الاسم بالكامل هو عبد الله بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ويطلق عليه أيضا أبو العباس، وهو الابن الأول والأكبر للرشيد.
مقدمة عن الخليفة المأمون
وقد ولد الخليفة المأمون في يوم الجمعة وتحديدا ليلة الجمعة من عام 786م – 170ه، وكان هذا اليوم بالتحديد هو يوم استخلاف الرشيد والده وقد أطلق عليه هذا الاسم الخليفة تيمنا بذلك الاستخلاف، وبالانتقال إلى والدته كان اسمها مراجل وكانت جارية فارسية وقد توفت في نفس العام الذي ولد فيه وبعد فترة قليلة من الولادة بسبب إصابتها بحمى النفاس التي كانت منتشرة في هذا الوقت، كما أنه بالطبع لم يكن الطب متطور في تلك الفترة كما هو عليه الآن، فكانت تزداد حالات الوفاة بسبب انتشار الأمراض المختلفة.
ومع العلم أيضا بأن الخليفة المأمون كان أكبر أخواته وكان أكثرهم ذكاء وأشدهم علما ولكن قبل وفاة الخليفة الرشيد قد بايع ابنه الأمين، ولكن قد عاد الخليفة الرشيد عن هذا القرار وأشرك الخليفة المأمون مع أخيه الأمين في ولاية العهد وذلك بسبب عد وقوع الإخوة في مشاكل بينهم البعض وحتى لا تثير الفتنة في البلاد، وحتى لا يحدث صراعات علي الحكم بين الأخوين فقد استوثق لكل منهما من أخوه عام 186ه – 802م وقد شهد على ذلك الميثاق كبار الدولة وأشرفهم.
ولكن ما حدث بعد وفاة الخليفة الرشيد علة عكس ذلك فقد تراجع الخليفة المأمون عن الحكم والخلافة وقد عين بدلا عنه ابنه موسى وليا من بعده، وقد رفض أخوه أن يعيد للمأمون مائة دينار قد أوصى بها الرشيد قبل مماته، ومن هنا بدأت الصراعات والخلافات بين الأخوين وقد قامت فيها قوات وجيوش الخليفة المأمون بمحاصرة ومهاجمة بغداد وقد أدى هذا الحصار والهجوم بمقتل الخليفة الأمين الأخ الأصغر للخليفة المأمون، وتولى الخليفة المأمون للخلافة في النهاية.
أهم ما كان يميز الخليفة المأمون
ومن أهم ما كان يميز الخليفة المأمون حبة الشديد والغير اعتيادي للعلم والكتب والفلسفة وعلم القران والشعر العربي ومحبا للأدب ومن ابرز الأشياء التي كانت مشهورة في تلك الفترة هو أن الخليفة المأمون لو لم يصبح حاكما وخليفة من بعد والدة لكان عالما ومن اكبر العلماء في عصره، وذلك بسبب الأمور التي قد سبق وذكرنا بعض منها وهي حبة الشديد للعلم والعلوم والقراءة، وقام أيضا بالدعم والوقف بجانب جميع العلماء الذين كانوا موجودين في ذلك العصر وتلبية مطالبهم ومراعاتهم وتلك احدى الأسباب التي جعلت منه أفضل حكام بني العباس.
كما أنه من أفضل الأشياء التي كان مستديم عليها وتجول فيها وتعمق بشدة هي القراءة فقد كان أكثر من علماء ذلك العصر في القراءة، فقد تعمق في الفلسفة وعلمها الواسع وعلم القران الجميل وتوغل في الكثير من المذاهب ودراستها، وكان أيضا كثير الحب والقراءة للأدب والشعر العربي والغير عربي، وقد عاد حبه لتلك الأشياء الجميلة والعلوم الزاهدة ومعرفته الشديدة بالقرآن الى ازدهار الدولة ونشر الإسلام بطريقة واسعة وجميلة وساعد على استقرار الدولة وازدهار اقتصادها، وقد قام أيضا الخليفة المأمون بإنشاء العديد من المستشفيات والمكتبات ليساعد على انتشار الإسلام والعلم أيضا وادى ذلك لانبعاث الحركات العلمية والأدبية.
وفاة الخليفة المأمون
بعد قضاء عشرون عاما في حكم البلاد والازدهار بها في العلم والاقتصاد والإسلام قد توفي الخليفة المأمون وهو في عمر الثمانية والأربعون عاما، توفي الخليفة المأمون عام 833م – 218ه في بلدة البندون بالقرب من طرطوس.
أسباب سقوط الدولة الأموية بعد وفاة الخليفة المأمون
كما ذكرنا من قبل أن البلاد قد عاشت فترة ازدهار في عصر الخليفة المأمون، وعاش الشعب في رخاء وتطور غير طبيعي في شتى مجالات الحياة، ولكن بعد وفاة الخليفة المأمون قد انعكس الوضع تماما وقد تعرضت البلاد إلى انهيار شديد وضعف في الاقتصاد مما أدى إلى انهيار الدولة الأموية، وكان لهذا الضعف والانهيار أسباب عديدة واهم هذه الأسباب هي:
أول هذه الأسباب أن روح التعصب قد انتشرت وبشدة بين الخلفاء الأمويين وقد أدى ذلك إلى سرعة انهيار الدولة الأموية
ثاني هذه الأسباب أن الخلفاء بعد ذلك قد انشغلوا وبشدة في ملذات الحياة الدنيا والشهوات وقد نسو الدولة والشعب المسئول منهم
ثالث هذه الأسباب هي التشجيع على الجهاد وحماية البلاد من الخطر الخارجي وعدم النظر والمحافظة على الخطر الداخلي الذي يهدد البلاد، ويرجع ذلك إلى أن الخلفاء قد تركوا ونسوا القيادة الدينية الصحيحة.