نسمع كثيرا عن السجن المؤبد والسجن مدى الحياة ، ويعتقد الكثيرون أنهما عقوبة واحدة ، لكن يختلف كلاهما باختلاف الدولة ، ويوضح هذا المقال الفرق بين السجن المؤبد ومعنى السجن مدى الحياة وكيفية تطبيقه .
السجن المؤبد
السجن المؤبد أو كما يطلق عليه الحبس أو الحكم المؤبد هو حكم تصدره محكمة على جريمة ، يقضي الجاني بموجبها ما تبقى من حياته في السجن ، ويختلف مقدار السجن المؤبد من دولة لأخرى ، فيعني في اسرائيل هذا الحكم 100 عام ، ويكون في دولة أخرى 25 عام ، وأمثلة على هذا الحكم : الخيانة العظمى ، التجسس ، القتل ، الاغتصاب ، العنف ضد الأطفال ، الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات ، وأمثلة أخرى على ذلك: تطور الضرر في عمليات السرقة والسطو إلى القتل أو الضرر الجسدي الجسيم .
عقوبة السجن المؤبد لا توجد في جميع الدول ، حيث كانت البرتغال أول دولة تقوم بإبطال هذه العقوبة من خلال جمعيات حقوق السجناء عام 1884م ، لكن الدول التي تطبق هذه العقوبة تترك مجال لإعادة النظر في الحكم بعد قضاء الجاني مدة في السجن ، وهذا يعني أنه قد يفرج عن الجاني ليقضي ما تبقى من حياته خارج السجن ، ويكون الإفراج المبكر في أغلب الحالات بشروط معتمد على ماضي ومستقبل السجين ، ويحتمل بعض القيود في بعض الحالات .
والبرتغال ليست الدولة الوحيدة التي أبطلت هذه العقوبة ، بل هناك دول أخرى مثل أسبانيا والنرويج على غرارها ، كما أن هناك بعض الدول التي تسمح بهذه العقوبة وقت الحرب فقط مثل البرازيل والسلفادور ، ودول أخرى تسمح بها للرجال دون النساء مثل أرمينيا والبانيا ، وعلى الجانب الآخر هناك دول مثل السعودية لم تعترف بعقوبة السجن المؤبد ولم تطبقها منذ تأسيها .
السجن مدى الحياة
في بعض الأحيان في الولايات المتحدة تصدر احكام بالسجن لأكثر من 100 عام ، وهنا لا يهم عمر القاتل وقت ارتكابه الجريمة ، حيث يختفي بهذا الحكم حتى نهاية حياته وراء القضبان ولا يتمكن من ألحاق الضرر بأحد خارج أسوار السجن .
لكن يختلف الأمر في سويسرا ، على الرغم من أن القانون الجنائي السويسري ينص على “عقوبة السجن مدى الحياة ” ، وذلك للجرائم بالغة السوء مثل القتل أو الإبادات الجماعية ، لكن هذا لا يعني أن الجاني يقضي باقي حياته في السجن ، فيمكنه الحصول على إطلاق سراح “مشروط” بعد 15 عام بل وأحيانا 10 أعوام فقط .
تكمن المشكلة في أنه صحيح أن الجاني قضى في السجن مدة العقوبة على الجريمة التي ارتكبها ، أي دفع ثمن جرمه معنويا ، وحصل على حقه في الحرية ، لكنه لا يزال يمثل خطر على المجتمع .
مثال على ذلك
كانت قضية “إريش هاورت” قد سُجِلت في تاريخ القضاء: ففي عام 1983 حُكم على هذا الرجل بالسجن مدى الحياة بسبب ارتكابه لإحدى عشر جريمة اغتصاب وجريمتي قتل بسبب دوافع جنسية. وبعد عدة سنوات قليلة تم تخفيف الحكم، مما أسفر عن عواقب وخيمة : ففي إحدى رحلاته التي كان فيها بمفرده، أقدم في عام 1993 على اغتصاب وقتل سيدة شابة.
أنواع الحبس الاحترازي
الإيداع المعتاد
إذا صنفت المحكمة أحد المجرمين على أنه يشكل خطراً على المجتمع ، فيمكن حبسه لفترة غير محددة. على أن يتم مراجعة هذا الإيداع بصفة دورية. ويمكن حصول ذلك الجاني على إفراج مشروط ، بمجرد توقع قدرته على ضبط النفس خارج أسوار السجن.
الإيداع مدى الحياة
أما إذا ما ارتكب أحد الجناة جريمة شنعاء، وإذا ما كان هناك خطر من عودته لارتكاب مثلها، وإذا اعتبر غير قابل للعلاج، ففي هذه الحالة يمكن للمحكمة أن تأمر بإيداعه السجن مدى الحياة. ولا يتم مراجعة هذا الحكم مرة أخرى. ويمكن الإفراج عن ذلك المجرم في حالة واحدة وهي إذا ما أتاحت معارف علمية جديدة إمكانيات علاجية له، بحيث لا يهدد المجتمع مرة أخرى.