استحوذت محاكمة خلية المنارة الإرهابية على وسائل الإعلام الإماراتية ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، وهي جماعة إرهابية تعتنق الفكر الإرهابي تم القبض عليها في الثاني من أغسطس من هذا العام، تضم 41 متطرفا ينتمون للعديد من الجنسيات، وعلى رأسها 39 إماراتياً وسوري وشخص من جزر القمر.

اعترافات المتهمين
وقد اشتعل موقع تويتر بعدما كانت أهم مفاجأة بالجلسة التي أرجأتها المحكمة الاتحادية العليا الإماراتية مسبقا في السادس عشر من نوفمير الماضي إلى يوم 8 ديسمير، بحسب ما نقل عن محامي بعض المتهمين هو تلك اللقطات المصورة التي يعترف خلالها المتهمون بالاتهامات المنسوبة إليهم.

إذ اعترفوا في مقطع الفيديو الذي عرض بمقر المحكمة الاتحادية العليا أمس الثلاثاء أنهم يهربون الأسلحة والذخائر والصواعق لقلب نظام الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلان الخلافة على غرار تنظيم ” داعش” في العراق وسوريا. كما بينت اعترافات المتهمين نيتهم وتخطيطهم لتنفيذ هجمات تطال مراكز التسوق والفنادق والنوادي الليلية في دبي.

المحكمة، برئاسة القاضي محمد جراح الطنيجي، استمعت إلى المشتبه بهم الذين اعترفوا أيضا في مقطع الفيديو إلى تخطيطهم لاغتيال بعض الشخصيات البارزة في الإمارات.والنيابة بدورها طالبت توقيع أقصى عقوبة متاحة وفقا للقانون على المتهمين.فيما أرجأت هيئة المحكمة الجلسة إلى 20 و27 ديسمبر الجاري و3 يناير 2016 للسماح للمحامين بتقديم دفاعهم.

يكشف أحد المقاطع المصورة كذلك اعتراف أحد المتهمين بتنظيم اجتماعات سرية والاستماع إلى محاضرات عن الفكر الجهادي قدمها أمير الخلية، كما تم تدريبهم على استخدام الأسلحة والمدافع الرشاشة والقنابل.

المتمهمون اعترفوا بحفرهم في الأرض بعمق 5 أمتار في معسكرهم بصحراء إمارة رأس الخيمة، لإخفاء أسلحتهم التي تدربوا عليها وكانوا في طريقهم لاستخدامها في عمليات إرهابية.

قلب نظام الحكم
وقال أحد المتهمين في اعترافاته ضمن مقطع الفيديو إنه على مدى 4 سنوات تم تنظيم محاضرات تركز على الدعوة للجهاد ضد الحكام “الكافرين”، والتخطيط لقلب نظام الحكم بالقوة واغتيال الشخصيات المهمة وذات الصلة بدوائر صنع القرار.
كما اعترف بتدريبهم على استخدام أجهزة اللاسلكي بترددات مختلفة للتواصل فيما بينهم بعيدا عن رصد أجهزة الأمن لهم، وصنع واختبار قنابل يدوية وبنادق.. كما تعلموا أيضا كيفية التعامل والتواصل مع المنظمات في سوريا والعراق، بما في ذلك جبهة النصرة وجبهة أحرار الشام وجبهة الأنصار في بلوشستان الإيرانية “.

نيابة أمن الدولة تعرض أحراز القضية
نيابة أمن الدولة عرضت بدورها أحراز القضية التي ضبطت وشملت 5 أنواع من الأسلحة ضمن 7 صناديق حملها 3 أشخاص إلى قاعة المحكمة، بما فيها بنادق كلاشينكوف، MP5 والرشاشات M16 والمتفجرات وصواعق تستخدم في صنع القنابل، فضلا عن عدد كبير من الرصاص والمجلات التي تحتوي معلومات عسكرية.
وبينت الاعترافات كذلك رفض المتهمين رفع علم دولة الإمارات على أراضيها أو أداء النشيد الوطني للبلاد لما يرون أنه يخالف ما يعتقدون.

شهدت جلسة المحاكمة هذه تخلي محامي متهمين في القضية عنهم بعدما شاهد اعترافاتهم بمقطع الفيديو، فيما أغشي على سيدة من أسر المتهمين بعدما سمعت الاعترافات في المحكمة التي عقدت بحضور نحو 42 من أسر المتهمين و7 محامين وحراسة مشددة داخل القاعة وخارجها.

ويقول قانونيون إن المتهمين في حال أدانتهم المحكمة سيواجهون عقوبة الإعدام أوالسجن المؤبد وغرامات تصل 100 مليون درهم، وفقا لقانون اتحادي لمكافحة الإرهاب أقر العام الماضي.

شكر الأجهزة الأمنية
على صعيد آخر، توالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تسرب ما جاء من اعترافات للمتهمين بمقطع الفيديو، وجاءت أغلب التدوينات تشكر الأجهزة الأمنية والقدر الذي تدخل في الوقت المناسب لإنقاذ أرواح وممتلكات عامة وخاصة من التدمير في دولة هادئة أمنيا لم تعتد وجود مثل تلك التنظيمات على أراضيها.
وكانت النيابة العامة الإماراتية قد قامت بالعديد من التحقيقات التي كشفت في النهاية عن قيام تلك الجماعة بتأسيس ما يسمى “مجموعة شباب المنارة” تهدف القيام بأعمال إرهابية داخل البلاد، وقد تم إحالتهم في النهاية إلى المحكمة الاتحادية العليا بداية أغسطس الماضي.

أحداث الجلسة الأولى
وأظهرت الجلسة الأولى أن المتهمين هم على صلة قرابة بعضم البعض، فالمتهم الأول هو أب لأربعة أبناء يحاكمون بنفس التهمة في ذات القضية، فضلا عن العديد من الأشقاء والأقارب،وكان بعضم قد أصر خلال المحاكمة على عدم توكيل محامي بحجة الدفاع عن نفسه.