أحمد شوقي كاتب وشاعر مصري، من أعظم الشعراء في العصور الحديثة، وتم تلقيبه بأمير الشعراء، ولد في 16 أكتوبر 1868 بالقاهرة، اشتهر بالعديد من القصائد والأشعار التي مازالت متداولة حتى الآن، منها ديوان ضخم عرف بديوان الشوقيات، وأشعار عن الأم وشعر قم للمعلّم وفّه التبجيلا، والعديد من الأشعار المسرحية منها، مسرحية مصرع كليوباترا ومجنون ليلى وعلي بك الكبير وعنترة وتوفي أمير الشعراء في أكتوبر عام 1932.
شعر احمد شوقي عن الأم
– ردت الروح على المضني معك أحسن الأيام يوم أرجعك
– تبعاً كانت ورقَّاً في النوى وقليل للهوى ما أتبعك
– إن يكن إثرك لم يهلك أسى هو ملاك إليه استشفعك
– مر من بعدك ما روعني أتُرى يا حلو بعدى روعك
– قمت بالبين وما جرعني وحملت الشطر مما جرعك
– كم شكوت البث يا ليل إلى مطلع البدر عسى أن يطلعك
– وبعثت الشوق في ريح الصبا فشكا الحرقة مما أستودعك
– لم تسل ما ليله ما ويله وسألت الريح ماذا ضعضعك
– مبدعا في الكيد والدل معا لست أشكوك إلى من أبدعك
– يا نعيمي وعذابي في الهوى بعذولي في الهوى ما جمعضك
– بين عينيك وقلبي رحمة نقلت عيناك لي ما أسمعك
– أنت روحي ظلم الواشي الذي زعم القلب سلا أو ضيعك
– موقعي عند لا أعلمه آه لو يعلم عندي موقعك
– نحن بان ونسيم في الهوى بك أغراني الذي بي أولعك
– نحن في الحب الحميا والحيا قد سقانيها الذي بي شعشعك
– أرجفوا أنك شاك موجع ليت بي فوق الضنى ما أوجعك
– لو ترى كيف استهلت أدمعي لا رأت أمك يوما أدمعك
– نامت الأعين إلا مقلة تسكب الدمع وترعى مضجعك
– وتحنت وتمنت أضلعي لوفدت مما تلاقى أضلعك
– بِي من جرحك ألف مثله لا خلعت السقم حتى يدعك
– احتكم في الروح والمال وخذ نور عيني عسى أن ينفعك
أبيات شعر عن الأم لأحمد شوقي
– أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا بنقوده حتى ينال به الوطر
– قال: ائتني بفؤاد أمك يا فتى ولك الدراهم والجواهر والدرر
– فمضى وأغرز خنجرا في صدرها والقلب أخرجه وعاد على الأثر
– لكنه من فرط سرعته هوى فتدحرج القلب المعفر إذا عثر
– ناداه قلب الأم وهو معفر: ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضرر؟
– فكأن هذا الصوت رغم حنوه غضب السماء على الوليد قد انهمر
– ورأى فظيع جناية لم يأتها أحد سواه منذ تاريخ البشر
– وارتد نحو القلب يغسله بما فاضت به عيناه من سيل العبر
– ويقول: يا قلب انتقم مني ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
– واستل خنجره ليطعن صدره طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبر
– ناداه قلب الأم: كف يدا ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر
قصائد أحمد شوقي عن الأم
قصيدة أمي كانت إليه تغدو
– أمي كانت إليه تغدو إذا أنا طفل ولا تزال
– ماذا ترى رشاد إن طلبتها ترى تردني إذا خطبتها
– اصغ لي أنت مثل ما تتمنى زينب تجمع الغنى والجمال
قصيدة يقال كانت فأرة الغيطان
– يقال كانت فأرة الغيطان تتيه بابنيها على الفئران
– قد سمت الأكبر نور الغيط وعلمته المشي فوق الخيط
– فعرف الغياض والمروجا وأتقن الدخول والخروجا
– وصار في الحرفة كالآباء وعاش كالفلاح في هناء
– وأَتعب الصغير قلب الأُم بالكبر فاحتارت بما تسمي
– فقال سميني بنور القصر لأنني يا أُم فأر العصر
– إني أَرى ما لم ير الشقيق فلي طريق وله طريق
– لأدخلن الدار بعد الدار وثباً من الرف إلى الكرار
– لعلني إِن ثبَتت أقدامي ونلت يا كل المنى مرامي
– آتيكما بما أَرى في البيت من عسل أو جبنة أو زيت
– فعطفت على الصغير أُمه وأقبلت من وجدها تضمه
– تقول إِني يا قتيل القوت أَخشى عليك ظلمة البيوت
– كان أبوك قد رأى الفلاحا في أن تكون مثله فلاحا
– فاِعمل بما أَوصى ترح جناني أو لا فسر في ذمة الرحمن
– فاِستضحك الفأر وهز الكتفا وقال من قال بذا قد خرفا
– ثم مضى لما عليه صمما وعاهد الأُمم على أَن تكتما
– فكان يأتي كل يوم جمعه وجبنة في فمه أَو شمعه
– حتى مضى الشهر وجاء الشهر وعرف اللص وشاع الأَمر
– فجاء يَوماً أُمه مضطرباً فسألته أين خلى الذنبا
– فقال ليس بالفقيد من عجب في الشهد قد غاص وفي الشهد ذهب
– وجاءها ثانية في خجل منها يداري فقد إِحدى الأرجل
– فقال رف لم أصبه عالي صيرني أعرج في المعالي
– وكان في الثالثة اِبن الفارة قد أخلف العادة في الزيارة
– فاِشتغل القلب عليه واِشتعل وسارت الأُم له على عجل
– فصادفته في الطريق ملقى قد سحقت منه العظام سحقا
فناحت الأُم وصاحت واها إن المعالي قتلت فتاها