من المؤسف أن نرى الخداع في بلادنا العربية خاصة في شهر رمضان الكريم ، من اجل اكتساب الأموال بطريقة غير مشروعة ، وهذا ما نراه في الوقت الحالي في كثير من بلادنا العربية خاصة في شهر رمضان الكريم ، وهذا من خلال انتشار المتسولين في شوارع المدن والمحافظات والقرى المختلفة في جميع أنحاء بلادنا العربية ، وكأنها أصبحت عادة أو تقليد متبع يتم في شهر رمضان من كثير من المتسولين الذين لا يعتقد بالمرة أنهم في حاجة إلى السؤال والمساعدة ، كل هذا نجده في بلادنا وضواحينا وشوارعنا ولكن الغريب والمؤسف هو ما نشاهده من إبداع في التفنن والتصنع في طرق التسول الحديثة والتي انتشرت في شوارع دبي خلال هذا العام بوجود متسولين يسيرون بسيارات فارهة يتسولون بحجة أنهم قد انقطعت بهم السبل وهم في حاجة إلى مساعدة ماليه لاستكمال مسيرتهم بالسيارة واستعادة تموين السيارة بالوقود من اجل استكمال رحلتهم التي هم عليها ، خاصة وهم يقومون بإقناع الناس في شوارع دبي أنهم قادمون من بلاد أخرى وعابرين على دبي ، وهم يعرفون مدى كرم الاماراتين مع ابن السبيل والمحتاج ، ومنظر السيارة يوحي بان صاحبها أو من يركبها بحاجة إلى مساعدة ولكن الظروف هي التي وضعته في مثل هذا الموقف ، فيقوم بذلك المتبرع بسرعة التلبية وإنفاق ما يخرج من ذمته من اجل هذا السائل المخادع، وسرعان ما يقوم هذا السائل أو المتسول بطلب نفس المسألة والتسول من شخص أخر ، هذه ظاهرة سيئة للغاية منتشرة في شوارع دبي ومن يقوم بهذا الفعل يربح أموال كثيرة ، بالذات في هذا الشهر الكريم الذي يتبارى فيه المسلمون من اجل رضا الله من دفع أموال الزكاة والتقرب إلى الله ولكنها في النهاية أموال حرام يتم جمعها بطرق ملتوية ومحرمة شرعا.

دور حكومي بارز ومواجهة مستمرة للمستولين

تقوم حكومة دبي بدور فعال في مواجهة المتسولين وخاصة في هذا الشهر الكريم ، فيقوم المتسولين باستعطاف الناس بشتى الطرق لكي يكتسبوا أموال بصرف النظر هذا حق لهم أو لا ، فتتعدد سبل التسول بشوارع دبي ممن يقومون بالادعاء بأنهم مرضى أو لديهم مرضى يؤوهم ويقومون على رعايتهم ، أو بادعاء الفقر وطلب المساعدة من اجل استكمال مسيرة الحياة ، وأخيرا ظهرت صورة السيارات الفارهة التي يركبها الأسر المستورة بالشكل والتي ضاقت بهم السبل عبر رحلتهم فيقوموا بطلب المساعدة من وقود وذاد لاستكمال الرحلة ، إنها حقيقة اختراعات وقصص وهمية يقوم بها هؤلاء النصابين ولذلك قد نرى سيارات الشرطة بدبي تقوم بشكل فعال بالانتشار في شوارع دبي لمواجهة مثل هذه الظواهر السلبية ، فقد تم ضبط أكثر من عشرون حالة من نفس هذه الظاهرة من تسول لأصحاب سيارات فارهة مثلما ذكرنا مسبقا ، ولكن الحقيقة المسألة مسألة ضمير يا سادة فمهما كان دور الحكومة الإماراتية فعال وايجابي إلا أن الأمر لن يكون محكم من قبل الشرطة الإماراتية بنسبة 100% فمن المؤكد أن من الصعب للغاية أن يتم اتهام كل سيارة خاصة فارهة وقفت وتقوم بالتحدث مع أي شخص على انفراد ، الأمر بالفعل غاية في الصعوبة ويجب أن يكون هناك شيء من التوعية للمجتمع الإماراتي وأيضا نتمنى أن يصحو ضمير هؤلاء المخادعين خاصة ونحن في شهر كريم لا يجب أن يتحلى فيه الخلق بهذه الصفات الدنيئة.

توعية واجبة من قبل الإعلام ورجال الدين في  الإمارات

في هذه الآونة يجب أن يخرج الإعلام الإماراتي بدوره الفعال بالتنبيه على الشعب الإماراتي أن يكون لديه الفطنة والوعي في توجيه زكاة ماله أو زكاة فطره أو الصدقة العادية إلى من يستحق ، في محاولة إلى توضيح كافة الخدع الماكرة التي يقوم بها المتسولون من اجل كسب الأموال بطرق غير مشروعة كما نرى من هذه الظاهرة السلبية التي نراها في شوارع دبي خلال تلك الأيام من شهر رمضان الكريم ، كما يجب أن يكون هناك دور في هذا التوقيت من قبل الدعاة والشيوخ في المساجد وأماكن إلقاء الدروس الدينية في كيفية إنفاق الصدقة وأموال الزكاة وزكاة الفطر إلى من يستحق ، مع توضيح أن توصيل الصدقة والزكاة إلى من يستحق هو أمر مهم للغاية خاصة في توجيه تلك الصدقات والزكاة إلى المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا.