تترقب كل أم مراحل تطور جنينها داخل رحمها ، فمنذ أن تعرف الام بخبر حملها السعيد ، تظل تترقب وتنتظر الوقت الذي يبدأ فيه جنينها بالحركة في بطنها ، أو الوقت الذي تشعر فيه بحركة الجنين على وجه التحديد ، حيث أن حركة الجنين بالنسبة للأم هي أكثر ما يسعدها ويطمأنها على طفلها ، ويشعرها بانه يتواصل معها ، وأنه بخير مادام يتحرك ، لكن تشكل الحركة مصدر قلق وخوف لدى بعض الامهات ، خاصة عند تأخر الشعور بها ، فتظل الام في حالة قلق وتتسائل لماذا لم تبدأ الشعور بحركة الجنين بعد ، وهل من الطبيعي أن تتأخر حركته ، ام أن هناك مشكلة تستحق القلق .
على العموم تبدأ حركة الجنين مع بداية الشهر الثاني ، لكن لا تشعر الام بهذه الحركة في الوقت الحالي ، حيث أن الجنين مايزال في هذه المرحلة أصغر من أن تشعر الام بركلاته الرقيقة وحركاته البسيطة ، ومع تطور ونمو حجم الجنين وتطور جهازه الحركي تبدأ الام الشعور بحركته تدريجيآ ، وتزيد الحركة وإحساس الأم بها كلما تقدم الحمل ، وزاد حجم الجنين ، وتشعر الأم بحركة الجنين منذ نهاية الشهر الرابع إلى الشهر الخامس ، فمن الطبيعي والمتوقع أن تشعر بحركة الجنين بشكل بسيط في هذه الفترة ، وتختلف تجربة الحمل الاولى عن الثانية ، حيث أن الحمل الأول لا تشعر فيه الأم بحركة الجنين مبكرآ ، لذلك لا ينبغي أن تقلق الام بخصوص هذا الشأن .
أسباب عدم إحساس الحامل بحركة الجنين
تلعب بعض العوامل دورآ هامآ وراء تأخر إحساس الحامل بحركة جنينها ، وهي :
الخطأ في حساب الحمل
: قد يخطيء الطبيب في حساب عمر الحمل ، وبالتالي فقد تتوقع الحامل أن تبدأ الشعور بحركة جنينها ولا يتحرك لأن في الحقيقة أن موعد تحركه لم يأتي بعد ، ويحدث هذا الخطأ في حساب عمر الحمل عندما يتم نسيان تاريخ آخر دورة شهرية عند المرأة .
وضع المشيمة
: إذا كانت المشيمة امامية فقد يتأخر شعور الأم بحركة جنينها ، حيث أن المشيمة الامامية تتلقى ضربات الجنين وركلاته ، ولا تصل لجدار البطن ، فلا تشعر بها الأم .
وضع الجنين
: أحيانآ يلتصق الجنين بجدار الرحم الخلفي ، وتكون ضربات وركلات الجنين في هذه الحالة غير مؤثرة في جدار الرحم من الامام ، فلا تشعر الام بحركة الجنين إلا بعد فترة عندما يغير الجنين وضعه .
سمك بطانة الرحم
: إن زيادة سمك بطنة الرحم التي تحيط بالجنين وتحميه قد تؤخر شعور الأم بحركة جنينها ، حيث أن بطانة الرحم السميكة تمتص ضربات وحركات الجنين دون أن تصل إلى الأم .
إنتفاخ الامعاء
: إن إنتفاخ الامعاء عند الام يؤخر إحساسها بحركة الجنين .
حركة الأم
: إن الأم دائمة التحرك والنشاط يتأخر شعورها بحركة الجنين ، ففي بداية تحرك الجنين تكون الحركات بسيطة ، ورقيقة ، يصعب أن تشعر بها الأم إذا كانت تتحرك بكثرة .
التدخين
: إن السيدات التي تدخن أو تتناول المواد الكحولية تكون حركة الجنين لديهن ضعيفة ، فلا يشعرن بها إلا بعد مرور وقت طويل .
وزن الام
: إن زيادة وزن الأم ، وتجمع الدهون لديها بشكل كبير حول البطن يؤخر شعورها بحركة الجنين ، بينما الام النحيفة تشعر بحركة جنينها بشكل أسرع .
نقص تغذية الجنين
: إن وجود مشكلات بالمشيمة أو الحبل السري عند الحامل يسبب عدم وصول الدم بشكل كافي إلى الجنين ، وبالتالي يعاني الجنين من نقص التغذية ، والذي يؤثر على حركته ، ويجعلها ضعيفة فلا تشعر بها الأم .
أسباب مرضية
: تعد هذه الأسباب هي أسباب مرضية غير شائعة الحدوث وتسبب تأخر في حركة الجنين ، مثل نقص السائل الامينوسي المحيط بالجنين ، أو إصابة الجنين ببعض الامراض التي تؤثر على جهازه الحركي وتضعفه .
وبشكل عام لا يعتبر تأخر الإحساس بحركة الجنين مشكلة ينبغي القلق بشأنها إلا إذا تخطت المرأة الشهر الخامس من الحمل دون أن تشعر بأي شيء ، والاهم هو الإلتزام بمواعيد زيارة الطبيب لمتابعة الحمل ، حيث أن الطبيب يمكنه الكشف عن أي مشكلة من خلال الكشف الدوري على الجنين .