أبو القاسم المعتمد علي الله محمد بن عباد، والذي لقب أيضا بالمؤيد والظافر، ويعد هو آخر ملوك بني عباد، والده كان أبي عمرو المعتضد حاكم قرطبة وإشبيلية، قبل أن يقضي المرابطون على إمارته في عصر ملوك الطوائف، عندما بلغ الثلاثين من عمره خلف والده في الحكم، ثم قام بتوسيع ملكه فاستولى على مرسية وبلنسية وقرطبة، ليصبح واحدا من أقوى ملوك الطوائف، لذلك قام بقية الأمراء بدفع الضرائب له وتقديم الهدايا.

وكان المعتمد بن عباد يهتم بالشعر بشكل كبير، ويقضي وقت كبير في مجالسة الشعراء، فكان في عهده عدد من الأشهر الشعراء مثل ابن زيدون وأبي بكر بن عمار، وابن اللبانة، ويذكر أنه في عهده ازدهرت إشبيلية، فشيدت وعمرت.

عصر ملوك الطوائف

هي مدة من الزمن في الأندلس بدأت تقريبا في عام 422هـ عندما قام الوزير أبو الحزم بن جهور بالإعلان عن سقوط الأمويين في الأندلس، مما أدي إلى أن يقوم كل أمير من الأمراء الأندلسيين ببناء دولة خاصة به، وتأسيس الأسرة الحاكمة لها من أهله وأقاربه.

أبناء المعتمد بن عباد

الرشيد بن المعتمد

– هو واحدا من أبناء المعتمد بن عباد أمير قرطبة وإشبيلية في عصر ملوك الطوائف، وهو أبو الحسين عبيد الله الرشيد بن المعتمد، قام المعتمد بتعيينه على قضاء إشبيلية، وجعله وليا للعهد بناء على نيته ورغبته في أن يكون خليفة له في الحكم.

– عندما أراد وزير المعتمد بن عباد –أبو بكر بن عمار- أن يغزو مدينة مرسية، قرر أن يقوم بالتفاوض مع ريموند برانجيه كونت برشلونة، للحصول على مساعدته في الغزو، فقام ابن عمار بالعرض بالقيام بأسر ابن أخ الكونت واعتباره رهينة لدى المعتمد لضمان مساعدة الكونت في فتح المدينة، وفي المقابل يكون الرشيد بن المعتمد هو القائد الخاص بالحملة، ولكن لم يقم ابن عمار بإخبار المعتمد بذلك الشرط، قام جيش الكونت وجيش المعتمد بضرب الحصار على مرسية، ثم عاد المعتمد بصحبة ابن أخ الكونت كرهينة معه إلى قرطبة، ولكنه تأخر في القيام بإرسال المال، فاعتقد الكونت أنه قام بخداعه، وقام على الفور بالقبض على الرشيد وكذلك بن عمار، ولم يتمكن جيش إشبيلية بأكمله أن يقوم بتحريرهما، فذهب المعتمد بنفسه إلى الكونت ليعقد الصلح معه ويسلمه المال بالإضافة إلى ابن أخوه، ويقوم باستلام الرشيد، ولكن الكونت اشترط أن يحصل أولا على ثلاثين ألف مثقال من الذهب، ذلك الذي لم يكن في مقدرة المعتمد أن يقوم به، فعمل على تصنيع عملة مزيفة من المعادن والذهب، لكن لم يكتشفها الكونت وتمت المبادلة بنجاح، وعاد الرشيد إلى والده.

عبد الجبار بن المعتمد

كان عبد الجبار بن المعتمد مشهورا بقيامه بشن الثورة على المرابطين بعد أن قضوا على مملكة والده، وصل عبد الجبار إلى حصن منت ميور بعد أن سقطت دولة بني عباد، حيث كانت تسيطر مجموعة من الثوار عليه وقد كانوا فارين من السجن، فقاموا بتوليته عليهم ظنا منهم أنه الراضي بن المعتمد، ذلك الأمر جعل منه قوي للغاية، فدعاه أهالي مدينة أركش أن يأتي لهم وبالفعل قد ذهب وقام بضم المدينة لهم في عام 488هـ.

الراضي بن المعتمد

هو واحد من أبناء المعتمد بن عباد واسمه أبو خالد يزيد الراضي بالله بن المعتمد، تولى الراضي الحكم على مدينة رندة بالنيابة عن والده، ولكن في النهاية غدر به المرابطون وقتلوه بعد أن قام بتسليمهم المدينة في عام 484هـ.

عباد بن المعتمد

هو أبو عمرو عباد سراج الدولة أو الشهير بالمظفر بن المعتمد، وهو واحد من أبناء المعتمد بن عباد لزوجته اعتماد الرميكية، عندما وقعت قرطبة تحت قيادة المعتمد كان عباد في ذلك الوقت صغير السن، فعينه أميرا عليها، الأمر الذي قام السكان في البداية بالترحيب به.

الفتح بن المعتمد

هو أبو نصر الفتح بن المعتمد، كان واحدا من أشهر حكام الأندلس، حيث قام والده المعتمد بن عباد بتوليته حكم قرطبة لفترة نيابة عنه.

بنات المعتمد بن عباد

بثينة بنت المعتمد بن عباد

– بثينة بنت المعتمد بن عباد شاعر الأندلس، وحاكم إشبيلية، ولدت عام 1070م، من زوجته اعتماد الرميكية، كانت بثينة شاعرة وكان واحدة من أشهر قصائدها، “اسمعوا كلامي”، تدور حول بيعها إلى العبودية بعد الإطاحة بوالدها.

– حيث اشتراها أحد تجار أشبيلية، وعندما أراد أن يدخل عليها رفضت بشدة ووضحت له نسبها قائلة: (لا أحلُّ لك إلا بعقد زواجٍ شرعي إن رضي أبي بذلك)، ثم قامت بإرسال رسالة إلى والدها شرحت له الأمر مستخدمة أبيات الشعر، في الوقت الذي كان يجهل والداها المصير الذي تعرضت له، وفرحوا بشدة أنها ما زالت على قيد الحياة، ورد عليها والدها بالموافقة على الزواج، وأخذ يوصيها بإرضاء زوجها والصبر قائلا:

بنيَّتي كوني له بَرَّة             فقد قضى الدهر بإسعافه