ابن خالويه ولد في بغداد وهو المسلم الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان، وكنايته أبي عبد الله، ولقبه ابن خالويه، ولقب أيضاً بالهمذاني نسبة إلى قرية همذان في بلاد فارس التي ولد ونشأ فيها، ولقب بالبغدادي نسبة لبلده ولقب بالحلبي نسبة إلى حلب البلد التي سكن ومات فيها

من هو ابن خالوية

هو عالم لغوي بارز في النحـو والقراءات فقد كان مبـدع في اللغة وله شأن في قرض الشعر، توفي عام 370 من الهجرة، وقد اختلف الناس في مذهبه، فمنهم من قال سني يتبع المذهب الشافعي ومنهم من قال شيعي، وفي مذهب النحو فكان وسطي بين مدرسة الكوفة والبصرة، وقد عاصر المتنبي وكان على خلاف دائم معه لاختلاف مدارسهم

دراسة ابن خالوية

– درس على أيدي كبار العلماء والشيوخ في زمانه وكان يعتمد على التنويع في العلوم فأخذ من كل شيخ علم علم لدراسته.
– درس علوم الحديث الشريف على يد محمد بن مخلد العطار.

– في عام 321 هجرياً درس النحو والأدب على يد ابن دريد
– في عام 324 هجرياً درس علوم القرآن والقراءات على يد بن مجاهد

– في عام 328 هجرياً درس النحو على منهج مدرسة الكوفة واللغة وعلوم القرآن على يد ابن الأنباري.
– في عام 332 هجرياً درس علوم الحديث على يد أبي العباس

– في عام 345 هجرياً درس أصول اللغة على يد أبي عمر الزاهد
– في عام 368 هجرياً درس النحو على منهج مدرسة البصرة على يد أبي سعيد السيرافي

تلاميذ درست على يد ابن خالوية

– قام ابن خالوية بتعليم العديد من العلماء الكبار والذين برزوا في عصرهم والعصور اللاحقة لهم.
– المقرىء المصري عبد المنعم بن غلبون

– الأديب الشاعر أبو بكر الخوارزمي
– المفسر النحوي المعافى بن زكريا النهرواني

– سعيد بن سعيد الفارقي
– أبو الحسن السلامي الشاعر
– أبو الحسن النصيبي

مؤلفات ابن خالوية

– كتاب شرح مقصورة ابن دريد، وهي قصيدة مشهورة لابن دريد والتي كان يمدح فيها الحاكم عبد الله بن محمد المكيالي حاكم فارس، وابنه الأمير أبي العباس إسماعيل، فقام ابن خلوية برواية القصيدة على صاحبها ابن دريد.

– كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم
– كتاب ليس في كلام العرب

– كتاب مختصر في شواذ القرآن
– كتاب رسالة في أسماء الريح

– كتاب شرح ديوان أبي فراس الحمدان
– الحجة فی القراءات السبع.

– کتاب الاشتقاق.
– کتاب الجمل در نحو

– کتاب اطرغش در لغت
– کتاب المبتدی

– المقصور والممدود
– المذکر و المؤنث

مناظرة ابن خالوية والمتنبي

كان المتنبي يلقي قصيدته في رثاء والدة سيف الدولة يقول فيها:
– نعد المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال.

– فإن كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال.
– سلام الله خالقنا حنوط على الوجه المكفن بالجمال.

– فاستوقفه ابن خالويه معترضاً كعادته و قال له: أخطأت يا بن السقاء يقصد “أبا الطيب” ثم قال ما للجمال وما نحن فيه والموقف موقف رثاء وحزن؟

– فقال المتنبي: فما تقول أنت؟
– قال ابن خالوية: أقول سلام الله خالقنا حنوط على الوجه المكفن بالجلال.

– فسكت المتنبي معترفاً بالحق لابن خالويه ففرح ابن خالويه بهذا النصر على أمير الشعراء.
– أكمل أبو الطيب قصيدته فقال: مادحا سيف الدولة” كأنك مستقيم في اعتدال” .

– فاستوقفه ابن خالويه مرة ثانية وقال له: لو قلت “كأنك مستقيم في اعوجاج” لكان أبلغ. ولم يفطن ابن خالويه أن القافية هي حرف اللام وليس الجيم.

– فقال أبو الطيب المتنبي:”إنما قلت اعتدال” لكي تستقيم القافية في البيت التالي، “فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال”، ولو قلت “اعوجاج كما تريد أنت” لقلت” فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن البيض بعض دم الدجاج”؟

– وهنا ضحك الحاضرون وسخروا من ابن خالويه ومعهم سيف الدولة حتى استلقى على قفاه من كثرة الضحك.

مقصورة ابن دريد التي ألقاها ابن خالوية

– لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جــازِ لِنَكبَةٍ تُعرِقُني عرقَ المُدى
– مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا

– حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا
– هُما اللَذانِ أَثبَتا لي أَمــلاً قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا

– وَلاعَبَتني غادَةٌ وَهنــانَةٌ تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنى
– تَفري بِسَيفِ لَحظِها إِن نَظَرَت نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثناءَ الحَشا

– في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى النسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى
– لَو ناجَتِ الأَعصَمَ لاِنحَطَّ لَها طَوعَ القِيادِ مِن شَماريخِ الذُرى

– أَو صابَتِ القانِتَ في مُخلَولِقٍ مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقى
– أَنَّما الصَهباءُ مَقطوبٌ بِها ماءُ جَنى وَردٍ إِذا اللَيلُ عَسا

– يَمتاحُهُ راشِفُ بَـــردِ ريق بَينَ بَياضِ الظَلمِ مِنها وَاللمى
– فَإِن أَمُت فَقَد تَناهَت لَذَّتي وَكُلُّ شَيءٍ بَلَغَ الحَدَّ اِنتَهى

– وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِماً بمااِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما انسرى
– وَفِتيَةٍ سامَرَهُم طَيفُ الكَرى فَسامَروا النَومَ وَهُم غيدُ الطُلى
– وَاللَيلُ مُلقٍ بِالمَوامي بَركَهُ وَالعيسُ يَنبُثنَ أَفاحيصَ القَطا