الأطفال هم الملائكة الصغار الموجودين حولنا ، وينبغي الرفق بهم ، لقد أوصانا الدين بالرفق واللين مع الصغار ، كما ذكرنا علماء النفس كثيرا بأن الرفق من الأساليب التربوية الجيدة التي تثمر أفضل النتائج حيث تساعد على تنشئة طفل سوي يحب الناس والمجتمع ، ويستطيع الإبداع في جو مليء بالسعادة والبهجة ، وتساعد التربية باللين والمعاملة بالرفق على حل المشاكل النفسية للأطفال مثل الوحدة والعناد والاكتئاب وغيرهم .

أهمية الرفق مع الأطفال

لقد أوصانا الرسول الله عليه وسلم بالرفق في القول ، فقال “الكلمة الطيبة صدقة ”  كما أن السيرة النبوية الشريفة مليئة بمواقف كثيرة جدا ، وكذلك أمثلة تدل على رفقه النبي ، فنجد أنه صلى الله عليه وسلم قد رفق بأهل الطائف الذين آذوه واستقبلوه بالإهانة والسخرية وسلطوا عليه صبيانهم وسفهائهم كي يلحقوا به الأذى ، وعلى الرغم أنه كان يستطيع أن يلغي وجودهم من الحياة بالكامل ، لكنه دعا الله أن يغفر لهم .

لقد أوصانا الله عز وجل في القرآن الكريم بالرفق ، فقال مخاطبا النبي موسى عليه السلام اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى”، فقد طلب الله من نبيه أن يخاطب فرعون الطاغي الظالم باللين والرفق، فما بالك بالأطفال منبع البراءة و الطيبة و العفوية.

فالأطفال أحباب الله ، لذلك ينبغي أن نعاملهم بالرفق واللين والحب ، ولا نتبع معهم أسلوب القسوة والعنف والمبالغة في العنف ، لأن هذه الطرق لا تولد إلا الكره والعنف والقسوة أيضا ، وتنبت جيلا ضعيف الشخصية ، عديم الثقة بالنفس والثقة بالآخرين .

لا يعني الرفق واللين التدليل للطفل بل تعليم الصواب والخطأ باللين والحديث حتى يفهم أن هذا ما نريد تعليمه له لتهذيبه وتربيته ، يوصي علماء النفس بالمعاملة الطيبة واللينة والطيبة مع الأطفال حتى ينمو بداخلهم حب الأهل والشعور بالانتماء لهم ، والعمل على تلبية رغباتهم .

مفهوم الرفق بالأطفال

الرفق يعني المعاملة الحسنة اللينة الطيبة، وهو من الأخلاق الرفيعة والجميلة التي يجب أن يتحلى بها كل انسان، ملأ الله قلوبنا بالرحمة واللين والشفقة على كل مخلوقات الله تعالى، وبالرفق يمكنك أن تمتلك القلوب وتأسرها وتحقق به ما لا يمكن أن تحققه بالعنف والقسوة والقهر ، و قد كان أشرف الخلق عليه الصلاة و السلام أكبر مثال يحتذي به في الرفق و لين الطباع.

عبارات عن الرفق بالأطفال

– الرفق ما وضع في شيء إلا زان ، وما نقص من شيء إلا شانه.
حيث أن الرفق يجعلك محبوباً في معشر الأطفال.

– توفير الحنان للطفل بالضّم والتقبيل.
فالطفل يحتاج إلى شعوره بالحب و الحنان، حتى يشعر بأنه مرغوب به في المجتمع ويستطيع أن يقدم للمجتمع ويفيده في العديد من الأمور.

– ترك محاسبة الطفل لعدم تكليفه.

– وقال ابن حجر : “ويستفاد منه: الرفق بالأطفال، والصبر على ما يحدث منهم، وعدم مؤاخذاتهم لعدم تكليفهم”

– الإصغاء لحديث الطفل، والتفاعل معه و مجاراته.

– عن أنس رضي الله عنه وأرضاه قال: “كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت” رواه البخاري.

– الرفق بالطِّفل في تأديبه و مجازاته.

طرق تأديب وتعليم الطفل

يجب لفت النظر، والإشارة، والتوجيه و أيضاً التوبيخ، ثم بعد ذلك الهجر، والضرب غير المبرح، فهنا يتدرج الأب أو الأم في هذه الوسائل، حتى لا يتعلم الطفل العنف أو يكره الأهل و يشعر بالاضطهاد، فاللين يخلق جيلاً سوياً غير معقد قادراً علي تحقيق أحلامه.

عبارات عن الرفق

قال صلى الله عليه وسلم

“يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف، ومالا يعطي على سواه”.

وفي حديث آخر قال  :

“إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه”.

وفي حديث آخر قال  :

“إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق”.

وفي حديث آخر قال  :

“من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله”.

وفي حديث آخر قال  :

“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

وفي حديث آخر  :

“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.

وفي حديث آخر  :

“إن لم تكن رفيقاً فتصنع الرفق حتى يستقر في قلبك وكيانك، وأعلم أن من يحرم الرفق يحرم الخير، فإذا حرمت خيراً ما، فتذكر أنه ربما يكون بسبب فظاظتك يوماً ما مع خلق الله”.

وفي حديث آخر  :

«يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».