفسها محاولة منها لإنقاذ الشبان .
تكريم الممرضة :
نتيجة للجهود العظيمة التي بذلتها الممرضة لمحاولة إنقاذ الشبان الأربعة ولسرعة تصرفها مع الحالات لما يقتضيه واجبها كممرضة ، فقد قدم مدير مستشفى موقق العام ” خلف بن يوسف الزامل ” شهادة شكر وتقدير للممرضة معبرا عن امتنانه وشكره لما قدمته من مساعدة لإنقاذ الشبان .