أصحاب الأخدود هم الكفار الذين قاموا بمحاولة صرف المؤمنين عن دينهم، بعد تعذيبهم، فقاموا بحفر حفرة في الأرض على شكل أخدود، وقاموا بإشعال النار فيها، ووضعوا فيها المؤمنين، وقد ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البروچ حين قال الله تعالى:” “قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ”.
قصة اصحاب الأخدود
كان هناك مملكة يحكمها ملك وكان الشخص المقرب منه ساحرًا، وعندما كبر الساحر في العمر طلب من الملك إحضار غلام كي يعلمه السحر حتى يكون خليفة له.
– كان الغلام يذهب إلى بيت الساحر حتى يتعلم منه، وفي طريقه من بيته إلى بيت الساحر تعرف الغلام بالصدفة على راهبكان يعيش هناك، فأصبح الغلام يذهب إلى الراهب ويسمع كلام منه عن الله وعن الخلق وأن الله بيده كل شيء وقادر على كل شيء.
– كان يذهب الغلام بعدها إلى الساحر فيحدثه عن الشعوذة وخداع الناس، وأنه يستطيع من خلال السحر أن يفعل كل شيء، فأصبح الغلام في حيرة، فعليه اختيار إحدى الطريقين إما الراهب أو الساحر.
– وفي أحد الأيام بينما كان الغلام في الطريق فرأى دابة عظيمة تعترض طريق الناس، وكانت تمنعهم من الوصول إلى الجانب الآخر من الطريق، فدعا الله أن يساعده حتى يستطيع قتل الدابة، فذكر الله تعالى ثم رمى بحجر على الدابة فقُتلتها، حينها علم الغلام أن الله تعالى قادر على كل شيء.
– ذهب الغلام بعدها إلى الراهب حتى يخبره بهذا الخبر، فأخبره الراهب أن هذا من توفيق الله وأبلغه ألّا يدل عليه إذا ابتلي أواشتد عليه الأمر.
– بدأت شعبية الغلام تزداد بين الناس، فأصبح بأمر من الله يعالج الناس من الأمراض الصعبة كالعمى والبرص، وبعدها بدأ الناس يقتربون من الله تعالى لأن هذا الغلام كان يخبرهم بأن الشفاء كله بأمر الله تعالى وأنه لا يشفي أحد كما يقولون، بل يجب عليهم أن يؤمنوا بالله وبقدرته على شفائهم.
– كان جليس الملك وهو أحد المقربين إليه، بين هؤلاء الذين شفاهم الله على يد الغلام، فقد شفاه الله تعالى من العمى، فتعجب الملك بعد أن رآه فأخبره جليسه أن شفائه كان على يد الغلام بقدرة من الله تعالى، وليس عن طريق السحر.
– غضب الملك بسبب إدعاء الجليس بإله غيره فقد كان الملك يخبر حاشيته بأن كل شيء بأمره، فقام الملك بتعذيبه حتى دله على مكان الغلام فاستدعاه الملك فقام بأخباره بأن الله هو وحده الذي يشفي وهو الوحيد الذي يستحق العبادة فقام الملك بتعذيب الغلام حتى دله على الراهب.
– ظل الملك يعذب ويخيف الجليس والراهب، فكان يأمرهم بأن يرجعوا عن دينهم فأتى على الغلام وطلب منه أن يرجع عن دينه فرفض، فأمر الملك بقتله وأن يأخذوه الجنود إلى قمة جبل حتى يلقوه من عليه، وعندما وصلوا ارتجف الجبل فماتوا جميع الجنود، وعاد الغلام إلى الملك وقال له إن الله قد كفاني جنودك جميعهم.
– طلب الملك من جنوده أن يأخذوا الغلام إلى البحر حتى يلقوه في الماء، فدعا الغلام ربه فأغرقهم الله ونجاه، فعاد الغلام إلى الملك مرة أخرى فصدم الملك من أمر هذا الغلام، فأخبره بأنه لن يستطيع قتله إلا إذا جمع الناس في صعيد واحد، ثم بعدها يذكر اسم الله ويرميه بسهم من كنانته.
– جاء اليوم الموعود الذي جمع فيه الناس في صعيد واحد وقال: “باسم الله ربّ الغلام” وقام بإطلاق السهم فأصاب الغلام فثار الناس على الملك وآمنوا بالله جميعًا وكفروا بالملك وسحر ساحره.
– غضب الملك فخطرت له فكرة حفر أخدود عظيم يشعل فيه النار و يقوم بإلقاء فيه كل من لا يرجع عن دين الله
– بدأ أصحاب الأخدود بتنظيم صفوف للناس ويلقون من لا يعود إلى عبادة الملك، وكان من بين هؤلاء الناس امرأة تحمل على يديها رضيع، فسألها جندي من أصحاب الأخدود: هل سترجعي عن دين الله، فكانت الصدمة للجميع بأن أنطق الله الطفل الرضيع وقال لها: “اصبري يا أماه فإنكِ على الحق”.
دروس مستفادة من قصة أصحاب الأخدود
– أن الله تعالى هو القادر على كل شيء
– أن كل شيء يحدث في هذا الكون بأمر الله
– يجب على الإنسان أن يزيد صلته بالله تعالى حتى يحبه ويقبله عنده
– يجب على الإنسان أن يثبت على الحق وألا يخاف في الله لومةَ لائم