الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه أول مؤذن في الإسلام ومولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، عُذب في سبيل الحق وقال قولته الشهير “أحد أحد “
بلال بن رباح
هو بلال بن رباح وهذا هو المشهور وقال البعض ابن أبي رباح الحبشي القرشي التيمي ولكن ليس بصحيح أنه تيمي قال ابن الأثير : الحبشي بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة في أخرها الشين المعجمية وهي نسبة إلى الحبشة وهم نوع من السودان مشهورون يُنسب إليهم بلال الحبشي رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلّ الله عليه وسلم سماه عروة بن الزبير بلال الخير ، ويسمي أبي حمامة نسبة إلى أمه حمامة وقيل أنهما سبيا فصارا مملوكين لبني جمح وكانت حمامة تلقب بسكينة .
تعددت الأقوال في كنية بلال بن رباح رضي الله عنه فمنهم من تبنى له كنية معينة وذكر باقي الكنى على أنها أقوال تنقل له فقيل أبو عبدالله ، وقيل أبو عمرو ، وقيل أبو عبدالكريم ، وقيل أبو عبدالرحمن ، توفى عام 20هـ ، يقال أنه ولد في عام الفيل .
تزوج سيدنا بلال بن رباح أكثر من سيدة في عدة مناطق وعدة مناسبات ولكن لا ندري هل جمع بين بعضهن أو أنه تزوجهن متفرقات وفي فترات متفاوتة وأزمة مختلفة ، والمذكور في الكتب أن له زوجة واحدة هي هند الخولانية وقيل أن لها ذكر وصحبة وهي من أهل داريا من دمشق .
اسلام بلال بن رباح
روى ابن عساكر عن الوضين بن عطاء أن سيدنا بلال رضي الله عنه مر برسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو في الغار وكان في غنم عبدالله بن جدعان وكان لعبدالله مائة مملوك بمكة فلما بعث الله نبيه صلّ الله عليه وسلم أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلال يرعى عليه غنمه تلك فأطلع رسول الله صلّ الله عليه وسلم رأسه من ذلك الغار فقال يا راعي هل من لبن ؟ فقال بلال ما لي إلا شاة منها قوتي فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم .
فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ائت بها فجاء بها فدعا رسول الله صلّ الله عليه وسلم بقعبه فاعتقلها رسول الله صلّ الله عليه وسلم فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلال حتى روي ثم أرسلها وهي أحفل ثم قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم يا غلام هل لك في الإسلام ، فأتى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فأسلم وقال أكتم إسلامك ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبًا فعليك به .
فعاد بعد ثلاثة أيام يسقي ويتعلم الإسلام حتى إذا جاء اليوم الرابع فمر أبو جهل بأهل عبدالله بن جدعان فقال إني أرى غنمكم وقد نمت وكثر لبنها فقالوا قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام وما نعرف ذلك منها ، فقال عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن ابي كبشة فامنعوه أن يرعى ذلك المرعى فمنعوه .
حياة بلال بن رباح بعد إسلامه
ودخل رسول الله صلّ الله عليه وسلم مكة فاحتفى في دار عند المروة وأقام بلال على إسلامه فدخل يومًا الكعبة وقريش في ظهرها لا تعلم فالتف فلم يرى أحد فأتى الأصنام فجعل يبصق عليها وهو يقول خاب وخسر من عبدكن فطلبته قريش وهرب حتى دخل دار سيده فاختفى فيها فنادوا على سيده وقالوا له أصبوت فقال لهم ومثلي يقال له ذلك فقالوا له إن أسودك فعل كذا وكذا وتركه إلى أبي جهل وأمية بن خلف وقال شأنكما فهو لكما اصنعا به ما أحببتما ، فخرجا به إلى البطحاء يبسطانه على رمضائها فيجعلان رحى على كتفيه ويقولان أكفر بمحمد فيقول : لا ويوحد الله .
وقد رؤي عن عمرو بن العاص أنه قال مررت ببلال وهو يعذب في الرمضاء لو أن بضعه لحم وضعت لنضجت وهو يقول أنا كافر باللات والعزى وأمية مغتاظ عليه فيزيده عذابًا فيقبل عليه فيذهب خلقه فيغشى عليه ثم يفيق ، وري عن حسان بن ثابت أنه قال رأيت بلال في حبل طويل تمده الصبيان ومعه عامر بن فهيرة وهو يقول أحد أحد أنا أكفر باللات والعزى وهبل ونائلة .
رآه أبو بكر الصديق وهو يعذب فقال لأمية بن خلف ألا تتق الله في ذلك المسكين ؟ فقال له أفسدته فأبعدته فقال له عندي غلام على دينك أسود أجلد من هذا أعطيك به قال قبلت فأعطاه الصديق غلامه وأخذ بلال وفي روايات أنه أشتراه بخمس أواقي وقيل بعبدين ثم أعتقه لوجه الله تعالى .
حياة بلال بن رباح بعد الهجرة
هاجر سيدنا بلال رضي الله عنه إلى يثرب ونزل على سعد بن خيثمة وأخى النبي صلّ الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وقيل بينه وبين أبو عبيدة بن عامر الجراح وشهد بدرًا وقتل يومها أمية بن خلف وشارك في المشاهد كلها مع رسول الله وحينما شرع الأذان اتخذه رسول الله صلّ الله عليه وسلم مؤذن فكان أول مؤذن في الإسلام .
ولما توفى النبي صلّ الله عليه وسلم توقف بلال رضي الله عنه عن الأذان حتى أذن مرة وحين قال أشهد أن لا إله إلا الله أجهش بالبكاء وما استطاع تكملة الأذان ، بعد وفاة أبي بكر الصديق خرج لبلاد الشام ونزل في داريا وتزوج بها ومات في الشام ولكن اختلف في مكان موته والزمان ولكن الرواية الشهرية أنه توفى عام 20هـ