من المرجح أن يزيد نظام علاج فيروس نقص المناعة البشرية الجديد، والمستخدم على نطاق واسع في أمريكا الشمالية وأوروبا، من متوسط العمر المتوقع للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الهند بما يقرب من ثلاث سنوات، ويقلل من عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 23 في المائة، مع الحد الأدنى من التأثير على ميزانية البلد المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ” الإيدز ” .
فوائد استخدام دواء فيروس نقص المناعة البشرية الجديد في الهند
تم نشر نتائج هذا البحث الذي قام به فريق دولي من المحققين على الإنترنت في مجلة الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز، وتقول الكاتبة الرئيسية إيمي زهينغ من مستشفى ماساتشوستس العام ( MGH ) ومركز تقييم الممارسة الطبية في بوسطن : ” هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تظهر أن استخدام الدواء الجديد لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية ” الإيدز ” في الهند، سيكون أكثر أمانا، وسيعمل على إنقاذ الأرواح ومنع حدوث إصابات جديدة – كل ذلك دون زيادة تكلفة الرعاية ” .
الدواء الجديد ” دولوتغرافير ”
أثبتت شركة ViiV Healthcare وهي الشركة المتخصصة في أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، والتي قامت بتطوير الدواء الجديد ” دولوتغرافير “، أن هذا الدواء له آثار جانبية أقل، وأنه أقل عرضة للحث على مقاومة الأدوية مقارنة بالأدوية الأخرى المتوفرة في الوقت الحالي، ويوصى به حاليا في أمريكا الشمالية وأوروبا كعلاج أولي للمرضى المصابين حديثا، ويتوفر في العديد من البلدان الأفريقية، وقد أصبحت النسخة العامة متاحة في الهند حديثا فقط .
ما قام به الباحثون
استخدم الباحثون نموذجا رياضيا واسع الانتشار من أجل إبراز نسب النجاة والنتائج الاقتصادية، لاعتماد نظام يعتمد على الدولوتغرافير كعلاج من الخط الأول بواسطة النظام الصحي الهندي، واستنادا إلى تقديرات التكلفة من مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة، افترض التحليل أن التكلفة السنوية للعقار الجديد ستكون 102 دولارا أمريكيا لكل مريض، وهو أعلى بقليل من التكلفة السنوية للعلاج الحالي في الهند والتي تبلغ 98 دولارا، وقد قام الفريق بتقييم تأثير نظام قائم على الدولوتغرافير على العمر المتوقع، وعدد الإرسالات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، وتكاليف رعاية فيروس نقص المناعة البشرية، وميزانية فيروس نقص المناعة البشرية الوطني الهندي على مدار 2 و 5 سنوات .
استكشافات الباحثون
أشارت النتائج إلى أن النظام الجديد من شأنه أن يمدد العمر المتوقع للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 2.8 سنة، ويمنع 13000 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية على مدى 5 سنوات، والأهم من ذلك أن استخدام الدولوتغرافير كعلاج من الخط الأول من المرجح أن يكون فعالا من حيث التكلفة في غضون عامين، وسيوفر في التكاليف على مدى 5 سنوات – أي أن الفوائد الصحية ومزايا الصحة العامة ستتحقق بدون تكلفة إضافية للحكومة الوطنية، مقارنة مع تكاليف النظم الحالية، ومن المرجح أن يؤدي تبني المعالجة القائمة على هذا الدواء إلى تقليل عدد المرضى الذين يحتاجون إلى التحول إلى علاجات فيروس نقص المناعة البشرية الثانية والثالثة الأقل تكلفة والأقل فعالية .
وبالنظر إلى حجم ونطاق وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الهند، فإن تقديم نظام العلاج باستخدام الدولوتغرافير من خلال المنظمة الوطنية لمكافحة الإيدز، سيوفر فائدة كبيرة للمرضى وإلى الهند ككل ، بحسب ما يؤكد الباحثون، جدير بالذكر أن الدولوتغرافير العام لا يزال بعيد المنال في الهند – بسبب تكاليفه الحالية في ذلك البلد، ولأنه ليس العلاج المعياري بعد – وهو بلد فيه ما يزيد عن 2 مليون شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، وهو ثالث أكبر عدد من سكان العالم يعاني من فيروس نقص المناعة البشرية .
ومع كون الهند أكبر منتج في العالم للعلاج النوعي لفيروس العوز المناعي البشري، فإنه من المنطقي فقط أن تكون الفوائد الهائلة لهذه العلاجات متاحة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الهند، وذلك كما يوضح أحد كبار الباحثين في الدراسة كينيث إيه فريدبرغ، دكتوراه في الطب، ماجستير في تقييم الممارسة الطبية MGH، وهو أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد .