يخلط الناس في المجتمعات والأعمال التجارية والدعاية والإعلان بين مفهوم الهوية التجارية والهوية البصرية، وتحديدًا عند القيام بعمل شعار أو بناء رمز لمؤسسة ما، حيث يقع الناس في فخ صعوبة التسمية والتعريف، بين ما يعرف باسم الشعار الهوية والعلامة، وبين التفريق بين الأنواع المختلفة للهوية سواء الهوية التجارية أو الهوية البصرية، والتي بالطبع لكل منهم دور هام في جذب العملاء إلى الشركات.
الهوية البصرية (Visual identity)
يخلط الكثير من الأفراد بين مسمى العلامة التجارية وبين الهوية البصرية، ولكن بالمسمى فإن الهوية البصرية تمثل كل ما يمكن رؤيته بالعين، وهي عبارة عن صورة المؤسسات الحسية أمام عملائها، أي المنظر الذي تقدم به الشركة نفسها، وهي موضوعيًا كل ما له علاقة بالتطبيقات البصرية المختلفة للمؤسسة مثل الألوان والكروت والأوراق والمستلزمات والمنشورات والمطبوعات والمغلفات واللوحات والزي الرسمي، وكافة الأشياء التي تخص المؤسسة أو تقع داخل نطاقها، والشعار يعتبر جزء مهم من أهم أجزاء الهوية.
وفي أكثر الأحيان يتم عمل دليل توجيهي يوضح كيف تستخدم الهوية البصرية على مجموعة من الوسائط والتطبيقات المتعددة، والذي من شأنه أن ينظمها ويبث من خلالها رسالة وفلسفة معينة للمؤسسة، من أجل القيام بتجسيد الدور بشكل متوازن ومدروس ومنظم عن طريق الاتصال المرئي مع الجمهور المستهدف.
الفرق بين الشعار والهوية
لتوضيح المفهوم والفرق بين الشعار والهوية، من الممكن إعطاء مثال بسيط وهو اعتبار الشعار هو الاسم بالنسبة للأشخاص، فمن الأفضل أن يدعى كل شخص باسمه مثل محمد، أحمد، بدلًا من أن يتم وصفه بأوصاف مربكة وسهلة النسيان كالشاب أو الأستاذ أو غير ذلك، وهو نفس الوصف بالنسبة للشعار، فالشعار يجب أن يوصف حرفيًا ماهية المشروع التجاري، وأن يعرف الناس المشروع بالكامل، كي يسهل على الأفراد التعرف عليه وتذكره، فعندما يكون الشعار مألوفًا سوف يتمكن من القيام بالدور الذي صنع من أجله وهو دراسة وتحديد العلامة التجارية والهوية التجارية للشركة أو المؤسسة.
العلامة التجارية / الهوية المؤسسية
هي من أوسع المفاهيم في المؤسسات التجارية، وهي مفهوم من شأنه أن يتم عن طريقه تمييز منتجات وخدمات مؤسسة ما عن غيرها من المؤسسات، عن طريق تجسيد الهوية البصرية والشعار وكل ما يرى بالعين، ويتم توجيهه إلى الجمهور بمختلف الاستراتيجيات، وكافة الأشياء التي يتم تداولها من الرسائل والعبارات الدعائية، وما يتم إنشاؤه من المباني لتمثل تلك المنشآت بالعاملين بها، ويضاف إليه كل ما يتلقاه الأفراد عبر قنوات خدمة العملاء من اللغة والصوت والصور، تمثيلًا لشخصية هذه العلامة.
يعتقد الكثير من الأفراد أن العلامة التجارية تتكون فقط من قليل من العناصر والألوان والخطوط وشعار الشركة، ولكن المسألة أكبر بكثير من هذا التصور، فالعلامة التجارية هي الصورة المؤسسية والفكرة الأساسية والمفهوم الجوهري وراء وجود صورة صحيحة عن المؤسسة، فهي التي تعكس قيم وأهداف المشروع التجاري ككل، عن طريق التناسق مع الفكرة الجوهرية وكل ما يشكل الشركة ويدفعها إلى القيام بأدوارها.
ما المقصود بالهوية
الهوية هي أحد الأدوار الرئيسية في العلامة التجارية، وهي التي يتم الاستناد إليها عند القيام بتصميم الهوية بالاستناد إلى الأدوات والمكونات البصرية المستخدمة داخل الشركة، وتجمع عادة ضمن مجموعة من الأدلة التنظيمية أو التوجيهات، ويتم تطبيقها من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل باستخدام لوحات ألوان وخطوط وتخطيطات وقياسات معتمدة، وذلك من أجل ضمان الاحتفاظ بهوية الشركة متماسكة ومتناسقة، لكي تكون العلامة التجارية والهوية التجارية معروفة لدى الجميع وسهلة في التمييز، لأنها الأساس وراء نجاح الشركات وازدهارها وتميزها.