مفهوم الخيانة مفهوم واسع وشامل، يشمل العديد من الأمور، لأن الخيانة لا تنحصر في الخيانة الجسدية فقط، الخيانة خيانة مشاعر أيضا، خيانة نفس، خيانة أحلام .

أشعار الخيانة والغدر

1- شعر أسامة بن منقذ

ما بالملالَةِ حِينَ تَعرضُ مِن خَفا، إنْ لَم تَخُن فابلغ رِضاكَ مِن الجَفا
فاليأسُ مِنكَ إذا صَددَّتَ خيانةٌ وإذا مَلِلتَ رَجوتُ أن تَتَعطَّفَا
إني لأضعفُ عَن صدودِكَ سَاعةً، وأرى قُواي عَن الخيانةِ أضْعفَا

2- شعر محمود سامي البارودي

غِبْتُمْ؛ فَأَظْلَمَ يَوْمِي بَعْدَ فرقَتِكُـمْ وساءَ صُنعُ اللَّيالي بَعدَ إجمالِ
قد كُنْتُ أَحْسِبُني مِنْكُمْ عَـلى ثِقَةٍ حتَّى منيتُ بما لمْ يجرِ في بالي
لَمْ أَجْنِ في الحُبِّ ذَنباً أَسـتَحِقُّ بِهِ عتباً، ولكـنَّها تَحريفُ أقوالِ
ومـن أطاعَ رُواةَ السُّوءِ نفَّرهُ عَنِ الصَّدِيقِ سَمَاعُ القِيلِ والقَالِ
أدهى المصائبِ غدرٌ قبلهُ ثقةٌ، وأقبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ

3- شعر ابن زيدون في غدر الحبيب

يا ليلُ طُلْ لا أشتَهي إلّا بِوَصْلٍ قصَرَكْ
لوْ باتَ عِندي قمرِي ما بتُّ أرعَى قمرَكْ
يا ليلُ خبِّرْ أنَّني ألتذُّ عنهُ خبرَكْ
بِاللَّهِ قُلْ لي: هَلْ وَفَى؟، فَقالَ: لا، بَل غَدَرَكْ

4- شعر كامل الشِّناوي

أنتَ قَلبي؛ فلا تَخَف وأجِب: هَل تُحبُّها؟
وإلى الآن لَم يَزل نَابضاً فيكَ حُبُّها؟
لَستَ قَلبي أنا إذن، إنَّما أنتَ قلبها!
كيفَ يا قَلبُ تَرتَضي طَعنةَ الغدرِ في خُشوع؟
وتداري جُحودها في رِداءٍ مِن الدُّموع؟
لَستَ قلبي… وإنَّما خِنجرٌ أنتَ في الضُّلوع
أو تدري بما جرى؟ أو تدري؟ دَمى جرى
جذبتني مِن الذُّرى ورَمتْ بي إلى الثَّرى
أخذَتْ يقظتي، ولَم تُعطني هدأة الكَرى
صَحوة الموتِ ما أرى؟ أم أرِى غَفوةَ الحياةْ
أينَ يأسي؟ لَقد مضى ومَضتْ مِثلهُ المُنى/ فحياتي كمَا تَرى: لا ظَلامٌ ولا سَنَا
كُلُّ مَا كانَ لَم يَكُن وأنا لَم أعد أنا
أنا في الظِّلِّ أصطلي لفحة النَّارِ والهَجيرْ
وضَميري يَشدُّني لهوى مَالَهُ ضَميرْ
وإلى أين؟ لا تَسَلْ فأنا أجهَلُ المَصيرْ
دمَّرتني لأنَّني كُنتُ يَومًا أحبُّها
وإلى الآن لَم يَزل نَابضًا فيكَ حبُّها!؟
لَستَ قلبي أنا إذن إنَّما أنَتَ قلبها!

5- شعر بدوي الجبل

مَا رَاعنا الدَّهرُ بالبلوى وغَمْرَتِها لكنَّنا بالإباءِ المرِّ رُعناهُ
إنْ نَحمل الحُزن لا شَكوى ولا مَلل، غَدرُ الأحبَّةِ حُزنٌ ما احتَملناهُ
وما رَعانا عَلى عَصفِ الخُطوبِ بِنا هَوى حَبيبٍ رَعيناه ونَرعاهُ
ليتَ الَّذين وَهبناهُم سَرائرَنا في زَحمةِ الخَطبِ أغلوا مَا وَهبناهُ
ولا وَفَاء لقلبٍ حِينَ نؤثِرُهُ حتَّى تَكون رَزايانا رَزاياهُ
حسبُ الأحبَّة ذُلّاً عَارَ غَدرِهم، وحَسبُنا عِزّة أنَّا غَفرنَاهُ
يهنيكَ أنَّكَ في نُعمى لمحنَتِهِ وأنَّ غَدرَكَ قبلَ الدَّهرِ أشقاهُ
جاهٌ خَلقناهُ مِن ألوانِ قُدرَتِنا فكيفَ يكفر فينا مَن خَلقناهُ
لو رفَّ حبُّك في بيداءٍ لاهبةٍ عَلى الظُّماءِ رَحيقاً ما وَرَدْناهُ!
حلوت طيفكَ عَن عَيني فأسلِّمهُ إلى الدُّجى وإلى الإعصارِ مأواهُ
فيا لكَنزٍ شَكتْ مِنهُ جَواهِرُهُ وضَاعَ عَن نَفسهِ لمَّا أضَعناهُ
صحا الفُؤاد الَّذي قطَّعتَه مزقاً حَرَّى الجِراحَ ولملمنَا بقاياهُ

6- شعر فاروق جويدة

ورجعتُ أذكرُ في الرَّبيع عهودَنا أيَّامَ صُغـناها عبيراً للزَّهَر
والأغنياتُ الحَالماتُ بسحـرِها سَكِرَ الزَّمانُ بخمرِها وغَفا القَدَرْ
اللَّيلُ يجمعُ في الصَّباح ثيابَه واللَّحـنُ مشتاقاً يعانقه الوَترْ
العُمر ما أحلاه عِند صَفائهِ، يـومٌ بقربِكَ كانَ عِندي بالعمرْ
إني دَعوتَ الله دعوةَ عَاشقٍ ألَّا تفرِّقنا الحَياةُ ولا البَشرْ
قالوا بأنَّ الله يغفِرُ في الهَوى كُلَّ الذُّنوبِ ولا يُسامِحُ مَن غَدَرْ
ولقد رَجعتُ الآن أذكرُ عَهدنا، مَن خَان مِنَّا، مَن تنكَّر، مَن هَجَرْ
فوجدتُ قلبكَ كالشِّتاء إذا صَفا سَيعودُ يعصفُ بالطيور وبالشَّجَرْ
يوماً تَحملت البعادَ مع الجفا ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهرْ!
مَن خانَ مِنا؟، صدِّقيني إنَّني ما زلت اسأل أين قلبُك هل غدر؟
فلتسأليه إذا خلا لَكِ سَاعة كَيفَ الرَّبيع اليَومَ يغتالُ الشَّجر؟!

7- شعر نزار قباني ” قصيدة خاتم الخطبة “

وَيحكِ! في إصبعكِ المُخملي حَملتِ جُثمانَ الهَوى الأولِ
تهنئي يا مَن طَعنتِ الهَوى في الخَلفِ في جَانِبهِ الأعزَلِ
قدْ تَخجلُ اللَّبوةُ مِن صَيدها؛ فَهل حَاولتِ أنْ تَخجَلي؟
بائعتي بزائفاتِ الحلى، بخاتمٍ في طَرَفِ الأنملِ
بهج أطواقٍ خرفية وبالفراء البَاذِخِ الأهدلِ
أعقدُ الماسِ فانتَهى حبُّنا؟، فلا أنا منكِ ولا أنتِ لي؟
وكلُّ ما قُلنا ومَا لم نقلِ وبَوحنا في الجَانبِ المنقلِ
تساقطت صَرعى عَلى خَاتمٍ كاللَّيلِ… كاللَّعنةِ… كالمنجلِ
جَواهرٌ تكمنُ في جَبهتي أثمنُ مِن لؤلؤكِ المرسَلِ
سبيَّةَ الدِّينار، سِيري إلى شَاريكِ بالنُّقودِ والمخملِ
لم أتصوَّر أن يكونَ على اليَّدِ الَّتي عَبدتُها مقتلي .